ترتبط الأعوام والسنين وتسميتها ببعض الأحداث .. فيقال مثلاً .. عام الفيل ... أو عام الرمادة ... أو سنة المجاعة .. أو سنة ستة ... أو فيضان 46 ... أو سنة موت فلان .. أو سنة زواج فلان .. او سنة مولد فلان ... أو غيرها من أحداث تصبح أشارة لسنة من السنين أو عام من الأعوام وترتبط بها وتؤرخ لها .. فدعوني أطلق .. عام الديك ... عنوان الموضوع .. لعشرة سنين مرت من سنين دولة السودان الحديث .. أولاً وكرأي شخصي .. أعتبر ان الرئيس المرحوم جعفر محمد نميري أفضل رئيس مر على السودان ... ولكن في ماذا ... هذا ما سوف يسأل عنه الناس ؟ ... أقول ... في موضوع الحرب والسلام فقط ... ولو لحين .. حتى لو كانت هناك بعض الهنات في هذه الجزئية .. لا نود الخوض في تفاصيلها ... فالرئيس جعفر نميري إستلم الحكم في .. 25 مايو 1969 .. وهو أظنه تاريخ معروف للناس وباطلاق اسم تلك السنة .. بسنة مايو ... والمعلوم أن حرب الجنوب بدأت منذ الاستقلال وأستمرت على مر الحكومات حتى استلام نميري للسلطة في مايو 1969 ... ولم يمضي على استلام نميري للحكم أكثر من ثلاثة سنوات وفي العام 1972 حتى تم التوقيع على اتفاقية اديس ابابا بين حكومة نميري وجيش"انيانا" الجنوبي بقيادة جوزيف لاقو كما يعلم الناس .. بعد حرب استمرت سبع عشر عام ... ووضعت الحرب أوزارها ... وعاش الناس في سلام وأمان بعد هذه الاتفاقية رغم ماجاء فيها من هنات يعلمها الناس كما اشرنا... ما نأخذه من الاتفاقية أن الحرب وضعت أوزارها بجزء كبير وعلى اثرها جاءت التسمية لموضوعنا.. عام الديك .. فخلال تلك السنين المذكورة وقفت الحرب .. فلا قتال .. ولا اقتتال .. ولا تعبئة .. ولا سلاح ... واصبح الجيش وافراده في أسترخاء تام ونووووووووم شديد وصرف مرتبات .. وصفه ..وانتباه .. فقط ... وفي نفس الوقت علاء كعب أهل الشرطة وأفرادها في وزارة الداخليةوأصبحو هم من يعملون وهم من يسيرون الأمن الداخلي ... فأصبحوا هم أصحاب السطوة والسلطة ... بل أصبحوا يستهزئون ويسخورن من .. رجل الجيش ... في تلك الفترة .. ويطلقون عليه لقب .. ديك ... ليس الامر تصغيراً في الخلقة أو التشبيه في الشكل ... ولكن كإشارة لعدم الإنتاج ... أو إشارة للأكل والنوم بدون عمل ينجز ... وفي تلك الفترة كانت تحصل الكثير من الاشكالات بين رجال الشرطة ورجال الجيش من جراء هذه التسمية... بل وصل الأمر أيضاً بالناس او الملكية بلغة أهل الجيش أن يتحدثوا .. صمتاً كان أو جهراً أو في الصحف .. ويطالبون الحكومة بالاستفادة من رجال الجيش في أعمال أخرى زراعية أو صناعية أو غيرها لأنهم يصرفون من خزينة الدولة مرتبات ولا يقومون بأي عمل غير الحضور للتمام والانصراف فالبلاد في أمان الآن بفضل الله ... وفعلاً تم استعياب جزء منهم في الكثير من الاعمال سوى في السكة حديد أو غيرها من مصالح حكومية او وظائف .... هذا هو .. عام الديك .. وهذه أعوامه التي استمرت لمدة عشرة أعوام نعم السودان فيها بالخير والسلام والأمان .... أدعو معي أن يعود علينا .. عام الديك ... ولا حرب .. ولا حروب .. ولا قتال .. ولا اقتتال.. ولا تعبئة.. ولا استنفار.. ولا تمرد .. ولا ثورية .. ولا تهميش .. ولا جهوية .. ولا قبيلة .. وننعم بالسلام في كل ربوعنا الممتدة ... ونغني كما غنى المرحوم حميد ... تعالوا نحانن بعضنا تعالوا نحانن بعضنا نخل قلبو على التُمام نبضنا يشهل أرضنا وأرضنا تجم العضام ... ... تعالوا بدل نبني ساتر نخيب ظن الصدام نطَّيب للعازه خاطر نقوم لأطفاله سام ... ... أخير كرّاكةً بتفتح حفير وتراقد الركام أم الدبابة البتكشح شخير الموت الزؤام ... ... تعال لي غابتك يا خيرا تعال لها يا أسده الهمام بدل دوشكة يغني طيره محل قنبلة عش نعام ... ... بلد صمَّي وشعب واحد عصية على الإنقسام أبيه وبكراها واعد صبية ومشهاده تام ... ... بساطه أحمدي كم يشيلنا وتشهِّلنا على الدوام نَقِل ليلنا تقوِّي حيلنا ودليلنا تمام التمام