ومازال الأحبة في المؤتمر الوطني يتقافزون ويعرضون زهواً في اليوم الثاني للانتخابات.. واليوم هو / 14 أبريل.. وأنا مازلت معتصماً داخل أسوار داري.. مقاطعاً صميماً.. مقاطعاً متحضراً.. ممتنعاً أنيقاً عن التصويت.. مثلي مثل أعضاء حتى في مجلس الأمن الدولي الذين يمتنعون عن التصويت.. فقط أقاطع داخل حديقة منزلي.. أقيم ليالي خطابية وليالي سياسية.. الحضور فيها أنا مثل السيف وحدي.. وطبعاً لن (أمد) يدي لأي مواطن منعاً له من المشاركة حتى لا (يقطعها) لي الدكتور مصطفى عثمان. اليوم هو اليوم الثاني للاقتراع.. وطبعاً مازال المسرح الذي كان عليه بالأمس محجوب.. مازال كما هو ومازال ميدان الليلة السياسية هو حديقة منزلي.. أعلام الوطن الجميل مزروعة ومفرودة ومفروشة على شجرة الليمون والنخلة والجهنمية.. كمية من البالونات الحمراء (منفوخة) تتدلى في بهاء من أفرع الأشجار وكالعادة لا مكرفون ولا (ساوند) والمسرح (تربيزة) من الحديد المقوى.. ومقاعد الجمهور (كرسي) واحد أجلس عليه أنا.. واليوم هو يوم البديع المصادم الجسور العتيد الوديع الشهيد محمد حسن سالم حميد.. وتبدأ الليلة. وينتصب شامخاً حميد.. كل طيبة الدنيا في وجهه الصبوح.. كل وقار الدنيا في شخصه المتواضع الجميل.. كل حب الدنيا ينثره حروفاً تلون الكون. وحميد مسكون بالوطن.. مهموم بالشعب تفزعه أي نقطة دم واحدة (تسيل) من مواطن أو مواطنة.. يذوب وجداً في السلام.. يفزع من الحرب.. يتمنى.. يأمل.. يحلم بالسلام.. كانت ليلة باذخة.. كانت كلها من أحشاء (أرضاً سلاح).. وتدهشني كلمات صديق عمره المبدع.. السر عثمان الطيب.. الذي حمل في دواخله الجميلة (أرضاً سلاح) حباً وصبابة. ما أروع السر الذي كتب عن (أرضاً سلاح).. كتب (هو رجاء طلب).. مناشدة.. نداء.. أمر في صيغة التمني.. أو قل هو التمني في صيغة أمر.. غير موجه إلى ثلة من الجند فحسب.. بل إلى الضمير الجمعي.. لأمة أنهكها الاحتراب وأهلكها التناحر وأقعدها التباغض، وكاد يقضي على ما تبقى منها الصراع القبيح.. هي أمة خرج أحد بنيها (الموجوعين) بحبها ومآلات حالها المخلصين لترابها ليقول بلسان شاعر في عظمة (حميد) أن كفى كفى. وينشد حميد.. بسم السلام نبدأ راحة غناوينا على خاطري تتمد ساحة حكاوينا .. ونتغنى بالأطفال ياهن تقاوينا من قاموا، قامو رجال يات ريح تقاوينا ... بنغني من عتال داخل على المينا يرفع بدل شوال كفو ويحيينا ماهو الونش شغال صنعة أيادينا ويواصل حميد الأماني والنداءات المترفة.. تعالوا الدم ماهو موية ولا ها ترايي المسام اخويا وطراوة الخوة ابتسام ............ تعالوا نحانن بعضنا نخل قلبو على الثمام نبضنا يشهل أرضنا وأرضنا تجم العضام ........... تعالوا بدل نبني ساتر نخيب ظن الصدام نطيب للعازة خاطر نقوم لاطفاله سام وأسدل الستار على ليلة مضيئة.. وأعيد ترتيب المسرح.. مسرح الحديقة لليلة الختام غداً 15 /أبريل التي سوف يحييها وردي.