لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناوي انتهى وحركة التحرير باقية لمن أراد
قائد مجموعة الإصلاح بحركة «مناوي» علي حسين دوسة ل «الصحافة»:
نشر في الصحافة يوم 02 - 11 - 2010

٭ قال انه اول سياسي ينضم الى حركة تحرير السودان بجبل مرة، لكن سيرته الذاتية التي دافع بها عن نفسه اثناء حوارنا، تقول الآتي: علي حسين دوسة، التحق بجامعة الخرطوم في الثمانينيات، وكان ناشطا طلابيا. وبحلول عام 1995م أصبح رئيسا للجنة الفساد بمحلية نيالا، وبعدها بعام صار عضوا بالمجلس الوطني لثلاث دورات بشكل دائم، أولها مستقلا واوسطها ممثلا للحزب الحاكم المؤتمر الوطني قبل اتفاق نيفاشا، ليعود مرة اخرى تحت لافتة جديدة هي حركات دارفور بالبرلمان الانتقالي.
٭ وشغل الرجل منصب الامين العام المكلف بحركة تحرير السودان «جناح مناوي» قبل أن يصبح مساعدا لرئيسها في الشؤون السياسية، والآن هو قائد لمجموعة تصفها حركة مناوي بالمنشقة، لكنه يتمسك وبشدة ويردد أنها مجموعة تصحيحية وحاملة لواء التغيير.
٭ اتخذتم قرارا مفاجئاً بتجميد صلاحيات رئيس الحركة وفي توقيت مريب؟
هذا القرار التاريخي جاء نتيجة حتمية لتراكم الأخطاء التي يقوم بها مناوي منذ مؤتمر حسكنيتة مرورا بتوقيع السلام، ومنذ مجيئنا الى الخرطوم تواصلت الممارسات الخاطئة التي قام بها، وحددناها في ثماني نقاط رئيسية: خروجه عن المؤسسية، عدم شفافيته في ادارة مال الحركة، ضعف ادائه في الحكومة الانتقالية، وضعفه في ادارة العلاقات الخارجية، خاصة مع الدول الضامنة للاتفاق.. بالاضافة الى تجاهله للمواعيد التنظيمية.
٭ لكن هناك حديث عن وقوف المؤتمر الوطني خلف خطوتكم؟
هذا غير صحيح، وشهادة للتاريخ عندما علم الإخوة في المؤتمر الوطني بتحركاتنا أرسلوا من يرفض هذا الاتجاه، وسمعنا من قيادي كبير أنهم يريدون أن يتعاملوا مع الذي وقع الاتفاق.. هذا رأيهم.
٭ إذن ما الذي دفعكم.. فكل النقاط التي عددتموها يتضح أنها ليست وليدة اليوم؟
الأمر يتعلق بقرار اتخذه الاخ مني أركو مناوي، وكانت الخلافات اصلا موجودة، وكنا ننصح الاخ مناوي ونطالبه بضرورة الشفافية والمؤسسية، ولكن القرار الذي اتخذه بالرجوع الى الحرب وقام بنقل جنود الحركة، كان قرارا مفصليا.
٭ لكن من الذي قال إنه عائد للحرب.. هل أعلن ذلك؟
ماذا يعني نقل الجنود دون اذن المؤسسات، والقيام بتجهيزات واطلاق قيادات، وحقيقة هناك نية مبيتة لاشعال حرب من جديدة، ولذلك هذا الاختلاف الذي حصل عندما نصحناه بالرجوع عن هذا القرار ورفضه هو ما قادنا الى هذه الخطوة، وهذا القرار جاء بعد اختلاف في أمر مفصلي.
