من غرائب قصص الاحتيال والنصب عن طريق السحر ، رواها بنفسه أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم: كانت البداية فى امدرمان جوار بنك الاعتماد حيث كنت امام عربتى فتعرفت عليه ، كان ينظر لى نظرات غريبة للغاية، كان ملتحيا, طويل اللحية، مهندم ويلبس عمامة، طويل القامة، تظهر على جبهته علامات الصلاة ، وربما كانت ميولى الدينية وتصوفى جعلتنى اؤمن فى تلك النظرات وانجذب لها ، فكأنما سحرنى بها وبدأت أشعر بالاستسلام له من أول نظرة، ثم طلب منى (200) جنيه، وبدأ يقنعنى بأنه نبى الله وله علاقة سرية بى، خاصة بعد تردى الاوضاع فى السودان وقرب ظهور السيد المسيح ازدادت هذه العلاقة ونمت ، وممكن نرشحك لأن تكون من اوتاد الأرض فى السودان ، فقلت له أن المبلغ ليس معى الان هنا ولكن فى الخرطوم، وركب معى فى عربتى متجهين الى الخرطوم . وفى الطريق كانت البداية الحقيقية لاستسلم له حيث ذكر لى أنت من أولياء الله ونحن بنعرفهم بعلاماتهم مثل شامة فى الجسم الداخلى، أو شعرة فى الرأس عبارة عن شعرة من سيدنا يوسف، وعند مرورنا بشارع النيل قال أنه شارع الصالحين لأن الخير كله ياتى من البحر . ولما وصلت مكتبى فى احدى العمارات التجارية فى السوق العربى قرصنى فى أصبعى فوجدت علامة باهته عليه فقال انها من علامات الصالحين ، فى هذه اللحظات وكما ذكرت سابقا لتدينى واعتقاداتى شعرت فعلا بأننى من الصالحين وزاد تمسكى واستسلامى له. دخلنا المكتب فكانت جلسته غريبة ونظراته ثاقبة، فوجه كلامه نحوى وكأنه يدخله لى من خلال عيونى، الخزائن والأرزاق فى الأرض تحت تصرفهم وانه سيحصل لى خيرا كثيرا ، وسألنى فجأة انت عاوز الدنيا أم الآخرة ، فقلت له طبعا الآخرة ، فقال لى أبشر أنت(زولنا) وسأمشى لاوصل اجابتك ، قلت له لمن قال لى بكلمك بكرة ، اعطنا مبلغ فأعطيته . كنت متلهفا لرؤيته لليوم التالى، وبالفعل نقر باب المكتب عند قولى بسم الله لافطر، وقلت له تفضل فوجدته هو ، تناول معى وجبة الافطار وفى هذا الاثناء قال لى أبشرك لان ربك اختارك فى باب رحمته وأنت مختار ومنتقى لأمر كبير ونحن مصاحبنك ومتابعنك وراعينك لأكثر من اربعين أو خمسين سنة، ومصاحبين روحك أيضا وأنت مكلف لتجاهد بامولك وأولدك وكل ماتقدر عليه ، واذا عاوز تتأكد سوف تجد سرك فى سورتى الأنفال والتوبة ، تركته جانبا وتوضأت وبدات أقرأ سورةالأنفال وهى سورة جهاد ورجعت اليه ، وقلت ولكن الجهاد لماذا ، فقال لى لأمر باطنى لا تعرفه أنت نعرفه نحن ، وجاءنا أمر بأن نضيفك للصالحين وتكون أنت قائدهم ، وتكون أحد أوتاد الارض . لا انكر اننى كنت مطيعه لأبعد حد وكأننى سلمته أمرى كله ، فطلب منى مرة أن أحضر له جزمتين أكبر مقاس ونزلت لتوى وأشتريتها له من السوق العربى ، وكل مرة ويوميا يأخذ مأتين وثلاثمائة جنيه وأسلمها له دون تردد وذلك لسفر وعلاج زوجتى المريضة . ومرة أخرى طلب منى فنلتين أيضا أكبر مقاس ولما سألته عن السبب قال انها تهدى لاصحابها ذوى النور المحمدى وأمرهم الهى . أخذت هباتى وأموالى تنهال على (الفكى)، بعد أن اصبحت لعبة فى يده ودمية يحركها يمنة ويسرى، واكثر من ذلك بدأت فى أخذ المرابحات من البنوك والمضاربات من أجله فكانت كل تصرفاتى وتحركاتى من أجله هو ونسيت ماحولى من مناسبات أو التزامات أسريه ، فكان همى الأول ارضائه دون تردد ، وتوالت حالتى معه لثالث سنوات دابا سحرنى فيها بكاملى، فى الحلقات القادمة الأكثر والأعجب . نواصل