بالرغم من أنها تشغل منصباً حزبياً كبيراً ونائباً لشخصية عالمية شهيرة شغلت العالم سياسياً وفكرياً، إلا أنها بعيدة عن الأضواء والإعلام، وفضلت أن تمارس نشاطها السياسي والحزبي خلف الكواليس .. د. ثريا يوسف عندما تم اختيارها أمس الأول للمنصب الجديد أو إعادة تكليفها بذات المنصب السابق نائباً للأمين العام للمؤتمر الشعبي، لم تكن موجودة بالبلاد، إذ أنها تقضي إجازتها في النصف الآخر من الكرة الأرضية في دولة أستراليا . * من هي؟ شهادة ميلادها تقول إنها أم كلثوم يوسف محمد إسماعيل، اشتهرت بثريا، من مواليد العام 1948 بمدينة بارا بولاية شمال كردفان، تلقت تعليمها الأولي بمدرسة جيم الأولية بحي فلسطين بالأبيض، والأوسط بمدرسة الأبيض الوسطى، وبعدها عاد والدها لمسقط رأسه بأمدرمان حيث أكملت ثريا تعليمها الثانوي بمدرسة أم درمان الثانوية، ثم التحقت بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الدراسات الإسلامية وتخرجت منها بدرجة امتياز، وتم ابتعاثها إلى جامعة أديمبرا ببرطانيا، ثم تحولت إلى جامعة مانشستر بواسطة المشرف على رسالتها في الدكتوراه بروفيسور مونتقمري وات، لتكون بالقرب من زوجها مهندس كيميائي د. إبراهيم الرفاعي الذي كان يدرس بجامعة ليتس، ونسبة لتخرجها بدرجة ممتاز منحت ثريا الدكتوراة مباشرة في الدراسات الإسلامية دون أن تحضر الماجستير، بعد أن طلب منها أن تكتب مقالاً في مجالها، وكتبت مقالاً عن التفسير المأسور، نالت على ضوئها الدكتوراه وعادت بعدها إلى أرض الوطن لتصبح عميداً لمعهد الدراسات الإسلامية، ثم كلية دراسات المجتمع لمدة ثلاث سنوات، هاجرت بعدها إلى المملكة العربية السعودية لتعمل بالتدريس بجامعة الملك سعود بالرياض، لعدد من السنوات ثم قدمت استقالتها وعادت مرة أخرى للبلاد، دكتورة ثريا متزوجة من المهندس إبراهيم الرفاعي، ولديها ثلاثة أبناء وثلاث بنات كلهم متزوجون، ولديها عدد من الأحفاد وغالبية أبناءها تخرجوا من الجامعات السودانية . * التحاقها بالسياسة التحقت د. ثريا بالحركة الاسلامية منذ أن كانت في الصف الثاني الثانوي، وكان عمرها وقتها ستة عشرعاما، وجندتها للحركة القياية ثريا أم بابي مع د. عائشة الغبشاوي، دراستها الجامعية وبعد المفاصلة في العام 1999 اختارت جانب الشيخ د.حسن الترابي، وتدرجت في المناصب الحزبية إلى أن وصلت لمنصب نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، وقالت إن العمل السياسي خيارات شخصية، وعلى الشخص أن يكون صادقاً في مبادئه، وتوجه بعيداً عن النظرة الشخصية، ولكل تفكيره ونظرته، وكانت نظرتي أن الالتزام بمبائ الإسلام هي التي ستخرج بالبلاد إلى الأمام والدين هو الحياة، وكان نشاطي الأكاديمي والسياسي والثقافي مرتبطاً ببعضه البعض . *نسخة من الشيخ تقول عنها ابنة حزبها نوال الطاهر الأمين إنها تأثرت في حياتها السياسية بالراحل د.حسن الترابي حتى كادت أن تصبح نسخة منه، فقد كانت تجلس معه كثيراً، وتتعلم من أفكاره وتعزه معزة خاصة، إلا أن اهتمامها بالعمل العام وتوصيل رسالتها العلمية طغت على الجانب السياسي، ووصفتها بالورعة في المال العام، وقالت إن الدكتورة اهتمت كذلك بالعمل الاجتماعي، وكثيراً ماتعمل على مساعدة الفقراء وتقديم المساعدة لهم دون أن تشعرهم بذلك . * الأنيقة وتواصل نوال حديثها حول الدكتورة ثريا حيث قالت إن الدكتورة أنيقة في زيها وملبسها، ودائماً ما يكون زيها متسقاً مع بعضه، كما أنها تحب المزاح والطرفة مع من حولها، وقال زملاؤها في العمل والعاملين معها بالجامعة والذين يختلفون معها فكرياً راضين عنها . أما أصغر بناتها تسنيم فقد أكدت ان شهادتها عن والدتها ستكون مجروحة، إلا أنها قالت إنها استطاعت أن تنجح في بيتها كأم وزوجة، وفي عملها العام والسياسي، وهذا مالم نستطع أن نفعله نحن بناتها، ووصفتها بالأم المثالية ومحبة للمساكين، ومن هواياتها القراءة والإطلاع.. اما صديقتها وزميلتها في الدراسة والحركة القيادية بالمؤتمر الوطني د عائشة الغبشاوي قالت عنها إنها تتميز بصفات تجعلها مؤهلة سياسياً وأكاديمياً لأن تصبح نائباً للأمين العام للشعبي، كما أنها لديها فهم عميق للقضايا الوطنية والإسلامية . بالأمس اختارها الأمين العام الجديد للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي أن تكون واحداً من نوابه، بعد أن حالت ظروفها دون أن تصبح الأمين العام بعد رحيل الترابي