٭ شح السلعة الاستهلاكية في السودان بدأ من القمح والغاز والدقيق والجازولين، فأصبحت أمراً طبيعياً في البلاد، مما يؤدي إلى إرتفاع أسعارها بصورة مزعجة و يومية، ويلقي بمزيد من الأعباء على المواطن، على الرغم من تأكيدات الحكومة بإنفراج أزمة الغاز، إلا أنها ما زالت قائمة ومستحكمة، وارتفعت الأسعار بصورة جنونية في كافة الولايات، بالإضافة إلى ظهور أزمة دقيق على السطح، وارتفاع في أسعار الخبز، وفي ظل هذا الوضع أقر نائب الأمين العام لإتحاد المخابز عادل ميرغني بوجود نقص في الدقيق خلال الأيام الماضية، مرجعاً الأمر إلى مشاكل في الترحيل من بورتسودان، إلا أنه أكد أن كميات الدقيق ستصل اليوم إلى كل الولايات، مشيراً إلى وصول باخرتين إلى ميناء بورتسودان محملة بحوالي 400 ألف طن من الدقيق، وأشار إلى أن استهلاك ولاية الخرطوم حوالي 55 ألف جوال دقيق في اليوم . ٭ استمرار الأزمة وبرغم التأكيدات المتلاحقة من الجهات المعنية، والتي تؤكد حل الأزمة، إلا أن المعاناة امتدت وألقت بظلالها لتشمل أغلب الولايات، وعلى رأسها ولايتي القضارف والجزيرة وغيرها من الولايات، وأصبح الواقع مخالفاً لتلك التأكيدات، وتظل أزمة الغاز ماثلة إلى يومنا هذا، وكان رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان السابق عمر آدم رحمة، اتهم في حديث مؤخراً وكلاء التوزيع بالجشع، واعترف بوجود مشكلة بين وزارة النفط والشركات ووكلاء الغاز، مما أدى إلى تكرار الأزمة، وقال إن البرلمان لن يتوقف عن محاولاته لمعالجة الأزمة، لكن باتت أزمة الغاز تشكل مشكلة حقيقية هذه الأيام في العاصمة والولايات، مما اضطر المواطن للرجوع إلى الفحم خاصة فى ظل غلاء سعر جوال الفحم الذي وصل الى 230 جنيهاً . ٭ مطالبات بعض المواطنين طالبوا بتوفير سلعة الغاز، مؤكدين أن إصرار الجهات المختصة بالتوزيع في الميادين تؤكد وجود أزمة، وترسل رسائل سالبة بأن الغاز موجود وهنالك خلل في التوزيع، مطالبين بضرورة حسم القضية جذريا مقارنة بأسعار الفحم، ويقول محمد يوسف من «الفاو» لايوجد غاز، وحتى الغاز الموجود نوع معين وسعره غالي، حيث قفز سعر الأسطوانة من 40 جنيه ليصل إلى 100 جنيه، وكذلك في المقابل قفز جوال الفحم من 80 جنيه إلى 200 جنيه ٭ ندرة وغلاء آدم الحاج مواطن بأم روابة يقول في اتصال هاتفي أصبح الغاز (عملة نادرة) وأضاف نحن أصلاً نعاني من عدم توفر الخدمات الأساسية، وآخر ما توصلنا إليه أزمة الغاز (ندرة وغلاء) الان سعر الأسطوانه وصل إلى 100 جنيه.. وأحياناً 120 جنيه ٭ افتعال الأزمة صاحب محلات الغاز بمجمع الغاز بالكلاكلة القبة عمار عبد الله أكد انعدام الغاز بالمحل لأكثر من أسبوعين بسبب انعدمه بالمستودعات، مؤكداً اصطفاف عربات التوزيع لأكثر من عشرة أيام بالمستودعات، خاصة أسطوانات أجب وأمان وإيران، دون فائدة، مؤكدا ارتفاع أسعار الاسطوانة في السوق الأسود، فسعرها قد وصل إلى 50 جنيهاً، وقال إن الوكلاء ليس بأيدهم الحل، فيما اتهم مصدر آخر هو الحكومة بافتعال الأزمة، ووصفها بالتقصير لجهة أنها غير قادرة على استيراد الغاز من الخارج، قائلاً