واليوم يا أحبة أدعوكم للركض حفاة على روعة العشب الأخضر في حدائق الصديق الحبيب كامل عبد الماجد.. وكامل عبد الماجد ما أن تلون حروف اسمه الفضاء حتى يأتي مسرعاً «الجابري» وتأتي مسرعة «درية» رفيقة دربه وتوأم روحه، وتأتي مشرقة لوحات من الترف والمتعة والروعة والعظمة مرسومة في «سيد الاسم» التي كتبها كامل في «درية».. اليوم يا أحبة أنتقي لكم لوحات رسمها كامل عن «السودان» عندما كان جميلاً ووسيماً وفخيماً.. عندما كان مضيئاً وبديعاً.. عندما كان مارداً وعملاقاً وشاهقاً.. وقبل أن تدهسه خيول «الأخوان» وأياديهم التي أطفأت المصابيح مصباحاً.. مصباحاً.. وكامل يكتب. الزمان الزاهي مرَّ.. وعدت أيام المسرة.. وفضلت الذكرى الحبيبة.. ناره توقد مرة مرة.. حار خلاص الكون ده أصبح .. وخوفنا بكره نشوف أمرَّ واسه ما طايقين مرارتو.. كيف مع الجاي الأمرَّ.. كانت أم درمان وديعة.. وليله عامر بالحدائق.. البصادفك كلو ضاحك.. والبقابلك كلو رائق.. والحبايب اللينا فيها.. بالجمال لفتو الخلائق.. إلا ما قطعوا العلائق.. كانت الخرطوم جميلة.. وليله يلصف بالكهارب.. المتاجر الضخمة تفتح.. لما فجر اليوم يقارب.. الشجر ظالي الشوارع.. النوافير النجايل والملاعب المحطة الوسطى كانت.. ملتقى الناس والحبايب.. ناس تناقش وناس بتضحك.. وناس تقالد وناس تطايب.. جاطت الدنيا الجميلة.. وأصبحت ساحة مآرب.. ناس بدون مجهود تحصل فوق.. وتصفا له المشارب.. وناس تقول ما في البطولا.. وفجأة نجمها يمشي غارب.. وناس تكابد وناس تجابد.. وبرضو ما سادة المطالب.. الخليل الكان يزورنا.. صد مننا مالو هارب.. والحسان الكانو غزلان.. كيف تحولو لي عقارب. البلد كانت رخية لا كلاش لا بندقية القروش تكفي وتفضل حتى لو كانت شوية مافي زول ساكي المعايش والأكل ما كان قضية كانت الناس بالعواطف والمشاعر جد غنية لا بتجيك من زول أذية لا بتواجهك يوم أسية ظلل الابداع زمانا وطالت اشجارو الطرية كانت المزيقة طاعمة صادحة منسابة وشجية كانت الجامعة في زمنا واحة زاهية وشاعرية الثقافة قطوفه دانية والشعر كان بالسجية كل يوم أشعار جديدة كل يوم نكتب قصيدة