٭ لكن اتخاذ مثل هذه الخطوة بعد صمت طويل وفقدان المناصب أمر يثير الشكوك؟
لأننا كنا نتوقع أن تقوم مؤسسة مجلس التحرير الثوري بتصحيح هذه الامور، وكذلك لم نصمت، وكانت هنالك مسائل متتالية، وعلمنا ان الحركة عاجزة تماما امام هذه الاوضاع ومكبلة من رئيس الحركة ومجلس التحرير الثوري لم تتم دعوته عند اللزوم، وقام بدعوته في أكتوبر الماضي لتمديد فترته الرئاسية ولالغاء الامانة العامة فقط لتركيز السلطات في يده، بالإضافة لاصداره «13» توصية من بينها الاعداد للمؤتمر العام ومراجعة مال الحركة وحصر الديون، ولم يقم بتنفيذ أية توصية من تلك التوصيات. ونحن كنا ننتظر من المؤسسات اتخاذ قرار، وشعرنا ان المكتب القيادي ايضا لا يساهم، اما المكتب الرئاسي بعد ان تم له ما أراد تجاهل المجلس ولم يجتمع منذ فبراير وحتى اللائحة لم يجزها، ومنذ ثمانية اشهر لم يجتمع بنا ولم يستشرنا في نقل جنود الحركة الى الجنوب وفي توقيع الاتفاقيات، ووقع اتفاقيات مع حركات أخرى غير موقعة على السلام.
٭ أنت جزء من المؤسسة ومساعد لرئيسها.. فما الجديد؟
أنا اقول لك في البداية تصرفات مناوي ادت الى خروج عدد كبير من الكينونة السياسية منذ وصوله الخرطوم، ولكن هذه المجموعات شعرت بأن الخروج لا يجدي ولا بد من التغير، وهنالك عدة تيارات داخل الحركة كانت تسعى للاصلاح، تيارات سياسية وتيارات عسكرية، وتجمعت التيارات السياسية مع بعض، كذلك العسكرية تجمعت ورفضت اتجاهات مناوي وتهميش الجيش وسلب سلطة القائد العام وارساله الى الجنوب، والمال الذي يصرف للجيش كان يصرف على حسب الولاء، والجيش عندما شعر بأن هنالك تمييزا وتهميشا لبعض القيادات وأن هنالك خللا، خرج بعض القادة فيه، ولم يتم تعيين آخرين مكانهم، لكن الجيش قال كلمته، وقام بطرد جيش الاركان الموالي لمناوي واتخذ قرارا وقالوا انهم يرفضون تصرفات الاخ مناوي. وغالبية قيادات الجيش والارادة العسكرية للتغيير تزامنت مع الارادة السياسية للتغيير، كل هذا حصل بعد احتقان وكثرة الاخطاء التنظيمية والأخطاء العسكرية، وادى الى انفجار الموقف في ذلك البيان.
٭ لكن هناك من تبرأ من البيان واتهمكم بضمه بلا علم؟
الذين تبرأوا من الخطوة تعرضوا لضغوط، وتم اعتقال اكثر من ثلاثة قيادات في الفاشر، ولكن الوزن الكبير وعلى رأسهم رئيس مجلس التحرير الثوري ورئيس التنظيم واعضاء المجلس والشباب كذلك قائد الاستخبارات وقادة عسكريون وهناك قيادات عسكرية عليا لم نعلن عن اسمائهم، مازالوا في موقفهم ولم يتراجعوا عنه.
٭ لنعود مرة ثانية لما قلته عن نية مناوي في الحرب وانت من المقربين منه.. لماذا يريد العودة؟
في اعتقاده أن ما حدث في جنوب السودان من تقرير مصير يمكن أن يحدث في دارفور، وكان يردد دوما لنذهب الى دارفور ونطالب بتقرير المصير، ونطالب بالاستفتاء، ونكون دولتنا ونوحد قبائل دارفور بالقوة.. هذا تفكيره، وهو تفكير غير ناضج.
٭ من قال إن الحركة ستفصل دارفور.. هذا تحليل ام قرار تم تداوله؟
بالأمس قائد عسكري كبير صرح بأنهم ذاهبون لتقرير مصير دارفور، وقال لن نعود ما لم تطبق الحكومة الاتفاق، لكن اذا كنا متفقين ومتماسكين لما نكصت الحكومة عن عهدها. والحركة باقية والاشخاص زائلون، ومرحلة مناوي انتهت، ومن اراد التعامل معه فهو غير موجود الآن، وحركة تحرير السودان باقية، واذا اراد مناوي الذهاب الى الحرب سيكون وحيدا.
