حضرت مع مجموعة من قيادات صحفية وإعلامية عام 2007 مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف World Association of News Paper المعروف اختصاراً وان WAN . انعقد الموتمر في الاول من يونيو وشهر يونيو من شهور الشتاء في جنوب افريقيا وشتاء ممطر استمتعنا فية ببرد قارس وامطار غزيرة الا ان طبيعة مدينة الكيب المنحدرة لاتبقي ذرة من ماء يمكن ان تؤذي حركة الناس والسيارات خاصة وقد سافرنا ودرجة الحرارة في الخرطوم كانت قرابة الخمسين. وشتاء كيب تاون يمكن احتماله خاصة لامثالنا بعد ان هجر الشتاء بلادنا خلال سنين العقد الماضي ولم يعد اهل السودان في حاجة الي لبس اي ملابس شتوية فعلي سبيل المثال العام الماضي لم تشهد شهور شتائه اي انخفاض في درجة الحرارة تحدث المرء بارتداء مايدخره للبرد والتي قد ينتظرها البعض رجالاً ونساء للتزى والتأنق بها وملابس الشتاء الكاملة اكثر اناقة من ملابس الصيف. لم يكن طقس كيب تاون هو مصدر الاستمتاع الوحيد بل الاستمتاع الحقيقي هو في مشاهدة نهاية القارة الافريقية ومنطقة التقاء واقتران المحيطين الاطلسي والهندي والتي اعددنا لها حافلة متوسطة لتقلنا قبل وقت كاف اذ سارت بنا وسط مرتفعات تكسوها الخضرة وفي اسفلها بنايات ومنازل انيقة شيدها الاستعمار الاوروبي علي حافة المحيط تمتد لعشرات الكيلومترات حتي اذا ماوصلنا الي هذه المنطقة المرتفعة عشرات الاقدام عن سطح الارض وترجلناعن الحافلة لنقل قطاراً سياحياً به عدد محدود من الكايينات يستغله السياح الذين يعج بهم المكان ويرتفع هذا القطار الكهربائي تدريجياً ويسير إلي عشرات الأمتار حتي يتوقف في قمة بناية ينزل عندها السواح لمشاهدة القارة الأفريقية وإلتقاء المحيطين وحركة المد والجزر وتلاطم الأمواج همساً أوصياحاً حسب حركة الرياح. هذا المشهد أدعي أن أقتران النيلين في الخرطوم وبقليل من الإهتمام وبكثير من الترويج يمكن أن تتفوق عليه مشاهد وجود ثلاثة أنهار في ما لا يزيد عن الكيلومترين ، نهر النيل والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وهذا لا أظن أن منطقة أو بلدا تحظي بهذه الهبة الربانية وبهذه الكمية من المياه وبهذا الطول الذي يمتد من قبل حدود السودان الجنوبية إلي ما بعد حدوده الشمالية. السياحة المائية هي من أغلي أنواع السياحة في بلاد العالم التي تهتم بالسياحة ولم تعد هنالك دولة لا تهتم بذلك ونحن في بلادنا لا ندري لماذا يفرالناس من الأنهار ولا يقربونها فنتركها كما ذكرنا في تناول سابق للمقابر والورش والكمائن والمغاسل وتجارة الأسماك ونظافتها وخدش الحياء بالسياحة المتعرية. في مخطط الخرطوم الهيكلي الذي قدمته حكومة ولاية الخرطوم مؤخراً وإجازه مجلس الوزراء الإتحادي أمكانيات ضخمة للإستفادة مما حبانا الله من أنهار وخيران وترع موسمية ولكن حتي ينفذ هذا المخطط خلال ما يزيد عن العقدين من الزمان، هل تترك هذه الأنهار وضفافها لما يقبح وجه الخرطوم من الإستخدامات الآنف ذكرها..؟ لن يستطيع د. البارودي وحده أن يغير واجهات النيل بالمشروعات التي يعكف عليهاو ما لم يتغير سلوك السودانيين وتشيع ثقافة أن الماء هو الحياة والماء يبعث في النفس السعادة والإسترخاء..