الثياب أيا كان شكلها ونوعها هي تلبس لتستر الانسان وتقيه الحر والبرد، تلف جسده حتى يرى في صورة مقبولة، والثوب يستخدم من المرأة وكذلك الرجل، مع اختلاف بينهما، غير أن الثوب الذي نحن بصدده في هذه الإطلالة هو الثوب النسائي، وأخص الثوب السوداني الذي تتزين به نساء السودان وتتميز به في الداخل والخارج. هذا الثوب النسائي السوداني بدأ في التواري عن الأنظار رويداً رويداً فأخشى ما أخشى أن يختفي تماماً، وإن كان الأمد سوف يطول، غير أنني هنا أود أن أخاطب الأجيال الحالية من بنات حواء السودان، أولئك اللائي صار الثوب في ثقافتهن نوعاً من القديم الذي يجب تركه والاستعاضة عنه بالزي الغربي الذي يتمثل في الثياب الخفيفة على الجسد كما يتوهمن، من شاكلة الفساتين والطرح الخفيفة أو يظنون أن الزي المستبدل هو حضارة ورقي ومدنية و مسايرة للعصر، والثوب السوداني أصبح في حكم القديم، وبذلك فإن ارتداءه فيه شيء من التخلف (يا سبحان الله). إن ثقافتنا وعاداتنا وموروثنا هي الذوق والجمال عادات وتقاليد سمحة عصية على المضاهاة، وبالتالي لن نتخلى عنها ونذهب إلى الاستعاضة عنها بالوافد الغربي، ذاك الزي الفاضح شبه العاري هو نوع من المدنية و الرقي؟؟!! يا أسفا عليكم رجالاً قبل النساء، وقد يقول معارض ما دخل الرجال في هذا الخصوص، أرد عليه بأن الرجال هم من سمح لهن وغض الطرف عن فعلهن وتركهن يستغنين عن الثوب السوداني الأصيل الذي كله حشمة وذوق وزينة، تركنه ليسايرن العصر بارتداء الملابس الغربية التي يحسبونها من المدنية والرقي، بل هو التخلف الممقوت والرجعية المذلة، ونحن نسمح بارتداء تلكم الثياب العارية التي تظهر مفاتن الجسد وتغري إلى ارتكاب الفاحشة حتى و لو بالنظر، إن الثياب المستبدل بها ما هي إلا استلاب لزينا المحتشم الجميل، وفسخ لعاداتنا وإرثنا المستقيم، فالثوب السوداني هو إمارة وإرث لحضارة و زي إسلامي كامل الصلاحية يغطي المرأة بكامل جسدها، يستر عوراتها وبالتالي يحميها من السهام وأطماع اللئام، فهو الحشمة أولاً، والذوق ثانياً، والزينة ثالثا، فهل مثل تلكم الأوصاف تجدونها في الثياب المستوردة الكاشفة للعورة؟!. إنها ثقافة الغرب التي داهمت هذا الجيل لينغمس في رجعية و تخلف في نظر الكثيرين من أصحاب الإرث القديم الاصيل. إن الثوب النسائي السوداني يضفي على المرأة بعداً جمالياً لما فيه من الحشمة المحببة، يكسي المرأة الوقار ويكسبها الاحترام، احترام الناظر إليها حيث لا يرى من جسدها شيئا بعكس تلكم الثياب الدخيلة على مجتمعنا، أمثال الفساتين الضيقة والعبائة الخفيفة، هل ذاك هو التمدن و الرقي والعصرنة؟؟!! لو تعلم بنات حواء أن هنالك الكثيرين من الرجال والشباب يمتعضون و يبصقون عندما يرون شابة كبرت أم صغرت و هي تسير في الشارع بذاك الزي العاري ليصبحن كاسيات عاريات، هكذا جاء وصفهن من الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف المروي عنه عن صنفين لم يرهما أحدهما : (( ... نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )) الحديث .. من هن؟ هن من يلبسن تلك الثياب المستوردة التي استعملت بدل الثوب السوداني الحشمة، ذاك الثوب السوداني المتفرد بين سائر الدول ويشكل زياً قومياً مميزاً لنساء السودان و محترم في أعين الكثيرين من رجال الدول الأخرى، هذا الثوب الذي تغنى بحسنه وحشمته الشعراء فجرى لحناً جميلاً يعبر عن حب الناس له و يعبر عن قيمته وأصالته وجماله. كما جاء على لسان عثمان الأطرش في (إنتي جميلة وزيك وين حشمة في توبك تملي العين) هذه العين في أيامنا أصبحت ترى الاجساد مجسدة عارية من خلال ملابس قبيحة المنظر بعيدة عن الزي الاسلامي المحبب، ثياب مستجلبة تبعث على الاشمئزاز وتشعرك بإزدراء من ترتدي الفستان العصري الغير محتشم لجسد المرأة. و هنا يجدر بي أن أرسي أسمى واجمل كلمات الاحترام و التقدير لأولئك الممسكات بالقديم، المتمسكات بالتراث المحافظات على الحشمة والزي الاسلامي ، ذاك هو جمالهن وكمال حسنهن واحترام الناس لكل من ترتدي الثوب السوداني وتتمسك به، ويا أولياء الأمور الأمر بيدكم فلا تتركوا الحبل على القارب فنصبح غربيي الملامح بثقافة وافدة شوهت نساءنا، وقللت من هيبتنا و أدبنا، راجعوا راجعوا قبل أن نصبح مسخاً مشوهاً، و دمت يا سودان عزيزاً عصياً على الاختراق.