سيادة الفريق أول بكري.. لك الود والتحايا.. ٭ ولولا ثقة لا تحدها حدود.. ولولا موجات تفاؤل حملتنا إلى المجرات البعيدة لما كتبنا لك حرفاً واحداً حول إصلاح الدولة.. فقد «طرشق» آذاننا هتاف «أخوان» لكم وعداً بإصلاح الوطن.. فقد سئمنا تلك الوعود البراقة والسحب الخلب التي ظللت سماء البلاد، بل مازال بعض «الأخوان» يحلمون بتحقيق النشيد الخيالي «حنسود العالم أجمع» .. الآن أحس إحساساً وأرجو أن يكون صادقاً بأنكم وبسلاح «الحسم» سوف تبدأون في إصلاح الدولة. ٭ سيادة النائب الأول.. أولاً دعنا نضع «أصبعنا» على الداء.. وأن نعترف بأن مرضاً قد ألمّ بالوطن.. فقط لأن الإصلاح لا يكون إلا إذا كان هناك خراباً وفساداً في الوطن.. ومثل ذلك وفي مقدمة أعمدتي المرسلة عبر الصحيفة إلى سيادتكم طلبت أن يتسع صدرك لتقبل كلماتنا مها كانت قاسية وغليظة، فقط لأنني أنشد الحق وأتعقب الحقيقة.. بعيداً عن الزيف والطلاء الماكر للكلمات، ووطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء.. والآن إلى الزلزل الذي ضرب الوطن و «هد» الخدمة المدنية وهدم مجداً تليداً ظل وشاحاً وقلادة في جيد الوطن البديع.. الزلزال سيادة النائب الأول هو التمكين. ٭ ولأننا لا ننشد غير الإصلاح ولأن صدرونا تتحشد بالحب لهذا الوطن، ولأن أمنيات فارعات وشاهقات نحملها بأن يتعافى الوطن وتدب الدماء حارة في شرايين وأوردة الخدمة المدنية، لن نجلد الذات ولن نبكي على اللبن المسكوب، ولن ننكأ الجراح.. لأننا بعد كل ذلك لن نعود إلى «المناحة» والعويل وإقامة سرادقات «البكاء» على أولئك الذين تشردوا وأطاحت بهم معضلة الصالح العام الوحشية.. نعود إلى ذاك المربع الحزين مربع التمكين.. ومنه يبدأ الاصلاح.. لقد أتى التمكين بأهل الثقة وكان لابد لهؤلاء «الأهل» من وظائف و «كراسي» .. فكانت المعادلة الظالمة المختلة.. معادلة أن يجلس على مقاعد المؤهلين والأكفاء جيش عرمرم من أهل الثقة كل مؤهلاتهم إنهم «أخوان» بررة.. ومناضلين أبلوا بلاءً حسناً في أركان التعايش في الجامعات والمعاهد العليا.. وترنحت الخدمة المدنية.. ودبت جرثومة المرض في جسد الدولة.. ومالت ومادت أركانها، وحتى لا تسقط كان النداء والاستغاثة لإصلاح الدولة. سيدي النائب الأول.. ٭ أعجبني حديثك الذي هو في وضوح الشمس وفي نصاعة الكرستال وأنت تورد مثالاً يوضح في جلاء كيف تدار بعض مؤسسات الوطن في بؤس وإهمال و «مسكنة» تحدثت عن الناقل الوطني وكيف إن طائرة واحدة يكون «قصادها» مائة وسبعين موظفاً.. ولنا أن نسأل كيف يتم ذلك والمؤسسة أو الهيئة لها مدير أو هيئة إدارة ونواصل السؤال.. هل كان يمكن أن يحدث ذلك إذا كان المسؤول عن هذه الطائرة ومالكها خاصاً لهذه الطائرة «يعني» هل يمكن لصاحب عمل له طائرة واحدة تعمل في قطاع النقل.. قطاعاً خاصاً لصاحب عمل له طائرة واحدة تعمل في قطاع النقل.. قطاعاً خاصاً هل كان سيوظف مائة وسبعين موظفاً لها. لك تحياتي وغداً نواصل