لمع نجم الحسن الميرغني نجل رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في الساحة السياسية في الفترة الأخيرة خاصة مع الانتخابات الأخيرة التي أثارت جدلاً كثيفاً داخل الحزب بسبب المشاركة فيها وإعلان الحزب لدعم ترشيح مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة عمر البشير، وعندها قدم الحزب الحسن مندوباً معتمداً لدى المفوضية، الأمر الذي تسبب في فصل قيادات تاريخية من الحزب بسبب رفضها للخطوة وتقديم طعن لدى المحكمة لمناهضته، وكانت ردة الفعل الحسن رئيس قطاع التنظيم، إزاحتهم عن طريقه وقفل الباب أمام أي مبادرة لعودتهم، وكانت ذات هذه المجموعة قد رفضت من قبل مشاركة الحزب للمؤتمر الوطني في الحكومة وهو نفس الأمر الذي كان يرفضه الحسن في فترة من الفترات وخرج غاضباً من البلاد ولكنه عاد وقد تحولت رؤيته إلى النقيض تماماً وأصبح مدافعاً عن المشاركة في الانتخابات بشدة ويصرح وكأنه جزء أصيل داخل الحكومة، وقال بأننا سنصلح حال البلد خلال 181 يوماً، وبالأمس سجل الحسن زيارة مفاجئة للمجلس الوطني التقى خلالها رئيس البرلمان د.الفاتح عز الدين ودخل الحسن وهو يرتدي عباءة لونها أقرب للبيج الغامض ويلف عمامته بالطريقة التي اشتهر بها رجالات الطريقة الختمية، وطاف بقبة البرلمان. ولا يفوتنا أن نذكر بأنه فاز ضمن القائمة الحزبية لحزبه وهناك تكهنات باختياره نائباً لرئيس البرلمان، وربما في هذه الزيارة يريد أن يقف على مقعده داخل القبة، كما طاف على عدد من مكاتب اللجان البرلمانية ووقف أمام لوحة الشرف للرؤساء المتعاقبين على البرلمان ونوابه منذ الاستقلال، وكان برفقته في هذه الزيارة الخاطفة عضو هيئة القيادة بالحزب والوزير بمجلس الوزراء الأمير أحمد سعد عمر الذي أوضح المقاصد من الزيارة بعد أن رفض الحسن التصريح وفوضه للحديث بالإنابة عنه، وأكد سعد أن زيارة الحسن الذي يمثل رئيس الحزب بالإنابة ورئيس قطاع التنظيم، تجيء في إطار المجاملة أولاً وتبادل وجهات النظر مع رئيس البرلمان والوقوف على عمل المجلس الوطني، بالإضافة إلى تأكيد الحزب الاتحادي الأصل على أن الخيار الديمقراطي هو الخيار الوحيد للعبور بمشاكل السودان وحلها وليست الحرب ولغة البندقية، وأشار سعد إلى أن الحسن نقل تحايا والده الميرغني المقيم في لندن للفاتح عز الدين وجدد تمسك الحزب بالدعوة للحوار للوفاق الوطني الشامل الذي يتم عبر الحوار الجاد الذي ظل يدعو له الحزب منذ سنين عددا. وقطع أحمد سعد بمشاركة الحزب في الحكومة وقال سنشارك كما شاركنا في الانتخابات حتى لو كان بشخص واحد، وذلك من أجل قضايا السودان، إلا أنه أكد أن الحزب إلى الآن لم يتشاور أو يناقش مع اللجنة المشتركة ملف المشاركة ولم يناقش أي تفاصيل متعلقة بالخطوة. بالعودة إلى شخصية الحسن فهو يشابه أباه في كثير من الطباع وربما يشاركه تحديداً في «صمته»، وهذا يظهر في زهده في الحديث للإعلام إلا ما قل، ولم يظهر له أي طموح سياسي في الفترات السابقة، فالرجل منهمك في أعماله التجارية وقبل ذلك دراسته. وتقول سيرته الذاتية إنه ولد في العام 1962م وتلقى تعليمه متنقلاً، ليدرس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدةالأمريكية حيث درس «كلية الهندسة» وهو متزوج وله 3 من الأبناء. وكشف مراقبون أن أول ظهور سياسي للحسن كان من خلال مشاركته في مؤتمر المرجعيات الشهير ب «القناطر الخيرية» بجمهورية مصر عام 2004 ويعتبر آخر مؤتمر للحزب لم يعقد بعدها مؤتمراً عاماً، وبالرغم من التزامه الصمت التام طوال الوقت في تلك السنوات، كان الحسن قريباً جداً من جيش الفتح الذي حارب نظام الإنقاذ قبل اتفاقية القاهرة 2005م التي عاد بعدها الحزب إلى ممارسة العمل السياسي من داخل السودان، وشارك في برلمان 2005م بمجموعة من قيادات الحزب بينهم علي السيد الذي تم فصله، ويذكر أن مشاركة الحزب في برلمان 2010 كانت متواضعة جداً ولا تذكر وربما كانت بنائب واحد، إلا أن الأمر انعكس في هذه الانتخابات التي أشرف عليها الحسن، ويعتبر الحزب الثاني في عدد المقاعد بعد الحزب الحاكم وحصل على (25) مقعداً. ً٭ صحة الميرغني والمفصولون الأمير أحمد سعد عمر الذي تحدث إنابة عن الحسن دحض كل الشائعات التي تتحدث عن صحة زعيم الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني المقيم في عاصمة الضباب، حيث أكد أنه في كامل صحته وعافيته، وقال إنه سيعود للبلاد في أقرب وقت ممكن إلا أنه لم يحدد موعداً للعودة، أما عن مفصولي الحزب فسار سعد في اتجاه الحسن وقطع الطريق أمام عودتهم وقال «هذه صفحة وانطوت ولا نريد أن نعود إليها».