الأستاذ مؤمن الغالي.. السلام عليكم ورحمة الله ابدأ من حيث انتهيت.. فبعد أن شكرتني وأهديتني الود والاحترام.. ختمت كلماتك بأنني بلا سلطة ولا حول ولا قوة.. وأملت أن «نفرتق» الجمعية.. ولكني أقول لك أنا آمل أن تكون الجمعية أكبر مما هي عليه بانضمام غالبية الشعب السوداني لها عندما يعرف حقوقه فيدافع عنها، عندما يعرف أين ينفق كل قرش يكسبه بشق الأنفس لكي لا يدخل جيب من يبيعه السموم والأمراض، اعتقد أن هذه قمة القوة.. وكما تعلم أنه حتى الآن لا تمتلك الجمعية السلاح الذي تحارب به والمتمثل في القانون الذي نأمل أن يجاز في القريب العاجل حتى توازي الجمعية مثيلاتها في كثير من الدول. لا شك أن للإعلام دوراً كبيراً في توعية المواطن مما يدعم الجمعية.. فارجو أن نجد منكم ذلك العون. أنا لا أنشد المدينة الفاضلة.. ولكن أن تتحقق الأماني وتمشي الأحلام على أرض الوطن.. وتشرق شمس بلادي الحبيبة على مواطن يناضل من أجل حياة كريمة وصحة موفورة. ياسر ميرغني الأمين العام للجمعية من المحرر.. الأخ الدكتور.. ياسر ميرغني.. مرة أخرى.. لك الود.. والحب.. والسلام.. ومرة أخرى نؤكد.. رأينا فيك.. لا نتراجع فيه بوصة واحدة.. وهو أنك رجل نبيل شاهق الإنسانية.. فائض الأخلاق.. جم المروءة.. واسع الأخلاق الرفيعة.. والجميلة.. أنت ذلك وأكثر.. وكيف لا يكون متصفاً بهذه الصفات من نذر نفسه وأوفر جهده.. دفاعاً عن مواطنيه.. وإرضاءً لشعبه.. ووفاءً لوطنه.. نعم.. أنت كل ذلك.. ولكني مازلت عند رأيي.. إنك تقاتل أعزلاً من كل سلاح.. تقاتل وحشاً يقتل ثائراً.. وللأسف أن كبرياء الجرح لن ينبت أي ثائر.. دعك من ألف ثائر.. وأقول لك كيف.. أنت يا صديقي تخوض بحراً.. أو نهراً أشد خطراً وخطورة حتى من الأمازون.. نهراً يفيض بالتماسيح.. وتجتاز غابة شائكة تربض في أركانها.. ووراء وداخل أكمتها.. الثعالب.. والأسود.. وكل مفترس خطير.. أنت يا صديقي.. في دولة.. أعلنت.. في جلاء وفي علن أنها قد حررت الاقتصاد.. وأطلقت يد السوق.. لا ضوابط مطلقاً.. ولا حدود وحواجز أبداً.. وكل يفعل ما يريد.. وهذا هو قانون تحرير السوق.. ولست في موقف الأستاذ.. ولا المعلم.. ولكن أنت حتماً تعلم أن الاقتصاد.. هو ثلاث مدارس.. مدرسة تضع الدولة يدها كلياً على الإنتاج والتوزيع.. مدرسة اشتراكية.. تقول.. سيطرة الدولة وهيمنتها على كافة وسائل الإنتاج.. هي التي تحدد الأسعار.. وتحدد حتى أولويات الإنتاج.. وشعارها.. تجاه المواطن هو.. من كل حسب طاقته.. ولكل حسب حاجته.. ومدرسة الاقتصاد والسوق الحر.. والخصخصة وتحرير الأسعار.. وفكر اقتصاد الرأسمال. هنا الدولة لا تنتج درهماً من بضاعة أو خدمة.. لا سلطان لها مطلقاً على السوق.. هو يدير نفسه بنفسه.. وهذا ما نعيشه.. أو ما ركنت إليه دولتنا.. ثم مدرسة الاقتصاد المختلط.. وهذا ما كان سائداً.. قبل سياسة التحرير.. والذي استشهد صريعاً على يد سياسة التحرير. صديقي الدكتور لن أصفك مرة أخرى.. بالمثالية.. ولن أقول إنك تنشد المدينة الفاضلة.. هذا ما سوف تعلمه تماماً بنفسك.. وحتى دعوتك لتكوين جسم سيادي لهذه الجمعية لن يفيد شيئاً.. لأن هذا الجسم السيادي.. هو الذي.. أقر وفرض سياسة التحرير.. ولن أقول لك.. ما العمل.. ولا أتمنى لك أن تتسلل أشباح اليأس إلى روحك النبيلة.. ودعني اقترح عليكم شيئاً.. هو.. الالتقاء بوالي الخرطوم الذي أكد مرة.. لي شخصياً.. وأمام جمع من الصحفيين وهو يجيب على سؤال سألته يوم ذاك.. وهو.. هل يمكن أن تخترق ولاية والخرطوم.. قانون تحرير الأسعار.. أجابني الدكتور الخضر.. قائلاً.. نعم سوف نخترق تلك السياسة.. وهنا دعني اقترح لكم اقتراحاً.. وهو الالتقاء بوالي الخرطوم.. وأن تطلبوا منه أن تضع الولاية يدها.. توزيعاً وتسعيراً على ثلاث سلع.. هي الدقيق والذرة.. والسكر.. ولو نجحتم في هذا.. تكون جمعيتكم قد أحرزت نصراً غالياً وقدمت هدية ثمينة إلى مواطني ولاية الخرطوم. ختاماً لك ودي واحترامي مؤمن