٭ إذا كان هو السبب لماذا لم يعد منذ ايامه الاولى او لماذا وقع على السلام؟
هناك جانب فقدانه لمنصبه، وشعوره بأن المؤتمر الوطني لا يريد أن يعطيه المنصب، وتوصل الى انه في كل السودان ربما لن يجد موقعا، وفضل التوجه الى دارفور لجمع قوات كبيرة ليلتف حوله الناس ويطالب بالانفصال.
٭ لكن المؤتمر الوطني قال إن الاتفاقية انتهت بقيام الانتخابات؟
نحن لم نسمع من المؤتمر الوطني أن الاتفاقية انتهت، ولم نقل انها انتهت، وبعد الانتخابات هنالك وضعية الاقليم التي يحددها قيام استفتاء في دارفور ليختار المواطنون توحيد الاقليم او غيره.
٭ اذن الأمر يتعلق بفقدان المنصب، لكن أليس هناك اتفاق موقع يعطيه ذلك؟ ولماذا لم ترفضوا انتم وتخرجوا مع رئيسكم؟
اتفاق أبوجا ينص بعد الانتخابات على أن يكون رئيس السلطة الانتقالية منتخبا من الولاة الثلاثة، وهم من المؤتمر الوطني، ومناوي كان حريصا جدا على ألا يسرح قواته لحماية المنصب، لذلك رفض الترتيبات الأمنية مرارا، وبعد الانتخابات طالبت الحكومة تنفيذ بند الترتيبات الامنية لكي توافق على اعطائه المنصب، وهو يعتقد ان بند الترتيبات الامنية يفقده هذا المنصب، ووضع الجيش طيلة الأربع سنوات لحماية منصبه.
٭ من قبل قلت إن الجيش يثور على الرجل، والآن تخبرني بأنه وضع الجيش لحمايته.. ما هذا التناقض؟
نعم أهمل الجيش وأهمل الجرحى وأسر الشهداء، وحتى مال اللاجئين كان يتصرف فيه في بنود اخرى.
٭ هل تحاورتم مع الوطني في هذا الامر؟
بعد الانتخابات تم حوار بين المؤتمر الوطني وحركة التحرير، وتوصلنا إلى نتيجة الابقاء على منصب رئيس السلطة الانتقالية وكبير المساعدين و«2» وزراء دولة، ووزير بولاية الخرطوم، وعدد من الوزراء بولايات دارفور.
٭ إذن أنتم راضون عن الاتفاق ووضع دارفور الآن؟
نحن غير راضين بما يتم في دارفور، ونريد الاستقرار والأمن والسلام العادل، وعودة طوعية كريمة للاجئين والنازحين.
٭ أين كنتم طوال السنوات الأربع الماضية؟
وجدنا تعنتا كبيرا من المؤتمر الوطني في تنفيذ هذا الاتفاق، فهذا التعنت لا يعني أن نعود مرة أخرى للحرب، لكن مناوي بعودته مرة أخرى سيفشل، فقائد الثورة مثل عود الثقاب لا يشتعل مرتين.
٭ إذن ما العمل الآن؟
نحن وقعنا لوحدنا في أبوجا، وتركنا العدل والمساواة وحركة التحرير بقيادة عبد الواحد واتينا للخرطوم، وكوننا لم نوفق في تنفيذ اتفاقية أبوجا لا يعني عودتنا، لكننا نركز على ازالة كل العوائق التي اوقفت تطورنا باعتبارنا حزبا سياسيا ونعمل على بناء أنفسنا، والنظام الاساسي بعد التوقيع على السلام اسقط النضال المسلح بوصفه وسيلة، وهذه نقطة مهمة.
٭ لم توفقوا في ماذا؟
بند السلطة المعلق بعد الانتخابات، وهناك بنود اخرى مثل الخدمة المدنية وانزال المال لصندوق التنمية واعمار دارفور، بجانب مواصلة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفق اتفاق تم بين الحكومة والحركة.
٭ لكن أنتم بلا جيش فقط بعض السياسيين؟
من قال لك هذا؟ معلوماتك غير صحيحة، والايام سوف تثبت لك ذلك، والجيش هو أول من انتفض على رئيس الحركة ورفض تصرفاته بالذهاب الى الحرب، وسوف يتخذ اجراءً قريباً، وهناك تشاور مستمر بيننا وجيش حركة تحرير السودان.
