جولة: ثناء عابدين : صبري جبور : إنصاف العوض بدأ المواطنون الجنوبيون أمس في جنوب وشمال السودان الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير الجنوب، وسط إجراءات أمنية مشددة، وحضور كثيف للمراقبين الدوليين والمحليين. وأدلى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بصوته في مركز قرب ضريح مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق بجوبا، بحضور جورج كلوني نجم هوليود. ووصف ميارديت في كلمة له عقب إدلائه بصوته هذا اليوم بالتاريخي. وقال سلفاكير الذى انهمرت دموعه: إن أرواح أبناء الجنوب الذين قُتلوا في الحرب لم تذهب سدى، ودعا المصوتين إلى التحلي بالصبر إذا تأخرت عملية الاقتراع، وذكر أن حماية الشماليين وممتلكاتهم والأجانب وأفراد لجنة الاستفتاء في الجنوب من مسؤوليات قوات الأمن، كما يجب على قوات الأمن في شمال السودان حماية الجنوبيين هناك. أوباما يأمل في استفتاء هادئ: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن إجراء استفتاء هادئ ومنظم يمكن أن يضع السودان من جديد على طريق إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة، وأن إجراء استفتاء تسوده الفوضى سيؤدي إلى مزيد من العزلة. وأضاف أوباما في مقال افتتاحي امس لصحيفة (نيويورك تايمز)، أن العالم سيتابع الحكومة السودانية في الوقت الذي يبدأ فيه ملايين الجنوبيين الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تأريخي، وأن المجتمع الدولي مصمم على أن يكون التصويت منظماً ومن دون عنف. وقال (أكرر عرضي على زعماء السودان.. إذا أنجزتم تعهداتكم واخترتم السلام، فهناك طريق للعلاقات الطبيعية مع الولاياتالمتحدة بما في ذلك رفع العقوبات الاقتصادية وبدء عملية استبعاد السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وفقاً لقانون الولاياتالمتحدة). وأضاف(وعلى النقيض من ذلك فهؤلاء الذين يخرقون تعهداتهم الدولية سيواجهون مزيداً من الضغط والعزلة). وقال أوباما إنه (يجب السماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم دون ترهيب، ويجب على كل الأطراف الامتناع عن الاستفزاز ويجب عدم الضغط على مسؤولي الانتخابات ويجب على زعماء كل من الشمال والجنوب العمل معاً لمنع وقوع أعمال عنف). وأضاف أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في السودان دون إقامة سلام دائم في دارفور. إقبال متوسط فى الخرطوم: وشهدت مراكز التصويت البالغة «72» بولاية الخرطوم إقبالا متوسطاً من قبل الناخبين، ووقف د.عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم يرافقه د.مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني على بداية الاقتراع بعدد من المراكز فى محلية أمبده، وقال الوالي رغم برودة الطقس إلا أن الإقبال فى الساعات الأولى من الصباح يعتبر جيداً، خاصة وأن الناخبين اعتادوا الذهاب لمراكز التصويت فى المساء وفى الأيام الأخيرة، وأكد الوالي أن الولاية تعيش أفضل أيامها من حيث الأمن والطمأنينه ولا يوجد ما يدعو للقلق والبقاء فى المنازل، وطلب الوالي من المواطنين ممارسة حياتهم العادية أثناء فترة الاقتراع دون الالتفات للشائعات. وفى رده على سؤال حول اتهام البعض للمؤتمر الوطني بعرقلة التصويت قال الوالي ليس من العقل أو الحكمة أن يعيق المؤتمر الوطني شأناً دستورياً نصت عليه اتفاقية السلام الشامل، ولايوجد ما يدعو المؤتمر الوطني إلى عدم قبول نتائج الاستفتاء، ولا نزال نؤكد أن السودان وطن واحد يسع الجميع وأن الانفصال إذا وقع سيكون انفصالاً سياسياً، ولن يقع انفصال اجتماعي بين شعب واحد ظل متواصلاً لمئات السنين، وجدد الوالي التزامه السابق بأن الخرطوم لن تجبر أحداً على مغادرتها، فالخرطوم يعيش فيها أجانب من جنسيات مختلفة لسنوات عديدة. د.مشار يدلى بصوته فى بانتيو: ودشن د.رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب يرافقه تعبان دينق حاكم الولاية عملية الاقتراع أمس بمدينة بانتيو، وأكد مشار عقب الإدلاء بصوته على أهمية مشاركة جميع مواطني الولاية في عملية الاقتراع حتى يساهم كل مواطني الولاية في تقرير مصير الجنوب، الذي يمثل الخطوة الأخيرة لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل. ومن جانبه أكد تعبان دينق حاكم الولاية أن الأوضاع الأمنية بالولاية مستتبة وتحت السيطرة، مطالباً المواطنين عدم التخوف من أي انفلاتات أمنية أثناء توجههم إلى مراكز الاقتراع تمديد فترة الإقتراع حتي السادسة مساء: ووجه بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان بمد فترة الاقتراع للناخبين اعتباراً من اليوم، لتصبح الفترة من الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء بدلاً من الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساء، وقال عقب جولة تفقدية شملت عدداً من مراكز الاقتراع بولاية الخرطوم، وقف خلالها على