ما أجمل أن نشكر وما أجمل أن نعترف بالجميل وما أروع أن يكون العطاء محسوساً تندمج فيه كل الأخوة بهموم وطني، عطاؤك ووقفاتك يا كويت لا تحدها حدود، فيكفي إحساسك بنا ..ما أسعدنا بأصدقاء وأخوة عرب، نزيد فخراً بأخوّتكم وأماناً بعد الله بمساندتكم .. شعباً وحكومة كيف نبدأ الشكر وكيف ننتهي.. فالبدايه أصعب والنهايه هي المستحيل بعينه ..كيف أبدأ لأشكر؟هل أبدأ منذ العام 1961 عندما انبثقت بذور الإخاء والترابط بعد إستقلال دولة الكويت وإصرار الدولتين على تمتين الروابط والوشائج بينهما، وتجاوز اي خلاف إقليمي أو دولي يحدث بينهما ويعكر صفو العلاقة التي بدأت قوية ولن تنتهي إلى أن يرث الله الأرض بإذنه، فما أمّتن الوحدة والارتباط القوي والممتلئ برائحة العروبة والإسلام وصدق الإخاء بين السودان والكويت ..أياديك يا كويت خضراء لن أتوانى عن ذكرها . في كل ظروف يمر بها السودان نجد الكويت تمد أياديهابيضاء بكل نخوة وأصالة عربية, عنوانها في الشدة قبل الرخاء معكم. وبدأ استئناف العلاقات بين الدولتين بعد المبادرات الدبلوماسية بين عامي 1997 و1998 وتوجت إستمرارية العلاقات بزيارة رمزنا وقائد بلادنا الوالد..عمر حسن أحمد البشير في فبراير عام 2000, كانت إنطلاقة شعاع الخير والأمل بين الدولتين إتبعته زيارات لإحياء روح الأمل بين الدولتين السودان والكويت.. سقيت شتول الورد التي لم تذبل بل كانت دائماً تتطلع نحو السماء علّ تلك الغيمة تزول وتشرق شمس الأمل من جديد.. أشرقت شمس أملك يا كويت من جديد ولن تنطفئ بإذن ربها، احتلت الكويت الصدارة في السبعينات والثمانينات بعطائها واستثماراتها الكبيره في السودان، هل أبدأ بمجالات استثماراتها في مجال التصنيع الزراعي أم الحيواني أم صناعه السكر، الطاقة والمياه والمساهمة في تطوير سكر كنانة وحلفا الجديدة والزراعة الآلية بالرهد وسنجة والدمازين، ما قدمته الكويت من منح وقروض فاقت 500 مليون دولار لتمويل المشروعات الاستراتيجية كدعم الجنوب، وسد مروي، وسكر النيل الأبيض، وتدفق الاستثمارات الكويتية ما بين عاميّ2000 و 2006 في كل القطاعات بينها النقل والمصارف وأخيراً وليس بآخر.. فلا نهاية بإذن الله بين الوطن الغالي السودان والوطن الثاني الكويت، ومازال للعطاء بقية باستضافة الكويت للمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان. فليس بغريب أو جديد على دولة الكويت ما تقدمه فهي رائدة كعادتها.. فأنت يا كويت غنية عن الشكر والتعريف والتوثيق، فما يتم تنفيذه أكبر التواثيق وأهم ماسيسجله التاريخ.. أنا نيابة عن نفسي وعن كل مواطن سوداني وكل قارئيّ صحيفة آخر لحظه أقولها..يا كويت شكراً قبل الأخير.. على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائم.