الدهن في العتاقي أتاحت لنا أيام أماسي الخرطوم الموسيقية فرصة نادرة لتنظيف الآذان من سواقط الغناء المبتذل الذي يقدمه بعض مغنواتية هذا الزمان على شاكلة (حنكك بيش- يا منقة) وغيرها من الأمراض التي استفحلت في جسد الأغنية السودانية، وعطرتنا الأماسي بروائع الكلمة واللحن الجميل لمدة ثلاثة عشر يوماً طربنا فيها حتى الوله، أحسب ذكراها تزود كل من تابعها لعام كامل دون أن تشرخ آذانه بهيافات مغنواتية هذا الزمان بعد أن استمتعوا بإبداعات مجموعة كبيرة من رموز الغناء مثل الفنان محمد الأمين وعبد القادر سالم وحمد الريح وكمال ترباس وزيدان إبراهيم وغيرهم، وأثبتوا وهم في غير حاجة للإثبات بأن (الدهن في العتاقي)، وأن الوصول لإبداعهم مازال بعيداً ومستعصياً على المغنواتية الشباب الذين تلفحوا بالألقاب مثل الإمبراطور والقيصر وغيرها من الأوهام التي أطلقوها على أنفسهم وصدقوها بعد ذلك بدون أن يقدموا ما يشفع لهم، والمقارنة معهم ومع هؤلاء العمالقة معدومة ولا نملك سوى أن نقول عنهم بأنهم (كفارة الغناء). **فمتى ينصلح حالهم ويعيشوا واقعهم ويستفيدوا من تجارب من سبقهم الغنية بالإبداع. (مافي مشگلة) بقى المشگلة لا أدري لماذا تصر إدارة البرامج في النيل الأزرق على تكرار ضيوفها في البرامج المختلفة، وكأن عملها لا يخضع لدراسة وتعمل بطريقة (عدي من وشك)!.. أم أن ضيوف الحلقات المقدمة يتم اختيارهم بالعلاقات الشخصية فقط؟!.. ومثال على ذلك برنامج (مافي مشكلة) الذي أصبح يشكل أكبر مشكلة لثبات ضيوفه وكأن حواء السودانية لم تعجب غيرهم ليتحدثوا في هذا التخصص المعني بشؤون الأسرة! وحقيقة أنا من أشد المعجبين بأسلوب وتحليل الدكتورة سارة أبو أستاذة علم الاجتماع.. التي أرفع لها قبعة التقدير والاحترام، فلا أحد يستطيع أن ينكر دورها الفاعل والمقدر في هذا المجال، ولكن هذا لا يعني أن تقحمها القناة في هذا البرنامج بصورة مستمرة تكاد تكون شبه ثابتة بدون أن تفتح الباب لمختصصين غيرها في هذا المجال وغيره من المجالات الأخرى، واعتقد بأن د. سارة أبو هي نفسها ملت من هذا التكرار. صابر.. و(زمن ومبدع) تألق التلفزيون القومي في تقديم حلقة برنامج (زمن ومبدع) التي سلطها على الفنان الراحل محمد أحمد عوض، وأحيا ذكراه الجميلة الخالدة في الوجدان، ولم تمحها السنين، لرسوخ أغنياته حتى الآن ومازالت محل اهتمام ونقطة مهمة لا يمكن أن يتجاوزها المطربون الشباب، وضمنت بذلك تداولها المستمر ووله كل الأجيال بهذه الدرر الغنائية، ولكن أكثر ما لفت نظري في هذه الحلقة هو الطفل صابر حفيد محمد أحمد عوض الذي تميز بكل صفات جده من شكله وطريقه غنائه وهو يبشر بموهبة غنائية حقيقية رغم صغره، وأداؤه يسبق عمره لتشبعه بالكلمة الجميلة ونشأته في واحدة من أعرق الأسر الفنية في السودان، ولو استمر بنفس الطريقة والأسلوب استطيع أن أقول بأن الخلّف ما مات، وصابر هو محمد أحمد عوض جديد قادم ليسيطر على ساحة الغناء الشعبي.. ونتمنى له النجاح في ذلك. أخرجي من عباءة الغير المطربة الشابة نانسي عجاج رغم اختلافنا معها في بعض آرائها التي واجهناها بوابل من النقد لتصحيح مفاهيم كثيرة تجهلها أو تتعمد تجاهلها حتى لا تنعكس سلباً على مشوارها الفني، ومازلنا نردد ونقول بأنها يجب أن تعتمد على نفسها بإنتاج أعمال خاصة تشكل لها إضافة وتفرض نفسها بقوة في الساحة الفنية، فلا أحد ينكر فخامة صوتها وقدرتها العالية على التطريب وأداءها الساحر وحضورها الطاغي، فهي تعتبر من أميز الأصوات النسائية التي ظهرت في الساحة الفنية مؤخراً، ونأمل في أن تمثل واجهة مشرفة للغناء النسوي في السودان، لأن طريقة أدائها مميزة ولها أسلوب مختلف ولا تشبه بقية الأصوات التي امتلأت بها الساحة، فكثير منها لا يمت للغناء بصلة، فهن مثل البراميل الفارغة يصدرن ضجيجاً ليس إلا.. ونتمنى أن تنتبه نانسي عجاج لضرورة إنتاج أعمال خاصة، فهي مطربة يرجى منها الكثير.. فهل تخرج من عباءة أعمال الغير؟ و..و..و.. جينا بعد الفرقة نسأل قلنا نلقى محنة عندك نحكي ليك عن ليل شقانا وعن متااهت نجمو بعدك نحن سالمناك بطيبة ويا ما بكي عيونا ردك قلبنا الجرحت خاطرو برضو ما قدر ملامك ده ما سلامك