فتيات بعمر الزهور اعمارهن تتراوح مابين (15-22) عاماً، وهي بكل تأكيد سن العطاء الشبابي، هجرن وطنهن لفك حصار المجتمع المحافظ القابض بزناده على شرف هؤلاء البنات وغيرهن، هاجرن وهاجرت معهن كل المعاني الفاضلة من التربية والتهذيب والحياء، خلعن الحجاب وارتدين ملابس عارية تدل على خواء عقولهن الجوفاء، كان لزاماً على هؤلاء الزمرة من الفتيات المحسوبات على الوطن أن يركضن وراء الهجرة لأن مجتمعنا لفظهن بكل مرارة. اختارت هؤلاء الفتيات مكاناً وزماناً لا يشبه تربية وتراب هذا البلد، ترك العادات ياسادة صار موضة هذه الأيام... تترك الفتاة عادات البلد لمجرد مراقبة سوء سلوكها المعوج لتعتنق ديناً وعقيدة أخرى انزلتها لنفسها الأمارة بالسوء. ماذا حدث لبعض فتياتنا السودانيات اللائي كن في القديم مثالاً للحياء والأدب و(القوامة) أحياناً أكثر من الرجل في تربية أجيال من فلذات أكبادنا نباهي بهم الأمم خارجياً، ماذا حدث لمجتمع صارت بعض أركانه تتهاوى فوق رؤوس العادات والتقاليد الرابطة بمعصم المرأة مكان الجيد من العنقاء.. خربت طبول الخطر آذاننا حتى أصمتها من قبيح مانسمع ... انهن ينظرن للعادات على انها تخلف وغباء، وهي التي أدبتنا وعلمتنا معنى أن نعيش حياة كريمة بعيدة عن الابتزال والفجور، يتفوهن بكلمات حمقاء ما انزل الله بها من سلطان، صرنا نخاف على بناتنا وأخواتنا من براثن هذه الثقافات التي طالت اذرعها الجامعات والشبكات العنكبوتية، ودخلت بيوتنا من اوسع أبوابها.. الموضوع ياسادة أكبر من تكميم الأفواه و(سد الحنك) بالسكوت والانكفاء على الذات- (كل زول ماسك جناه عليه)- يجب أن تتحرك كافة الجمعيات الطوعية والمدنية للحد من انتشار هذه الظواهر، هجرة البنات بمختلف المسميات بعلم أو دون علم أهلهن، لعمري أنها كارثة، قبل أيام هاجرت طالبات الى الشارقة ثم اسطنبول في رحلة هي الأغرب من نوعها ..(برضو سكتنا)، والآن نتيجة هذا الصمت المطبق كارثة ... أكثر إيلاماً ووجعاً. والدولة تتوسد يمينها وتفترش لحاف لعبة الكراسي والمناصب في برود تحسد عليه، لا هم لها سوى المجاهرة بالتصريحات الجوفاء، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتكتفي بشجب وإدانة ثم ننسى الموضوع ونقفل ملفه، ونكتب على دفتر اليوميات والأحزان (ضد مجهول) متى سيوقف الجاني الدينمو المحرك للكومبارس، هل هي بعض جامعاتنا ماراثون العولمة والتعليم. سوسنة حرثنا أنا وأنا وأنت في ماء البحر شتولاً من الأماني الواهمة نحو غد أفضل.