ولد مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين بمنطقة ودسلفاب ريفي الحصاحيصا ولاية الجزيرة عام 1953م قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها في مكان قرية ود سلفاب الحالية درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثاني السودان على مستوى الشهادة الفنية... لم يواصل في المدارس الفنية حيث التحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد تدريبمعلمي المرحلة الثانوية العامة بأم درمان، وتخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة. برز في نهاية السبعينات عبر مهرجان الثقافة وعرف عنه لونية خاصة من الكلمات المعبرة ومساسه المباشر لقضايا البسطاء والمحرومين، في قالب لحنى مميز يجمع بين الأغنية الشبابية والوقار في نفس الوقت، لذا كان مفضلا من قبل النخبة والمثقفين وشباب الجامعات، وبسطاء الناس. ولهذه الميول وجد مصطفى سيد أحمد نفسه محاصرا من قبل السلطات فلان غناءه كان أشبه بالتحريضللثورة و يميل للبسطاء والمحرومين فقد كسب عداء السلطة. لديه سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى في عام 1970 م، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى.. وكان صوته جميلاً.. وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة في قرية " العيكورة " وفى الحفل الذي أقيم في هذا الزواج سمع مغنياً من القرية شارك في الحفل يشدو بأغنية شعبية ميز منها في ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا.. جانى الخبر جانى البلا.." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة.. وفى لحظة صفا ذكر لشقيقه المقبول ملامح اللحن والمعانى التي تدور حولها القصيدة وأخبره أن هناك إحساساً قوياً يهزه إلى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ". من أشهر أغانيه( عم عبدالرحيم – الحاج ودعجبنا – غدار دموعك- الحزن النبيل –من الواسوق أبت تطلع وغيرها) شكل ثنائية متفردة مع الشاعر الوطني حميد. كانت أول كتاباته للشعربعد أن توفى شقيقه " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت في رثائه.. وإلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء، أيام دراسته بمدينة بورتسودان، كان موهوباً في مجال الرسم وفنون التشكيل...ولما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالالتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح فقد قدم استقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى والتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية. متزوج وله طفلان " سامر وسيد أحمد " عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وانتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات في الإسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996 م.. وكان استقبال جثمانه في مطار الخرطوم حدثا مؤثرا، رغم التعتيم الإعلامى على خبر وفاته فقد امتلات العاصمة بمحبيه الذين ضجوا بالبكاء في ساحات المطار والشوارع.