لدى سؤال غتيت وابن ستين غتيته من نوعية يا جميل يا مدلل السؤال ... الغتيت ، أيهما يدلل الآخر الحكومة أم المعارضة بكافة ألوان الطيف ، هذا طبعا اذا اعتبرنا الحركة الشعبية هذه الايام ضمن كورجة المعارضة ، عموما انا رجل حيادي ولا انتمي إلى أي حزب ولا حركة ولا تنظيم سوى حزب السودان الوطن ، لهذا اعتقد ان الدلع موضة منتشرة هذه الايام في عالم السياسة في السودان وبصراحة ( كله يدلع نفسه ) ، وما فيش حد أحسن من حد ، لكن اسمعوني من أين جاء الدلع السوداني الماسخ ونحن مشهورون بالجلافة ونشفان الدماغ ، فمثلا الرجل الذي يدلل زوجته يعتبر في عرف المجتمع ، راجل أي كلام وطبل أجوف و(دلدول ) كمان ، إما المرأة أو الحبيبة التي تدلل رفيق عمرها فهذا شيء من سابع المستحيلات في السودان ، سترك يا رب ، لكن من الآن فصاعدا ربما يصبح الدلع ، وجبة سودانية تماما مثل القراصة والعصيدة والفول المدنكل ، أقول قولي هذا لان هناك مناوشات تمثل قمة في الدلع بين الحكومة والمعارضة ، الشيء المؤسف ان الدلع السوداني دلع ماسخ و( دفش ) يشبه تماما لعبة القط والفأر لكن أيهما الفأر وأيهما الكديسة الله وحده اعلم ، اسمعوني ، حكاية الدلع الناشف في السودان ناتج من ترسبات تاريخية متجذرة في أعماق الشعب السوداني ، فمثلا في مقطع أغنية القمر بوبا يقول محمد وردي على لسان عمنا الراحل إسماعيل حسن ( ما بتحش قش التناقير .... ما بتشيل جردل على البير ) يا سلام سلم ، طبعا هذه الصورة كانت تمثل قمة مشاهد البنت الدلوعة في خمسينيات القرن الماضي ، الان لا ادري ما شكل الدلع لدى البنات ، لكن اسمعوني ، ربما يكون الدلع بالموبايل من آخر إصدار أو بصاحبنا اللاب توب والذي منه ، حكاية الدلع وما أدراك ما الدلع داهمتني بقوة وانا استمع الى شريط كوكتيل لأغنيات الدلع في الوطن العربي أعدها باحث اجتماعي في سياق بحثه عن أشكال الدلع لدى النساء العربيات ، شريط أغنيات الدلع به عدد من الاغاني السودانية مثل(واللا دلع بنات واللا كلام زعل)الى غيرها من الأغنيات المماثلة ، انتباه ، صاحبنا جامع الشريط أراد بهذا الكوكتيل ان يدعم بحثه عن أشكال الدلع في العالم العربي، صاحبنا اقسم بالشعرات المتبقية على رأسه الأقرع ان الدلع النسائي في السودان معدوم حتى إشعار آخر وعلل ذلك ان الدلال غالبا ما يكون في المجتمعات المرفهة ، كلام صاحبي حقيقة تمشي على قدميها فقد ذكر باحث أمريكي عاش في الخليج ان المرأة السعودية مدللة اكثر من غيرها من نسوان العرب وعزا ذلك الى ان حواء السعودية في الغالب الأعم تتوفر لها كل أسباب الراحة من السواق الى الشغالة الى المصروف اليومي ، ما علينا المهم خلونا في الدلع السوداني الماسخ ، للأسف لا أحد يدري إلى أين يقودنا الدلع الماسخ بين الحكومة وناس المعارضة ؟ ربنا يجيب العواقب سليمة من غير كسر ولا حتى كدمات ظاهرة للعيان (عادلعونا راحوا الحبايب ما ودعونا).