دائماً ما تجد صعوبة في وصف الأشخاص أصحاب الصفات النبيلة، حيث لا تعرف بماذا تبدأ، وبماذا تختم المقال، ومهما تحدثت عنهم تجد أنك لم توفهم حقهم.. يتوارى القلم خجلاً اليوم لأننا لم نستطع التدوين بشكل جيد عن أحد الأعلام في مجال الصحافة والتعليم في السودان، ألا وهو الراحل الأستاذ الصحفي الكبير تاج السر مكي أبوزيد الوطني الغيور، صاحب القلم النزي والمعلم والمربي الجليل.. الذي انتقل الى جوار ربه نهاية العام 2015مأعرف الراحل من خلال صلة الرحم والقرابة التي تجمعني به، فهو مواصلٌ لرحمه وأهله تجده في مقدمة الأفراح والأتراح، يحييك باحترام ووقار، يحترم الصغير والكبير، لا يفرق بين هذا وذاك، كما في عصرنا هذا بعضهم غرتهم الحياة الدنيا بمال أوجاه أو منصب، وترفعوا عن أقرب الناس لهم! كان الراحل متفوقاً في دراسته وفي جميع المراحل، كما ذكر زملاؤه وطلابه الذين لم يستطيعوا التماسك في سرادق العزاء للفقد الجلل الذي أصابهم، اختار طريق التعليم لإيمانه به وبرسالته تجاه الوطن، كان سياسياً شجاعاً ونصير الغلابة والمهمشين والمزارعين يتحدث باسمهم، حيث اعتقل في عدة حقب وفترات حكومية، ولكن لم ينهه ذلك عن الدفاع بقلمه وبكل مايملك. أما عن الصحافة لا شك أنه مدرسة تعلم منها الكثير، ورغم اختلافه في الرأي مع الكثيرين لكن قلمه ذهبي، يكتب بحكمة وموضوعية وعقلانية بعيداً عن الشتم والاساءة للخصم، «حقاً هي أخلاق المعلم وثمرة التعليم». وهنا تحسرت كثيراً لأني لم أنهل من فيضه العميق في مجال الصحافة. ولكن كنت أسعد دوماً بلقياه لأنه كما ذكرت ذو وجه بشوش طلق.. حقيقة يصعب الحديث عن أصحاب الأخلاق الرفيعة والسامية، ولكن هي بعض الكلمات في حقهم تذكرنا بهم وبخصائلهم... وتعبر عن إخلاصنا وحبنا لهم.. طيب الله ثراك أستاذي السر مكي لك الرحمة ولنا جميعاً ولأخوانه ولابنائه وزوجه الصبر والسلوان.