أنشبت المنية أظفارها في عنق الرائد مأمون عوض أبوزيد سليمان واسطة عقد الدفعة «13» في الكلية الحربية التي تخرج فيها برتبة ملازم يناير 1962.. وأول الدفعة «13» هو يعقوب إسماعيل يعقوب ضابط المظلات «المتصوف»، يليه اللواء عثمان عبد الله وزير الدفاع الأسبق، ثمَّ المرحوم عثمان بلول والمرحوم تاور السنوسي الغايب فاللواء الركن فضل الله برمة ناصر.. ثمَّ المرحوم مأمون عوض أبوزيد، يليه في الأقدمية بشير فضل الله.. فتحي أبو زيد.. رشاد مكي الصادق.. أبو القاسم محمد إبراهيم ثمَّ هاشم حجازي فالمرحوم زين العابدين محمد أحمد عبد القادر. مأمون ابن الأستاذ عوض أبوزيد سليمان مدير مكتب وزير المالية المرحوم إبراهيم المفتي.. مأمون ابن الحاجة آمنة النعيم بكراوي بنت الحاجة فاطمة يوسف كورتي، ولد بحي المسالمة أم درمان شارع نجيب كباشي.. كان عضو مجلس قيادة ثورة مايو 1969 والناطق الرسمي باسم المجلس.. أشقاؤه الزبير ويحيى وشقيقاته بثينة زوجة محمد كندي.. وليلى زوجة مصطفى عبد السلام العجيل وأم الحسن زوجة حسن أحمد النعيم بكراوي. كان مأمون دينمو الثورة المايوية بفضل عمله في الاستخبارات العسكرية التي استقر بها بعدما عمل في القيادة الشرقية.. فسلاح المهندسين، وتلقى دورة تدريبية في بريطانيا بمدرسة المخابرات، وكان معه المرحوم كمال أبشر يس وسبقه إليها ميرغني سليمان خليل والمرحوم بابكر النور عثمان سوار الدهب، وكان في قيادة الاستخبارات وقتذاك المقدم تاج السر المقبول وبابكر مالك.. وإسحاق محمد إبراهيم.. وعبد العزيز يحيى منوَّر.. وفارس عبد الله حسني.. وصلاح مصطفى الأغبش.. وقد رافق مأمون الزعيم إسماعيل الأزهري لزيارة الكونغو كنشاسا، وقد لاحظ الزعيم أن ولد عوض أبو زيد يبدو في حالة من القلق الظاهر عندما عادوا فجر الجمعة 23/5/1969.. لكن سكرتير الزعيم المرحوم أحمد حسين الرفاعي طمأنه، ولم تمضِ إلا ليلة واحدة أعقبها انقلاب مايو 69 الذي كان مأمون فيه رأس الرمح.. ومن أدوار مأمون إنه كان دائماً «ما يؤسس نشاطاً جديداً»، فهو أول من أسس جهاز الأمن القومي.. وهو أول أمين عام للاتحاد الاشتراكي في يونيو 1972 وهو من أسس وزارة الحكم المحلي، وأول من أسس وزارة للطاقة والتعدين.. وقد شغل في الحقبة المايوية عدة حقائب غير التي ذكرناها فقد كان وزيراً للداخلية ومستشاراً للرئيس للشؤون العربية.. وشغل أمين الدعوة والإعلام بالاتحاد الاشتراكي.. وكان قد استقال من الحكومة تضامناً مع خالد حسن عباس في فبراير 1972 ثم عاد لنشاطه. مأمون هو والد «محمد وأيمن وشيماء»، ويمت بصلة القرابة لعسكريين كبار مثل الفريق فيصل منصور شاور «ابن عمته» والفريق فتحي عبد الغفور «ابن خالته»، انتقل إلى رحاب المولى عزَّ وجل عصر اليوم الأول من الأيام العشر غرة ذي الحجة وقُبر في مقابر البكري، وشهد الصلاة عليه خلق كثير تقدمهم السيد رئيس الجمهورية المشير البشير، وطويت بوفاته صفحة مترعة بالأحداث الجسام.. الذي شكَّل جزءً من تاريخ بلادنا مأمون ورفاقه اتفقنا أو اختلفنا معهم.. ومن إنجازات مأمون شركة السودان الإمارات.. وكان وزير المالية الشريف الخاتم ورئيس الوزراء الرشيد الطاهر بكر قد عرضا لمأمون مكافأة مالية شهرية خمسة ألف دولار، فعلق مأمون كتابة على خطاب وزير المالية رافضاً العرض «بل من أجل هذا خرجنا في 25 مايو».. فقد كان يؤمن بخدمة الشعب دون الالتفات للذات!! ü لم يمُت مأمون «فقيراً» لكنه مات «معدماً»، فقد كانت ثروته حبه للناس وحب الناس له.. ولو كانت مطبعة العملة ملكاً خالصاً له لمات معدماً.. لأنه ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر.. فقد سلَّطه الله على ماله لهلكته في وجوه البر والخير ومساعدة الأرامل والأيتام.. رحم الله مأموناً الذي كان مؤتمناً على الكثير المثير الخطر، لكنه كان زاهداً في الشهرة أو الإعلام ومات بأسراره. اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان غير ذلك فتجاوز عن سيئاته.. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.. واغفر لنا وله. «وخالص العزاء لأهله وعارفي فضله» وهذا هو المفروض