مثل ما شكلت سلسلة جبل مرة حضوراً سياحياً واقتصادياً خلال السنين الماضية من تاريخ السودان، ها هي تسيطر على عناوين الأخبار في وسائل الإعلام المحلية والدولية هذه الأيام، لكونها محلاً للعمليات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور التي تتخذ من كهوف الجبال جيوباً لها، ليأتي خبر انتصار الجيش السوداني على حركة نور وتحريره ل17 موقعاً في مناطق متفرقة من الجبل في قمة ومقدمة الأنباء المنشورة، لكون المنطقة هي المكان الأوحد لتواجد الحركات غير الموقعة على السلام في دارفور، الجبل سابقاً ،الجزء الشمالي الغربي، هو موقع جبل مرة في إقليم دارفور وتبلغ أعلى قمة فيه 11 ألف قدم فوق سطح البحر، وبحسب الأستاذة فاطمة محمد الحسن الباحثة في مجال التراث فإن سكانه يتميزون بالزراعة لتربته البركانية الخصبة، وبه 3 مناخات هي البحر الأبيض المتوسط والسافنا وشبه السافنا ، وشهد في عهد الرئيس السابق إبراهيم عبود إقامة أكبر مزرعة تجريبية في السودان كان يدرس فيها طلاب كلية الزراعة جامعة الخرطوم، ينفذون فيها البرامج العملية، وتمت إقامة إستراحات في المنطقة كانت تستضيف الزوار من كل أنحاء السودان قبل اندلاع الحرب. ٭ محاصيل غابت: فاطمة قالت إن جبل مرة به مناطق كبيرة بإمكانها تصدير البقوليات إلى الخارج، خاصة البازلا والفاصوليا والحلبة، بجانب بصل الثوم والكبكبي. وأن غالبية النساء يعملن بالزراعة، فيما يعمل الرجال برعاية أشجار الموالح ، وتابعت كان برتقال الجبل يصدر إلى مصر في السابق إلا أنه توقف، ولتأثيرات الحرب إننا اصبحنا نستورد محاصيل كانت تأتينا من جبل مرة ، مشيرة إلى أن من بين الشلالات الموجودة هنالك قلول ومرتجلو وسوني، التي تشكل معالم سياحية، إضافة إلى الآثار المتمثلة في قبور السلاطين وأضرحتهم وأمتعتهم الشخصية من سيوف ودروع، والتي توجد غالبيتها في منطقة كدنير مركز انطلاقة التمرد. معتمد شرق الجبل السابق الوزير الحالي للشباب والرياضة بولاية جنوب دارفور عيسى باسي، قال لآخرلحظة إن جبل مرة به عدد من المحليات تتبع لجنوب دارفور، مثل شرق الجبل وجزء من محلية كأس، وهنالك محليات تابعة لولاية وسط دارفور بينها روكرو، إضافة إلى محليات أخرى تمتد في ولاية شمال دارفور، مشيراً إلى أن انطلاقة العمل المسلح بدأت بمنطقة قولو غرب الجبل وذلك عقب تجميع المليشيات القبلية في جسم الحركة التي كانت باسم حركة تحرير دارفور، تحولت فيما بعد إلى حركة تحرير السودان، مبيناً أن الفصائل المسلحة بقيت في المنطقة لوعورتها وارتفاعها ولأنها لم تواجهها مشكلة في الغذاء باعتبار أن جبل مرة منطقة زراعية بالدرجة الأولى. مواطنون لم يغادروا: باسي أضاف أن هنالك مواطنين لم يغادروا جبل مرة إطلاقاً رغماً عن أنهم كبار في السن، خاصة في القمة وبينهم من لا يعرفون اللغة العربية في وقت يقرأون فيه القرآن ويمارسون فيه شعائرهم الإسلامية ومنهم من لايعرف حتى اسم رئيس البلاد ولايهتم كثيراً بما يجرى بعيداً عنه، وأردف حركة عبدالواحد محمد نور تتواجد حالياً في منطقة عالية على قمة الجبل اسمها طورنق تونقا تابعة لمحلية كأس التي تتبع لجنوب دارفور، وهي الارتكاز الأساسي للحركة، وعندما تحاصر الحكومة مناطق المسلحين فإنهم يلجأون إلى الدواب فى جلب البضائع من وإلى داخل المناطق الجبلية، وتابع غالبية المواطنين لم ينزحوا إلى معسكرات النازحين وفضلوا البقاء في قراهم ويتحولون من أماكن المعارك إلى الأماكن الأكثر أمناً. ٭ افتتاح أكبر سوق بالجبل: بجبل مرة يوجد ثاني أكبر سوق في إقليم دارفور بعد سوق نيالا، وهو سوق دربات بشرق الجبل، والذي تمت إعادة فتحة مؤخراً بعد أن كان مغلقاً منذ العام 2010م، الذي تم فيه تحرير المنطقة من التمرد، وقال إن به 3000 متجر، ويعتبر السوق الرئيس لمنتجات جبل مرة التي ترحل منه مباشرة إلى أم درمان، وقد فتح سوق دربات أبوابه وعاد أفضل مما كان عليه في السابق، ويرتاده هذه الأيام، وفي يوم الاثنين تحديداً ما لا يقل عن 50 ألف مواطن، وأوضح أن الجبل مقسم إلى 7 حواكير، منها شرتاويات تابعة للدمنقاوية بوسط دارفور، وأخرى لإمارة كأس وشرتاويتان تتبعان لمقدومية نيالا، وإن كل هذه الحواكير تأتي في النهاية تحت سلطان عموم الفور الذي يعتبر قمة الهرم. ٭ قيادات تنحدر من هناك: باسي الذى ينحدر من منطقة كدنير بجبل مرة، قال للصحيفة إن أبرز قيادات الحركات غير الموقعة من الجبل عبد الواحد محمد نور، ولايوجد قادة بارزون في الفصائل الموقعة على السلام من تلك المناطق، أما من هم في الحكومة فيتقدمهم محمد يوسف عبدالله الوزير السابق وفرح مصطفى وزير التربية بولاية الخرطوم الحالي، فيما توجد بالمعارضة شخصيات بارزة منها الشقيقان أمين محمود بالمؤتمر الشعبي وصالح محمود بالحزب الشيوعي السوداني.