لا حديث لعالم هذه الأيام إلا عن إستفتاء جنوب السودان، ولا شغل للقنوات الفضائية الإخبارية ووكالات الأنباء إلا تغطية الحدث العالمي المهم، ومن خلال وقوفنا على تغطية هذه القنوات والوكالات يمكننا القول إن قناتنا السودانية (الشروق) هي الأولى بلا منافس، بمراسليها المنتشرين في كل مراكز الإقتراع، ونقلهم المباشر للأحداث وإستضافة المراقبين والمواطنين، وهو ما لم يتوفر لقنوات فضائية أخرى بقامة الجزيرة والعربية وحتي النيل المصرية، وعندما نذكر هذه القنوات الثلاث، فلأنها الأكثر إهتماماً بالحدث وافرادها لمساحات واسعة في برمجتها له، وللعدد الكبير لمراسليها. ليست هي المرة الأولي التي تتفرد فيها (الشروق)، فكثيراً ما كانت حاضرة في قلب الأحداث الكبيرة لدرجة أن القنوات الأخرى كانت تستعين بصورها وتجعل منها المصدر الرئيسي لأخبارها، وقطعاً هذا النجاح والتميز يفرح كل سوداني، ويدحض إتهام فشلنا كسودانيين في صناعة إعلام مؤثر، وعلى وجه الخصوص الإعلام الإخباري، بإعتبار أن إعلامنا فشل في مجاراة الحرب الإعلامية التي تعرضت لها بلادنا وما زالت تتعرض لها. نجاح(الشروق) في التغطيات الإخبارية يجعلها أمام تحدٍ آخر، ويتطلب منها نجاحاً موازياً في إبراز الوجه الحقيقي للسودان، والوقوف في وجه الإعلام الغربي والعربي المتآمر على السودان، وهي قادرة على ذلك بما تمتلكه من كل أدوات النجاح، فالشروق لا ينقصها شيء إلا الإستعانة ببعض الكوادر ذات العلم والخبرة في إعداد ذلك اللون من الأخبار والبرامج، فالإعلام أصبح سلاحاً تستخدمه الدول لتحقيق أجندتها الخاصة، بضرب من تشاء من دول أخرى، وليس تغطيات إخبارية أو برامج منوعات وسهرات فقط، فلولا الإعلام لما وصلت قضية دارفور لما وصلت إليه، حتي باتت القضية الأشهر في العالم، وسلاحاً أشهره الأعداء في وجه بلادنا الحبيبة، وأصبح كثيرون في العالم لا يعرفون عنا إلا دارفور، ونسوا أو تناسوا أن دارفور كانت من قبل الأشهر في كل أصقاع الدنيا بأنها بلد القرآن الكريم، وأنها من تقدم كسوة الكعبة، ولكن بفضل الإعلام استطاع الأعداء أن يغطوا ذلك التاريخ بغبار كثيف ويظهروا وجهاً آخر للإقليم لا يمت للحقيقة بصلة، لذلك نرى أن الشروق قادرة على نفض ذلك الغبار عن وجه التاريخ، وإظهار الوجه الحقيقي لبلادنا، والتصدي للأعداء بذات الإعلام. إن اختيارنا ل(الشروق) دون القنوات السودانية الأخرى فلخصوصيتها ولأن المطلوب هو واحد من الأهداف التي قامت من أجلها، فللفضائية السودانية قيود لا تتيح لها ما يتاح للشروق، وللشروق من إمكانات لا تتوفر لدى الفضائية الرسمية، وكلاهما له دور مشترك ودور خاص.