كان في السابق يتم استيراده من إيران، وبالرغم من كثرة الشركات حالياً إلا أن الموجود من الغاز لايكفي، مطالباً الحكومة بضرورة دعم واستيراد الغاز لتغطية احتياجات المواطنين. ٭ الجازولين في المشهد بالإضافة لشح الغاز، كذلك الحال من الجازولين فقد شهدت عدد من محطات الوقود بالخرطوم انعدامه خلال الأيام الماضيةو، فيما يتواجد في غالبية المحطات بمدن العاصمة المثلثة، بينما أرجع عدد من أصحاب مواصلات النقل العام الإزدحام إلى عدم وجود جازولين وتخوفوا من حدوث أزمة، وقالوا الجازولين موجود بكميات قليلة في طلمبات محددة، وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل العاجل، وشهدت عدد من الطلمبات انعدام تام وتوقف عن العمل نهائياً بسبب تأخر الوقود عن موعده، وعزا بعض العاملين في المحطات التي تعاني الشح في «الجازولين» الأسباب لأعطال في محطة الجيلي، فيما كشفت الجولة التي قامت بها (آخر لحظة) عن اصطفاف لعدد من العربات بمحطات معينة، بينما تعذر الاتصال بمسئول وزارة النفط لإبداء أسباب واضحة عن انفجار الأزمة، وتوقع أصحاب طلمبات انعداماً نهائياً للجازولين، وقال سائقون بخطوط الثورة أنهم توقفوا عن العمل، منذ أمس الأول بسبب الأزمة. ٭ الفكاك من الأزمة وقال الخبير الاقتصادي كمال كرار إن أي زيادة في أي سلعة تعبر عن أزمة اقتصادية لافكاك منها، وقال إن الأمر مرتبط أساسا بانهيار القطاعات الانتاجية خاصة الزراعية، وأضاف أن الحديث عن زراعة مليون فدان يقود إلى السؤال: كيف نستورد قمحاً ونجتهد لنوفر له الدولار، وقال إن الانهيار لم يقف عند الزراعة فقطو بل طال كل ما له علاقة بالتنمية الاقتصادية، واصبح متوقفاً تماماً، وعاب على الحكومة اللجوء للمسكنات الوقتية لحل الأزمات، بمعنى ما أن تظهر أزمة دقيق يجتهد بنك السودان لتوفير عملات لحلها، ثم تظهر أزمة الجازولين، مما يشير إلى سوء الأداء الاقتصادي في الدولة، وغياب التخطيط، كما أن معظم الموارد والإيرادات في الميزانية تذهب في معظمها للأمن والدفاع وتمويل الحرب ٭ دعاية حكومية وقال كرار إن والأزمة الاقتصادية ستظل ماثلة، باعتبار أن الأموال المخصصة للانتاج والخدمات غير كافية، لأن المواطن ليس من أولويات الحكومة، وتابع: إن الاقتصاد الآن في خضم أزمة عميقة تزداد وتتفاقم، وبالتالي فهي تلقي بالمزيد من المعاناة على المواطن الذي يواجه الغلاء والبطالة وتفشي الفقر، وقال كرار مالم يتغير هيكل السياسة الاقتصادية فالأزمات الاقتصادية المتكررة ستظل موجودة، إلا أنه أوضح أن أزمة الدقيق مثلاً، فإن الدعاية الحكومية حول عدم زيادة أسعار الدقيق أو توفره يكذبها الواقع في المخابز.. من حيث غلاء سعر الخبز ونقص وزنه، وأرجع الأمر إلى أن الحكومة تغض الطرف عن مافيا استيراد الدقيق، وقال إنها ذات مصالح متشابكة مع النظام، وبرأ أصحاب المخابز من المسؤولية، باعتبار أنهم يواجهون رسوماً باهظة وأسعار دقيق متزايدةو وحمل المسؤولية للحكومة وأصحاب المطاحن، وقال إنهم يفرضون أسعاراً عالية على الدقيق، بينما هبطت أسعار القمح عالمياً، داعياً إلى الاهتمام بإنتاج الحبوب.