يعتبر مشروع الأسر المنتجة خطوة إيجابية لرفع مستوى الأسر معيشياً، واكتساب مقدرة على العمل والاستفادة من الامكانات المهملة، مما يساعد على زيادة الدخل وعلى أثره تنتقل الأسرة من دور المستهلك الى دور المستهلك المنتج بأقل التكاليف، والفقير سوف يظل فقيراً ما لم يمتلك وسيلة إنتاج، ولا يكون ذلك إلا بالتدريب والتأهيل هل يمكن أن تستغنى المرأة السودانية عن شراء حاجياتها اليومية من السوق مثل الخضروات والخبز واللحوم والألبان ومشتقاتها، وتقوم بانتاجها وتصنيعها بالمنزل.. كان في الزمن الماضي لكل منزل حوش به الدجاج والأغنام وبرج للحمام ،قد لا تتوفر في هذا الزمان هذه المساحة أو الحوش لتربية المواشي، ولأن أسعار العلف عالية جدا،ً اندثر هذا النوع من الإنتاج الأسري كيف لنا أن نستفيد من المساحات الموجودة بالمنازل، كيف يمكن أن نزرع زراعة بسيطة كالخضروات، هل نستطيع أن نربي الدجاج والحمام، هل نستطيع أن نصنع مشتقات الألبان وأنواع المربات، المخلل والصلصة في موسم حصاد الطماطم، نحتاج الى ثقافة نطبق بها مقولة : (أعمل لدنياك كانك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كانك تموت غداً ،(والعمل المقصود بهذه المقولة العمل الديني كالعبادات والعمل الدنيوي بالإعمار، هل سوف نظل نسخط ونشتكي من صعوبة الحياة دون أن نسعى الى تغيير الواقع واجب منظمات العمل الطوعي والوطني دراسة مشاريع وتقديمها للأسر، وواجب وزارة الرعاية الاجتماعية التي حولت الأسر المتعففة الى أسر مستهلكة من الدرجة الأولى لتقديمها الدعم الاجتماعي مادياً نقدياً كل أربعة أشهر أما كان من الأنفع والأجدر التفكير في مشاريع ضخمة تشغل أفراد الأسر، مشاريع صناعية أو زراعية أو صحية أو تعليمية خاصة، وتصبح شركات مساهمة وما تقدمه الوزارة مبلغ 150 جنيهاً دعماً شهرياً للأسر أصلاً لا يفي مصروف يوم واحد لما لا يجمع المستفيدين من الدعم الاجتماعي في جمعيات تمنح أراضي زراعية يقوم أفراد الأسرة فيها بالزراعة وتربية المواشي، وصناعة مشتقات الألبان، ويكون ذلك في قرى الريف مثلاً تصاحب هذه الجمعيات برامج تعليمية مهنية، أو محو أمية أو أكاديمية أو تحفيظ القرآن الكريم ويستفاد فيها من طاقات الخدمة الوطنية- الدعوى للباحثين لدراسة مثل هذه المشاريع- ويا أهل التخطيط الاستراتيجي، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (الشاة بركة، الشاتان بركتان، الثلاثاء غناء من الفقر )فلنبحث عن هذه البركة الروشتة الوصفة الناجحة قد تكون بمثل هذه المشاريع .(