في الراهن اليومي يرى البعض ان الأغنية السودانية أصبحت مخترقة بمجموعة من النصوص الخارجة عن المألوف ، طبعا أصحابنا هؤلاء لا يستخدمون عبارة الخارجة عن المألوف وانما يتحدثون عن النص الهابط بالبرشوت ، حسنا يبدو ان هذه الكوكبة التعيسة تناست مجموعة من أغاني الحقيبة المليئة بالكلمات الحسية ، على شاكلة ساح نام في الكفل ، ورمية الطابق البوخه ، التي كان الراحل عبد العزيز محمد داود يرحمه الله يشدو بها في أمسيات الطرب الجميل في الزمن الجميل ، إلى جانب منظومة الغناء التي ما زالت تعيش في الذاكرة الجمعية للمتلقين ، عفوا يا جماعة الخير الشيء الذي يؤكد سلامة نية شعراء هذه النصوص يرحمهم الله وفي نفس الوقت عفوية الملتقي السوداني منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى تاريخه ، ان الاغاني التي وردت بها نصوص حسية لم تشكل أي هاجس أو إحساس بالإثارة لدى المتلقين وانما ظلت تعبر مثل غيمة رومانسية في الوجدان ولا حس ولا خبر ، من اقسي ما يقال انه في بداية هوجة الإنقاذ وإمساك بعض الصقور بتلابيب أجهزة الإعلام فإن نفوسهم المريضة ووسوست لهم بحجب قائمة طويلة من الاغاني الخالدة من جهازي الإذاعة والتلفزيون ، واقطع لساني الطويل والزفر من لغاليغو ان الصقور الذين قاموا بحجب تلك الأغنيات لم يسمعوا بها في حياتهم لأنهم منغلقون ، وانما جاء إيعاز توقيف تلك الاغاني وسجنها في الغرف الرطبة بواسطة كوادر كانت متابعة للمشهد الفني في السودان ، وهؤلاء الخفافيش معرفون بالأسماء ولو شئتم سوف اكشفهم واعريهم عدييييل كده ، المهم أقول ان تلك الكوادر الإعلامية وهي كانت لا تنتمي لإيديولوجية ناس الإنقاذ في تلك الايام قاموا بكتابة أسماء الاغاني التي يرون انها إباحية وقدموها في طبق خسيس كنفوسهم المريضة إلى الصقور الذين كانوا يتحكمون في سدة أجهزة الإعلام في تلك الايام ، وتلك الايام نداولها بين الناس ، المهم ابصم بالعشرة ان تلك الاغاني المحجوبة بفرمان الرعونة والانغلاق ليست في حاجة إلى بثها عبر أجهزة الإعلام الحكومي لأنها أصلا تعيش في الذائقة ولان شبكة المعلومات العالمية تنقلها للناس بضغطة زر واحدة ، لكن من أجل إغاظة الظلاميين ادعو محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة العامة للتلفزيون القومي ، والذي أحسبه رجلاً منفتحاً إلى إصدار قرار جمعي ينبع من ضمير الوعي السوداني لإعادة تلك الاغاني إلى قائمة البث في جهاز التلفزيون لأن الابداع أساسا لا يخضع للتأويل عبر نفوس مريضة لا تعرف غير الدسائس ، كما ادعو ابراهيم الصديق مدير القناة القومية وكلاً من معتصم فضل مدير عام الإذاعة القومية وصديقنا وزميل الدراسة عبد العظيم عوض والجميل حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق وحبيبنا الشفيع عبد العزيز مدير إدارة البرامج في صاحبتنا الجميلة النيل الأزرق إلى وضع الترتيبات لإطلاق سراح المسجونات ،أعطني حريتي أطلق يديا .