رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة شكل حضوراً بارزاً في القمة الإقليمية لاتحادي صحفيي وسط وشرق أفريقيا التي عقدت بالخرطوم خلال الأيام الماضية، كما أنه تحدث حديث العارفين عن أوضاع الصحافة السودانية، في إطار حديثه عن الأوضاع على المستوى الدولي. آخرلحظة وخلال تغطيتها للفعالية جلست إلى بوملحة واستفسرته عن وجهة نظره بشأن بعض القضايا المتعلقة بالحريات الصحفية في السودان بجانب الإقليم والعالم فأجاب بجرأة وقال بصراحة ودون تردد وأسدى بعض النصائح للوسط الصحفي: ٭ ما هو تقييمك للحريات الصحفية في السودان؟ - لماذا تسألني هذا السؤال، أي شخص يسألني عن هذه القضية، هنالك مصادرة للصحف ويمضي هذا الأمر منذ سنتين، وأنا قلت هذا الكلام ،وهذا خطأ ، وهذه الإجراءات يمكن أن تقود إلى ثلاثة أشياء، أولها الإفلاس بالصحيفة لأنها تخرجها من السوق. ثانياً تجعل الصحفي يفرض رقابة ذاتية على نفسه لأنك يمكن أن تكتب ماتريد أن تكتبه وأنت خائف ،وفي اعتقادك إذا كتبت تصادر صحيفتك وهذا ضد حرية المواطن في الحصول على المعلومة التي تقرها العهود الدولية، وطبعاً إذا أخفيت الحقيقة فإنك لن توصل المعلومة للمواطنين. ٭ نريد أن نعرف نوع الدعم الذي تقدمونه للاتحادات لتعزيز حرية الصحافة وتطوير المهنة؟ - إذا كانت الاتحادات تريد أن تدافع عن الحريات نحن سنقف معها، وليس من المفترض أن نقاتل نحن فقط من أجل ذلك، هم أيضاً ينبغي عليهم أن يتحركوا ويلعبوا دوراً في هذا الاتجاه وندعو لإطلاق حملة إقليمية ودولية من أجل الحريات. ٭ هنالك بعض الاتحادات موالية للحكومات لذلك تجد أنها لا تدافع عن حرية الصحافة بالشكل المطلوب، ما موقفكم من هذا؟ - مثل هذه لا نقبل عضويتها.. من شروط عضوية كل الاتحادات في الاتحاد الدولي إنها يجب أن تكون مستقلة عن الحكومة، ولا يمكن أن نقف ضد كل الاتحادات الموالية لمجرد أنها لها علاقة مع الحكومة لأن بداخلها أناس يريدون فعل عمل جيد سواء كان للموظفين في المؤسسات الصحفية أو لحرية الصحافة وفيما يلي حقوق العاملين، وقليل جداً من الاتحادات لها مساحة سياسية وعلاقات طبيعية مع الحكومة، ولكننا نحن نتعامل معها بشكل مستقل بدون أجندة سياسية. ٭ وزير الدولة بوزارة الاعلام ياسر يوسف قال في القمة الإقليمية إنهم يرغبون في علاقات جيدة مع الصحافة .. برائك كيف يتم ذلك؟ - العلاقة بين السلطات والصحافة لاتعني أن تصبح الأخيرة في جيب السلطة، ولكنها تعني أن الحكومة إذا فعلت شيئاً جيداً تشد على يدها وتؤكد لها أن هذا جيد، وإذا قامت بشئ مخالف ترفض هذا المسلك. ٭ مايقوم به الاتحاد الدولي للصحفيين هل يقتصر فقط على متابعة الحريات الصحفية أم أن هنالك مجهودات تبذل لحماية الصحفيين، خاصة أن هناك عدداً كبيراً منهم سقط قتيلاً في مناطق النزاعات؟ - بالطبع إذا قتل صحفي لا بد أن نتخذ تدابير وإجراءات، والأمر لا يقف عند القتل، فهناك إحصائيات تشير إلى أن الصحفيين الذين بالسجون حالياً يبلغ عددهم 200 صحفي، و هنالك صحفيون أصبحوا لاجئين هربوا من بلادهم مثل الصوماليين الذين أكثرهم في معسكرات اللجوء وهذه مسألة معقدة، نحن نساعد الذين تعرضوا لحوادث سببت لهم إعاقات جسدية، وكذلك ندعم تحسين الأوضاع التي يعملون فيها بالإضافة إلى مساعدة الذين يعانون سوء المعاملة من المخدمين والحكومات. ٭ هناك مشكلة في التدريب وبناء القدرات في السودان، لأن المؤسسات التي توفر ذلك إما حكومية وتستقطب الموالين أو معارضة وتخدم الذين يعملون لصالحها، أما الصحفيون المستقلون لا يجدون من يدعمهم أو يساعدهم.. ماهو تعليقك؟ - هي مشكلة داخلية، ولكن إذا كانت هنالك ديمقراطية فكل الناس ستجد طريقة للتدريب الذي يفترض أن يكون حسب المؤهلات، قابلت ناشرين وهم يشكون من التدريب ورفع القدرات، قلت لهم هذه من مهام الناشر وليس الاتحاد لأن الناشرين يعملون في المال، وإذا لم يتدرب الصحفيون لن تكون هنالك مهنية عالية. ٭ كيف تنظر للقضايا التي تناقشها هذه القمة الإقليمية؟ - هذه مشاكل داخلية خاصة بالأفارقة نسبة للضعف الذي تعاني منه الصحف، والضعف العام في أفريقيا، فالصحفيون في هذه القارة لا يستطيعون أن يعملوا كما يعمل الصحفي في أوروبا، لذلك نريد أن نجمعهم مع الأوروبيين، وليس بالضرورة أن تكون غنياً لكي تغيّر الأشياء، ولكنك إذا كانت لديك عزيمة على التغيير والمقدرة على التواصل مع الجمهور ستفعل ومن هنا تنبع أهمية الصحافة، هذه الاتحادات دائماً نحن نحاول أن نجعلها قوية، وأتمنى أن يخرج المؤتمر الإقليمي بأشياء جيدة تدفع باتجاه حرية الصحافة وتطوير المهنة، والسودانيون نجحوا في عمل كبير وصعب وهو جمع الاتحادين في مكان واحد لمناقشة الشواغل المشتركة. ٭ نصيحة للصحفيين حتى يكونوا مهنيين؟ - من المفترض أن لا يكون هناك صحفي غير مهني، وعلى كل من يلج المهنة أن يبدأ بالتدريب على أبجديات الصحافة، وهذه بداية المهنية، كما أن المدارس المعنية بالصحافة لابد أن ترتفع بمقرراتها، وعلى المجتمع عامة والأحزاب السياسية والمواطنين أن يطالبوا بترقية الصحافة، وتعليم الإعلام يجب أن يكون على مستوى عالٍ حتى لو تطلب ذلك الاستعانة بخبراء أجانب.