٭ هناك حديث عن اتصالات بينه وقادة الحركات الأخرى، مثل خليل وعبد الواحد.. هل لك علم بذلك؟
لا علم لي بذلك، وكعادته لا يفصح عن شيء ولا يقدم تقارير، فمنذ توليه للرئاسة بحسكنيتة لم يقم بتقديم تقرير مالي أو تقرير عما يجري.
٭ بعض قادة الجيش الموقعين قالوا إن البيان لا يمثلهم؟
أوكد أن جيش الحركة مع التغيير، وسوف تسمع قريبا عن انضمام قيادات جديدة، وسوف تعلن تأييدها لهذا الخط، ونحن الآن في طريقنا لتكوين جسم سياسي عسكري انتقالي يعد للمؤتمر العام.
٭ الكل يتحدث عن بحث حلول بدارفور، وانتم تقومون بانشقاق سيؤثر على الوضع على الأرض؟
أولاً هذا ليس انشقاقاً، ونحن المجموعة التنظيمية العسكرية السياسية التي كانت تسير الحركة، ونحن اصلها، وقلنا كلمتنا بتجميد رئيس الحركة، والمجلس العسكري الانتقالي عليه أن يقول كلمته، ومناوي الآن ليست له علاقة بالجيش الذي انحاز للمؤسسة، ولا الكتلة التي اتخذت القرار، وهو الآن بجوبا، واتساءل لماذا لم يأتِ بعد سماعه بهذه الثورة.
٭ لكنه اصدر قراراً بفصلكم خلال «48» ساعة؟
سمعنا عن قرار التهديد بالفصل خلال «48» ساعة، وعلمنا انه تراجع بعد أن شعر ان الحركة لا يمكنها ان تفصل كل قياداتها، وهذا ليس انشقاقا، ونحن مجموعة تسعى للإصلاح والتغيير، وبهذا التجميد لمناوي فإن مرحلته قد انتهت، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ حركة تحرير السودان.
٭ لكن أنتم بلا رصيد أو وزن عسكري على الميدان، بل أنتم وافدون جدد من أحزاب أخرى؟
في هذا الأمر أقول لك إن حركة تحرير السودان تتكون من عدة احزاب اتفقت على أن الحركة هي التي تلبي طموحاتهم وأفكارهم تتلاقى فيها، وانتماؤك القديم سواء للحزب الشيوعي او المؤتمر الوطني لا يقدح في مصداقيتك، والقادة الذين تقول إنهم لا رصيد لهم فهذا اتهام غير صحيح، ولن أفصل، فهم لهم خبراتهم في الميدان ومضمار العمل السياسي، وثقل هذه القيادات واضح للتأييد الكبير الذي وجدته بمجرد اعلانها عن هذه الخطوة.
٭ هل الخطوة ستساعد على حل أزمة دارفور؟
وصلنا مرحلة الانفجار، ولا نريد أن نزيد المشهد السياسي بالسودان ودارفور تعقيدا، لكن اضطررنا للقيام بهذه الخطوة، ومناوي لا يمكنه المساهمة في السلام القادم لأنه يحتاج لقيادات واعية، وهو فشل لمدة أربع سنوات في جمع أهل دارفور، وحتى النازحون يملكون هذه القناعة، ونحتاج لقيادات مقبولة لأهل دارفور، ونقود حوارا دارفوريا دارفوريا للوصول الى اجماع لحل الأزمة، وهذا الامر لا يمكن أن يتم الا بقيادات قادرة على الخطوة، ومناوي ليس منها.
٭ لكن الطرف الآخر يقول إنكم بلا رصيد سياسي؟
كنا لا نريد الدخول في القيل والقال، ولكنك لم تنصفني، فأنا كنت نقابيا في السبعينيات وناشطا طلابيا بجامعة الخرطوم في الثمانينيات، وكنت في محلية نيالا رئيسا للجنة الفساد 1995م، وبرلمانيا لثلاث دورات منذ 1996م لدرجة أن المستشار القانوني ذكرني ضمن أميز البرلمانيين في اليوبيل الفضي مع عتاة البرلمانيين السودانيين أمثال مبارك زروق، فهذا عدم انصاف منك، أما الإخوة الفاضل التيجاني وغيره فهم من اميز العناصر الشابة.
