ظل برنامج (أغاني وأغاني) يتعرض طوال الفترة الماضية وحتى اليوم لهجمة منظمة من بعض فنانين تجاوزهم الزمن وآخرين تجاوزهم الاختيار، وهم يحسبونها حملة يمكنها أن تؤثر علي مسيرة البرنامج أو تمحوه في رمشة عين من ذاكرة المشاهدين، وهم للأسف الشديد يعيشون (أحلام زلوط) ووهم كبير عشعش وباض في رؤوسهم، وحقيقة أعجب وأضحك عندما أسمع بعضهم يقول إن (أغاني وأغاني) استنفد أغراضه وهو المعني بالدرجة الأولى بتقديم الأغاني والمعاني والتوثيق في قالب خفيف لرواد الأغنية في بلادنا، كما أن مقياس الأغنيات التي تقدم فيه هو الآدائية السودانية الأصيلة، وليس جمال الكلمات أو اللحن فقط، وهو لا يمثل مجرد برنامج للغناء أو الاستمتاع بضحكة أستاذنا السر قدور الشجية، ولا التطريب العالي لكوكبة الفنانين والفنانات المشاركين فيه، وإنما هو حماية للوطنية والقومية من التيارات المختلفة التي تحاول غزونا فكرياً بحرب التكنلوجيا والفضائيات الموجهة لشبابنا وأجيالنا الجديدة عبر التأثير على تراثنا وفننا، هذا غير ما يقدمه البرنامج من تواصل أجيال وتوحيد الوجدان العام، وبالتالي برنامج يحمل هذه الأفكار السامية والأهداف الوطنية النبيلة لا يمكن أن يستنفد أغراضه، ولكنه قابل للتطوير والتجديد، وهذه المعاني لا يفهمها الفنانون أصحاب المصالح الخاصة، والرؤى القصيرة وفاقدو البصر والبصيرة ومن كان بعيونهم رمد. نعم من حق أي فنان أن ينتقد (أغاني وأغاني) لأنه ليس منزهاً عن الهنات، لكن كان من باب أولى أن يقدم من يحاربونه وهم (أهل الجلد والراس) النقد الصحيح والتشخيص السليم، ويقدمون بعد ذلك روشتة العلاج والأفكار الجديدة- (هذا إن كانوا يملكون أفكاراً)- ولكن أن يهاجموه لأجندة يعرفونها ونعرفها، فهذا غير مقبول، ونحمد للأخ الجنرال حسن فضل المولى وللقائمين على أمر البرنامج أنهم ليس من (المنبطحين) الذين تؤثر فيهم التصريحات السالبة التي في ظاهرها المصلحة العامة وفي باطنها الإبتزاز . يكفي أغاني وأغاني إشادة السيد رئيس الجمهورية سعادة المشير عمر حسن أحمد البشير، التي تمثلت في دعوة أستاذ الأجيال السر قدور ولقائه بقصر الضيافة، وهي دعوة من وجهة نظرنا تعني تشجيع السيد الرئيس للبرنامج لمواصلة رسالته الوطنية التي وضحناها في بداية حديثنا. ويكفي البرنامج أن كل الشركات تهرول نحوه طالبة وده للرعاية والإعلان عبره، وهو إن كان برنامجاً (هشاً) لما تواصل كل هذه السنوات بكل الألق والجاذبية ولما كان غاية للشركات الراعية. كما يكفي البرنامج ما يلقاه من صدى وتعليقات وقراءات وتحليل حتى من قبل أن يبدأ العمل فيه، وهذا يؤكد أنه الأول على كل برامج الفضائيات السودانية، ويؤكد أنه البرنامج الذي يشعل نيران الغيرة والحسد في قنوات أخرى. خلاصة الشوف: استغرب كثيرون، لماذا لم أعلق على ما قيل وكتب حول القيمة الإنتاجية العالية لبرنامج (مع سلمى) وردي لهؤلاء أننا لا نعرف التسرع والأخذ بالأقاويل، وحديثنا سيكون بعد التأكد من معلوماتنا وبعد مشاهدة البرنامج (بمشيئة الله) فربما كانت قيمته الفنية توازي قيمته المادية وما دفع فيه من أموال، أما غير ذلك فلن نسكت بالطبع على إهدار مال الشعب ولا على المجاملات والتلاعب بمؤسسات البلد.