سير الأداء ومعوقاته، خلال اليوم الأول للاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان للوحدة أو الإنفصال، إنه خلال الجولة اطمأن على سير عمليات الاقتراع. مشيراً إلى أنها تمضي بسهولة ويسر وأمن، وأوضح أن تقارير اللجان ومراكز الاستفتاء بجنوب وشمال السودان تؤكد أن الاقتراع بالمراكز بدأ في موعده المحدد أمس، وليس هناك مشاكل تذكر، لكنهم تلقوا ملاحظات بخصوص الزمن المحدد للاقتراع. واعتبر دينق ألور أن إجراء عملية استفتاء جنوب السودان انتصار للديمقراطية ولأفكار الزعيم الراحل د. جون قرنق وآخر استحقاقات اتفاقية السلام الشامل، وأوضح في تصريحات صحفية في جوبا مع بدء عملية التصويت للاستفتاء، أن هناك اتفاقيات وتفاهمات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فيما يختص بأوضاع المواطنين في الجنوب والشمال. مشيراً إلى أن المواطنين الجنوبيين في شمال السودان وفقاً لهذه التفاهمات سيكونون بمأمن، وكذلك مواطنو الشمال بالجنوب، والذين التزمت الحركة الشعبية بحمايتهم وحماية أملاكهم أثناء وبعد فترة الاستفتاء. استتباب الأمن بالجنوب: أكد الأستاذ برنابا بنجامين وزير الإعلام والبث بحكومة الجنوب استتباب الأوضاع الأمنية في جميع ولايات الجنوب عقب بدء عملية الاقتراع أمس، وأضاف في تصريحات صحفية بجوبا صباح اليوم أن مشاركة المراقبين يمثل نقطة في نجاح عملية الاستفتاء، وأن حكومة الجنوب تعمل بتعاون تام مع منظمات المجتمع المدني والمراقبين المحليين والدوليين من أجل إنجاح عملية الاستفتاء. وقال برنابا إن شجاعة شريكي نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ساهمت في إنجاح الاتفاقية بوصولها للبند الأخير وهو الإستفتاء، وتوقع سيادته أن يشهد الاقتراع إقبالاً كبيراً من مواطني الجنوب، من أجل تقرير مصيرهم. الشنبلى يتفقد: وتفقد يوسف أحمد نور الشنبلي والي النيل الأبيض عدداً من مراكز الاقتراع بمحليتي كوستى وربك، رافقه خلالها عدد من الوزراء ومعتمدي المحليات. واطمأن على سير عملية الاقتراع للاستفتاء في يومها الأول من النواحي الأمنية والإدارية، وأكد الوالي التزام حكومة الولاية بتهيئة المناخ المناسب لأبناء الولاياتالجنوبية لممارسة حقهم الدستوري الذي كفلته اتفاقية نيفاشا والإدلاء بآرائهم بكل حريه ونزاهة وشفافية، ووجه المعتمدين بتقديم كافة المساعدات التى تمكن الناخبين من الوصول لمراكز الاقتراع، وقال إننا نتوقع إقبالاً أكبر من الناخبين بخلاف ماكانت عليه فترة التسجيل. وبدأت عملية الاقتراع في «13» مركزاً بولاية النيل الأبيض، وتتفاوت نسبه الإقبال من مركز لآخر حسب إفادات رؤساء مراكز الاقتراع. ü جولة في المراكز: وكشفت الجولة التي قامت بها (آخر لحظة) لعدد من مراكز ولاية الخرطوم، والتي شملت كل من مركز مدرسة الموردة بنين ومركز سجن أم درمان للنساء، بالإضافة إلى مركز بحري القديمة بكوبر ودار السلام المغاربة بشرق النيل، كشفت الجولة بأن هناك إقبالاً ضعيفاً على مراكز الاقتراع، وربما يرجع السبب إلى أقلية عدد المواطنين الجنوبيينبالخرطوم. واستنطقت (آخر لحظة) عدداً كبيراً من المواطنين الجنوبيين الذين أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع، وأن أغلبهم صوتوا للانفصال، وأضافوا أن هذا اليوم بمثابة يوم تاريخي وعظيم بالنسبة لهم. وفي مركز الموردة قال محمد وقيع الله رئيس المركز إن عدد المستهدفين «206»، والذين أدلوا بأصواتهم «27» وأن الأمن مستتب والأمور ماشة، كما هو مرسوم لها، ولا توجد أي مشكلة لديهم حتى الآن، وكل الأمور اللوجستية والمعينات الخاصة بالعملية مكتملة تماماً، وقال وقيع الله إن المركز في الصباح شهد تدافعاً كبيراً وازدحاماً من قبل المواطنين، ويوجد مراقبون دوليون ومحليون، مشيراً إلى أن الصناديق محروسة من قبل اللجنة العليا. وفي السياق نفسه أكدت رائد شرطة معاش اعتماد محمد وداعة الله رئيس مركز سجن النساء بأم درمان أن الإقبال على الاقتراع ضعيف جداً، وأن العملية الأمنية عالية جداً، وأن هذا المركز يعتبر أكثر تأميناً، وقالت اعتماد إن العدد المستهدف في سجن النساء «187» وسجن الرجال «141». وأبانت أنه سوف يتم تقسيم الأسبوع إلى «4» أيام الأولى بسجن النساء وال«3» أيام الأخيرة بسجن الرجال. وتوقعت اكتمال العدد المستهدف قبل الفترة المحددة له. وأكد محمد موسى رئيس مركز بحري القديمة (كوبر) أن العدد المستهدف للمواطنين الجنوبيين في المركز «915»، والذين أدلوا بأصواتهم «90». ووصف الإقبال بالجيد، وقال إذا استمر بنفس هذه الوتيرة ستكون ليست هناك أي مشكلة في العملية. مشيراً إلى أنه وجدت مشكلة واحدة لشخص فقط بطاقة الاقتراع، ومنع من التصويت، وأبان أن الوضع مستقر والأمور ماشة كما مرسوم لها. وفي مركز سعد بن أبي وقاص - أكبر مراكز شرق النيل فإن العدد المستهدف فيه «1088»، والذين أدلوا بأصواتهم «15» فقط، والأوضاع الأمنية تسير بصورة طيبة وجيدة.