كلما شاهدت بنظري العمشان جدا سيناريو إعلان سوداني مصمم على يد كوادر وطنية بحته أصاب بالدوار ، واضحك حتى تتكسر صواميل إضلاعي ، الحكاية أن إعلاناتنا تنفذ بطرق ساذجة وآخر مسخرة ، خصوصا تلك المتعلقة بالأثاث إما سيناريوهات ترويج الأطعمة فهي تسبب الطمام عديييل كده ، المهم اقطع ضراعي ان مصممي الإعلانات في بنغلاديش يفوقون الكوادر الإعلانية السودانية بخمسين مليون سنة ضوئية ، ولديهم أفكار مستنيرة مواكبة لآليات الإعلان في السوق العالمية ، عفوا حكاية الإعلانات السودانية الباهتة ليست موضوعنا اليوم وانما الحكاية تتعلق بذكاء المسوقون في المطلق ومعرفتهم بهموم وهواجس المرأة في أي ( حتة ) في الدنيا وكيف أنها تنجذب تجاه أي إعلان يتعلق بالماكياج ، والمرأة السودانية يا جماعة الخير لديها قرون استشعار لمتابعة آخر الصيحات في تبييض البشرة وعمليات فرد الشعر وجعله مهفهف ينساب مثل الحرير ، طبعا هذا التهافت من قبل المرأة السودانية شيء عادي جدا نظرا للطبيعة الفسيولوجية للمرأة ، فحواء حتى في مجتمعات البوشمن في أفريقيا تسعى لأن تكون أحلى حلوه في الدنيا كلها ، لكن الشيء المحير إنني شاهدت إعلانا فضائيا من شاشة تلفزيون عربي موجه للمرأة السودانية بصفة خاصة وهو يختص بفرد الشعر وجعل أجعص شعيرات مفلفلة مثل الحرير في الهوا ... تطير ، ومبلغ علمي ان مثل هذه الإعلانات الجاذبة تحقق المستهدف بالنسبة للمعلنين لكنها لا تجعل الشعر مثل الحرير والذي منه ، وهي مثل غيرها من الإعلانات الفضائية عن وسائل التخسيس وتبييض الأسنان والذي منه ، من الأشياء الطريفة أن واحدا من أصحابي شاهد لقطة من ذلك الإعلان وتمنى ان تكون هناك وصفات لإعادة شعر الرجال المصابين بالصلع لانه واحد منهم ، الرجل التقيته في مناسبة اجتماعية ، فأقسم ان عجز بيت الشعر الشهير ( لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ) كلام مكرب جدا ، ومضى الرجل في كلامه وعلى شلاليفه ضحكة ساخرة آخر حلاوه، ( يا زول أقول ليك بصراحة ما خليت لي شعر الجن ده أي حاجة كل شي جربتو إعشاب وكريمات وخلطات زيوت لكين كل يوم أشوفه تاري ... لي ... ورا ) ، قلت لصاحبي توكل على الله واترك قصة شعرك فمهما فعلت فسوف تحمل لقب أصلع ، بعد ان أصبحت شعيراتك تعد على أصابع اليدين والقدمين وعندها أطلق الرجل آهة من جوه ألجوه قائلا ( يا زول يعني قصة صلعتي بقت زي قصة انفصال الجنوب ما فيها رجعه ولا كاني ولا ماني ) ، قلت له كلامك مظبوط يا زول ، مثل قصة الجنوب تماما . ولكن هناك فرق ، فأنت أصلع ومديونير لآخر جدود جدودك ، وستظل كذلك حتى آخر يوم في حياتك ، إما سيناريو انفصال الجنوب فهو بمثابة نهر من الذهب ، ايوه الذهب ، للنخب والمحاسيب وأصحاب الصلع الكبيرة ، فهمتم حاجه ... ولا انا . هههههه .