الأحزاب في تسابق محموم من أجل التحالفات للدخول في الانتخابات، لكن يبقى سؤال يطرح نفسه، هو: ماذا أعدت هذه الأحزاب من برامج إيجابية طموحة تلبي طموحات جماهيرها التي أتت بها إلى السلطة؟ ولكي ما يتم ذلك: لماذا لا نضع قانوناً يتيح مساءلة العضو المنتخب في حالة انحيازه عن تنفيذ برنامجه على أرض الواقع؟ حتى لا تكون شعارات فقط من أجل الكسب.. فقد شهدت الفترات الماضية تحالفات كثيرة كان أبرزها تحالف حركة تحرير السودان بقيادة مناوي مع الحركة الشعبية، فالزيارة التي قام بها مناوي بدعوة من سلفاكير رئيس الجنوب إلى جوبا والتي حضرها د. لوكا بيونق أثارت العديد من التساؤلات.. وقد أكد مناوي في هذه الزيارة أنه مع الحركة الشعبية وأنه رهين إشاراتها بعد أن آمن إيماناً قاطعاً بأن الحركة الشعبية هي المخرج للسودان، حسب زعمه، وأنه لابد من تضامن الهامش مع القوى السياسية، أكد رئيس حكومة الجنوب أن المؤتمر الوطني يسعى لإعادة إنتاج الأزمات، والعودة لمربع الحرب بأشكال مختلفة، وذلك من نقض وعدم تنفيذ الاتفاقيات، وأن أحزاب جوبا اتخذت كافة التحوطات لتفعيل الجماهير من أجل السلام والوحدة الطوعية وحل قضية دارفور، بتوسيع مواعين التفويض الدولي للقضية، حتى يكون هناك سلام حقيقي في السودان بأكمله مع تنفيذ الاتفاقيات دون تعطيل أو تأجيل. تم الاتفاق بأن السودان يحتاج إلى تغير جذري يبني قيادات جديدة وأن المؤتمر الوطني يسعى لإعادة الإنقاذ من جديد بإعادة إنتاج التراجع عن الاتفاقيات والعمل على تشجيع الحروب الاهلية في الجنوب وغرب السودان والمناطق الثلاث وشمال السودان أيضاً.. ثم الاتفاق على الضغط على المؤتمر الوطني لعدم السير في اتجاه الشمولية والسير نحو الحريات وبناء السلام بإرادة حقيقية وإيصال رسالة بعدم إمكانية الوصول لشرعية انتخابية بطرق ملتوية ، وأن التزوير في السجل الانتخابي والتعداد السكاني يعدّ إشكالية تحتاج إلى تدخل المجتمع الدولي. كذلك تم الاتفاق على مشاركة أهل دارفور في الانتخابات بالإسراع بإنهاء الحرب الأهلية. يبقى سؤال لابد أن نهمس به في أذن مناوي وهو: ماذا فعلت قيادات الهامش عندما وصلت إلى السلطة؟ النتيجة: لا شئ.. أية مؤسسة سياسة سواء كانت حزباً أو حركة لها دور تجاه شريحة، قلت أو كثرت، وهي جزء من تركيب مجتمعنا المطالبين بتعويضه عما فاته جراء انشقاقات أو صراعات لا طائل منها، حتى ولو بنيت على ركامها أمجاد شخصيات، لأن المجد الحقيقي هو أن تمكن تلك الأحزاب أو الحركات من لعب دور إيجابي في تهيئة المناخ للسلام والاستقرار، إلا أن الأمر عند مناوي يختلف فماذا فعل مناوي تجاه قضية دارفور فقط؟ هي قفزة ما بين حسكنيته والقصر الجمهوري والخ... وفات على مناوي كما فاتت عليه أشياء كثيرة أبرزها أن يعرف بأن العمل فيما يتعلق بإزالة العوائق التي تكبل انسياب حركة التقدم لإنسان دارفور الحر من خلال المحافظة على إرادته، وهو الرهان اللائق لتحقيق الكسب السياسي وحظه في أن ينظر إلى المستقبل من خلال عطائه، وجهده في الحاضر، وفات على مناوي أيضاً أن وحدة المجتمع في الوقت الحاضر تبدو أمراً هلامياً، لكن توحده هذا بالفعل نابع من إرادة نتاج عمل عقلاني، وفي تحالفه مع الحركة غير ذلك، وهو من ضروريات ومطلوبات المرحلة فقط.. رسالة أخرى نبعثها إلى مناوي وهي أن التراضي الوطني الذي انقطع الحديث عنه ما بين مناوي وأبناء جلده وسط الحركات الحاملة للسلاح يجب أن يستكمل الحوار فيها بروح أكثر موضوعية بعد أن تتبعه برامج علمية، وفات عليك أخي مناوي أن الركون إلى القناعات الطبيعية التي تمثل حقيقة الحياة وهي: أن الإنسان جزء منها، ويحصد ما يزرعه فيها، فهل ستحصد في تحالفك مع الحركة ما زرعته أم أنك لن تطول لا بلح الشام ولا حمص اليمن ؟ كما يقول المثل هذا ما ستكشف عنه الأيام.