طالعت بحزن شديد ما تناولته الصحف ووسائل الاتصالات، عن قتل شاب عشريني لبنت عمته كان ينوي خطبتها، فرفضته بحجة الفارق التعليمي بينهما، وتمت خطبتها لزميل لها في الجامعة، مما أثار حنق وغيرة ذلك القاتل، ودفعه لتدبير قتلها قصاصاً لحبه، فاستدرجها وقام بخنقها وتقطيع شرايين يديها بكل قسوة وانتقام، غير مكترث لصراخها، وصلة الدم الرابطه بحبل الحنية والأخوة بينهما. وقصة لآخر شنق قريبته في إحدى غرف منزلها، يوم عقد قرانها، بعد أن خرج الجميع لإتمام التزامات المناسبة وتركوها مع أختها الصغرى، حيث دخل الجاني وسأل محبوبته إن كانت ترغب في الزواج منه فرفضت، مما دعاه لضربها هي واختها وشنقها في المروحة بكل تجرد ونكران لأيام وليالي من حب صيغت بنوده بقانون الدم بدلاً عن الورد، والقسوة بدلاً عن الرحمة، فنفذها ظلماً وانتقاماً ليطفئ غضب قلبه، ويومض شعلة حب حملها كرهاً وأنانية. وذلك الذي شوه وجه خطيبته لعدم سماعها لنداءاته المتكررة بمغادرتها لإحدى القروبات في الواتساب... مما دعاه لتشويه وجهها الجميل بسكين غدر ساعة انتقام.. والقصص كثيرة ومؤلمة حد الاندهاش. تدمي القلوب.. وتروع النفوس.. وتدمع المقل عند سماعها.. كل يوم تقريباً تصم آذاننا من مثل هذه القصص، ولو لاحظنا لوجدنا أن معظم أبطالها هم أقرباء الضحية الذين جمع بين حبل الأخوة والولاية المباشرة، ابن العم أو الخال، الذي كان يبذل روحه رخيصة لسعادة قريبته حتى لو كان الثمن بيع حبه الذي صادق من أجله نجوم الثريا لتشاركه آهاته... وتعد معه لحظات فراقها شوقاً ووعداً، نجده يتنازل لخاطب محبوبته بكل رجولة ونكران مكملا خطوط حبه المستحيل ليراها سعيدة ومستورة.. بل ويقف (لسد عرضه) يوم زفافها. ماذا حل ببعض بشبابنا هل أصابتهم لعنة التغيير، فتبدلت أفكارهم واعتقاداتهم فصارت لغة العنف والقتل هي الوجه المكمل للحب، والرهين الرابح لنجاح العلاقات العاطفية المحفوفة بقنابل الرفض القاتلة، مع اختلاف تربية هؤلاء المتهمين الذين نجد أعمارهم في عز العطاء سن المراهقة، أو فوقها بقليل، إلا أن هذه (الموضة) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ووضع دراسات احصائية لفئاتهم العمرية. سوسنة: بيني وبينك حبل الريدة ممدود وصال.. سماحة الشوق يتاوق للبعد ترحال أمد الايد حلاوة اللقيا والآمال