٭ ليس أنا بل الطرف الآخر بالحركة، وقال إنك كنت تمثل المؤتمر الوطني بالبرلمان؟
في البرلمان الأول كنت مستقلاً وليس معيناً، وهزمت ممثل المؤتمر الوطني، وفي الثالث كنت ممثلا للحركات.
٭ ذكرت الاول والثالث ماذا عن البرلمان الثاني؟
في البرلمان الثاني كنت أمثل المؤتمر الوطني عندما كان يطرح انه حزب جامع، لكن عندما اكتشفنا الامر خرجنا منه ودخلنا السجون في نيالا ودبك وشندي وكوبر، ونحن اعضاء في الحزب والبرلمان وبعدها التحقنا بحركة تحرير السودان، وانا اول سياسي يصل جبل مرة ويلتحق بالحركات في عام 2002م، وقمت بأدوار حقيقية.
٭ إذن أنت قريب من الحزب الحاكم؟
أنا بعيد عن المؤتمر الوطني، وهو يعلم ذلك أكثر من الآخرين.
٭ قيِّم لنا دور مناوي طوال الاربع سنوات الماضية؟
مناوي فشل في ابراز دور دارفور بتاريخها العريض، والبلاد الآن تمر بظروف حرجة، لكنه فشل في ذلك، وكان بإمكانه أن يساهم في الحفاظ على وحدة البلاد وهذا أمر مهم.
٭ هذا في ما يخص جنوب البلاد أليس كذلك؟
نعم وأيضا فشل في إدارة العلاقات الخارجية، وكنا نمتلك علاقات طيبة مع عدد الدول التي ضمنت الاتفاق من الغرب ودول الجوار، لكنه أقام علاقات سيئة مع تشاد ودعم المعارضة التشادية من دون علم المؤسسات، وأفقدنا دعمها، كذلك اريتريا، مما أفقدنا المبعوثين الذين كانوا يتجاوزونه تماما.
٭ ما أثر ذلك الفشل؟
انطبق الأمر على مؤسسات الحركة وفشل في تحويلها الى تنظيم سياسي قوي.
٭ لكن الكل يجمع على أنه وصل إلى المنصب بقدراته.. هل تحول بعد السلام؟
في حسكنيتة أجمعنا على اختياره لأنه شاب ويمكن أن يتطور ويصبح رجل دولة في المستقبل، واجتهدنا معه بكل خبراتنا لكنه فشل.
٭ ما هي الأسباب التي حالت دون ذلك؟
لم يستفد من وقته ويقضي ساعات بلا فائدة، وقلنا له اقرأ الكتب واجتمع مع كبار السياسيين لكي تصبح رجل دولة، لكنه كان دوما يردد ما يقوله في الميدان، وشعرنا بعد أربع سنوات انه لا يقدر على ذلك رغم انه ذكي، لكنه وقع في شكوكه الاستخبارية وهواجسه الأمنية، وأضاع فرصة كبيرة ليصبح رجل دولة، وكانت كل وسائل الإعلام وكل الامكانيات تتوفر له، لكنه لم يتطور ليقود تنظيما سياسيا.
٭ أين دوركم؟ فأنت تتحدث عن خبرات واشادات برلمانية وضعتك في مقام عتاة البرلمانين كما قلت؟
كنا نأمل في ذلك يوما بعد يوم، ونقدم له النصح سرا وعلنا، وحتى في الانتخابات الاخيرة وضعنا برنامجا متكاملا لنأتي بنواب في البرلمان، لكنه رفض ذلك بعد مشاورات خاطئة مع بعض المقربين منه.
٭ لماذا رفض الخطوة؟
لأنه شعر بأن الانتخابات يمكنها أن تأتي بشخصيات لن يستطيع السيطرة عليها، لأن المرشحين سيكونون مستقلين وليس باسم المؤسسة.
٭ هل كان يرفض ما تقولونه؟
كان في الأول يقبل الاستشارات، لكنه في السنوات الاخيرة صار يتصرف تصرفات غير منطقية وغير ناضجة.
٭ ما الذي حوَّله؟
لشعوره أنه أصبح سياسيا كبيرا، لكن المثل يقول «ميمان لا يتعلَّمان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.