٭ ماذا يحدث في بلادنا.. وماذا حدث للإنسان السوداني.. ولماذا حدث ذلك.. ومن تسبب في الذي حدث؟ أسئلة تبحث عن إجابات شافية وشفافة حتى لو أنها جاءت مؤلمة.. لا ينكر إلا مكابر أن هناك تحولات محزنة ومخيفة حدثت في مجتمعنا، كادت أن تغير تلك الصورة البهية التي عرف بها السوداني أينما حل، ففي زمان غير هذا الزمان كانت الشخصية السودانية مثل (الجنيه الذهب)، وكما تزيد النار الذهب بريقاً ولمعاناً كانت الإحن تزيد السودانيين تمسكاً بالقيم الفاضلة. ٭ في كل يوم جديد نسمع بقصة غريبة ترتعد لها الفرائص وتقشعر منها الأبدان .. جرائم فظيعة ما كانت تعرف طريقها لمجتمعنا.. حكايات أقرب للخيال والروايات البوليسية تتصدر صفحات الصحف وتتناقلها الأسافير والوسائط الاجتماعية وتتداولها مجالس المدينة. ٭ من كان يتخيل أن سودانياً تجري في عروقه دماء سودانية يمكن أن يرفع صوته في وجه والدته.. الآن هناك من رفعوا في وجهها السلاح وأردوها قتيلة ولم يتحرك لهم جفن من هول ما قاموا به.. من كان يمكن أن يتخيل أن معلماً يمكن أن تتحرك في دواخله اي مشاعر تجاه تلميذته غير مشاعر الأبوة.. الآن هناك بعض المعلمين أغتصبوا تلميذاتهم. ٭ ازدياد مخيف في معدل الجريمة بمختلف مسمياتها وأنواعها خاصة جرائم القتل لأتفه الأسباب، وجرائم اغتصاب الأطفال وجرائم التعدي على المال العام.. وفساد الحاكمين وجرائم النصب والاحتيال.. والذي يدعو للخوف أن مثل هذه الجرائم أصبحت في تنامٍ مزعج يجعلها أقرب لأن تكون سلوكاً مجتمعياً لا سلوكاً فردياً. ٭ المجتمع السوداني كان ولوقت قريب من أكثر المجتمعات في محيطنا العربي والأفريقي أمناً وأماناً واستقراراً، والإنسان السوداني كان مضرب المثل في العفة والأمانة ( المأمون على بنات فريقو) هذه الصورة بكل أسف لم تعد كما كانت. ٭ لكي نحد من تنامي هذه الممارسات والسلوكيات التي نؤكد أنها لا تشبهنا، ونعيد تلك الصورة الجميلة التي عرفنا بها لابد من تطبيق العقوبات الرادعة على كل المجرمين بلا استثناء ..لا كبير على القانون وحتى لا نهلك كما هلك الذين من قبلنا فقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك الذين قبلكم، إنهم كانوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ )، ولأن بعض تلك الممارسات والجرائم- حسبما أشار بعض علماء الاجتماع والنفس- أسبابها الغبن الاجتماعي،(وهذا ليس تبريراً لارتكاب الجرائم).. ولسد الزرائع يجب أن تلعب الحكومة دورها كاملاً تجاه المواطن حقيقة لا قولاً في تحقيق الأمن الإجتماعي والمساواة بين الناس، ورفع المعاناة عن كاهلهم، بحيث يجد المريض الدواء والعلاج، و يجد الأطفال التعليم دون إرهاق أسرهم بالمطلوبات، و يجد المواطن ما يسد رمق أسرته دون مكابدة، وذلك كله لا يتحقق إلا من خلال سياسات اقتصادية لا تعتمد على الأتاوات والجبايات التي أرهقت المواطن.. سياسات تشجع الإنتاج والإستثمار وتدفع عجلات المصانع للدوران.. سياسات لا تحمي الكبير إذا سرق وتحاسب الضعيف.. سياسات لا تقدم الولاء على الخبرة والمؤهل في التوظيف لأن ذلك سيجذر حالات الغبن الإجتماعي