قد تقرأ أو تسمع هذه العبارة الرائجة «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» رغم تفضيل البعض الفضة على الذهب.. وفي ذلك قول كثير كأن تسمع بأن الفضة من فرط جمالها تتسرب إلى النفس وتعطيك مؤشراً للهدوء وراحة البال.. لذا قد ترى في يوم ما انقلاباً للعبارة الرائجة والشهيرة ويقال لك: «الكلام من ذهب السكوت من فضة».. قيلت العبارة لأن كثرة الكلام عند البعض تعطي مؤشراً للكذب أو الهرطقة.. أو الخروج من المسار الذي حدد من أجله الكلام.. ولأننا شعب جُبل على الضحك والابتسام كذلك جُبل على «الونسة» لذلك تجدنا دائماً ما نذهب صوب الوناسين لنجمل بحديثهم آذاننا لكن هناك فرقاً بين «الوناس والثرثار».. والذي يجعلك في حالة من الهرب والزوغان.. لذا تجد نفسك مجبراً على ترك الشارع الذي اتخذته لتسلك آخر حتى وإن كان مرهقاً وبعيداً.. البعض يجد القدرة على التعامل مع الثرثار كثير الشطحات والذي جعل فناني المصطلحات في بلادنا يطلقون عليه «المعاط» هذه العبارة الآن باتت كفيلة بأن تجعلك لائذاً وفاراً بجلدك، وتضع في ذهنك ألف حساب. فعندما سألنا محمود صالح عمر عن «معاط» أو «ثرثار» في حياته وكيف يتعامل معه.. محمود قال بعد أن ضحك كثيراً «بعرف واحد من كثرة كلامو مرات بنسى أنا وين».. ومحمود صالح كما قال: «لازم نجامل حتى ولو على حساب وقتنا وصحتنا». إذا كان محمود يجامل فهناك من يستمتع بهذا النوع النادر من الناس.. لذا نجد الفاضل عمر الدومة يتصيد اللحظة التي يقابل فيها ثرثاراً.. واستغرب الدومة بأن صفة ثرثار عادة ما تطلق على الرجال فقط ولم يسمع بامرأة «معاطة» أو ثرثارة لكنه سمع ورأى نساءً يكذبن لدرجة تجنن. فبعد أن فتحت الحياة كل أبوابها أمام المرأة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً هل سنجد من يترك لها الشارع خوفاً وتجنباً من ثرثرتها.. عرفت أن هناك من يترك الشارع بسبب النساء كثيرات المطالب يعني «الرسَّالاَت».