كشف د. عثمان أبوزيد المستشار الإعلامي لرابطة العالم الإسلامي والأمين العام الأسبق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، أن ضحايا العنف الأسري في بعض الدول أكبر من ضحايا حوادث السيارات، منتقداً استخدام كلمة (مكافحة) في التعامل مع ظواهر مثل الفقر، والمخدرات، والعنف، وغيرها، وقال من الأفضل والأكثر علمية استخدام كلمة(الحد من). وانتقد د. عثمان في منتدى حول وسائل الإعلام والعنف الأسري أقامته هيئة الأعمال الفكرية بالتعاون مع مركز إضافة للخدمات الصحفية، اهتمام وسائل الإعلام العربية والسودانية بالشأن السياسي على حساب الاهتمام بمشاكل المجتمع، مشيراً الى أن وسائل الإعلام تهتم بالأحداث، ولا تهتم بالقضايا والعمليات والاتجاهات، داعياً الى أن تؤطر وسائل الإعلام نفسها على البحث عن القضايا الحقيقية في المجتمع السوداني. ورأى أبوزيد أنه في كثير من الأحيان يبدو كأن بعض الصحف والإذاعات سيما إذاعات ال( أف أم) تعمل بعشوائية في برامجها ومادتها، مشيراً الى أن الإعلام الاجتماعي بحاجة الى عمل كبير فكري وتخطيطي، ليضطلع بدور محوري في المجتمع. وقال إننا في السودان بحاجة الى إعادة تعريف العنف بما يتناسب مع اهتماماتنا، مشيراً الى أن العنف الذي يبدأ مع الطفل في نشأته الأولى هو الذي يقوده الى مظاهر العنف لاحقاً. وقال إن حرمان المرأة والطفل من الاحتياجات العاطفية الأساسية من مظاهر العنف الأسري. وإن الأذى النفسي والإهمال للمرأة والطفل قد يكون أقسى عليهما من الضرب المباشر، وأضاف:(الرسول صلي الله عليه وسلم لم يستخدم يده للضرب أبداً في مجال التربية أو التعليم، ولم يضرب بيده قط إلا في الجهاد). من جهتها قالت تهاني وداعة من مركز الدراسات النسوية بجامعة افريقيا إن الضرب كوسيلة للتربية لايمكن الفكاك منها، ولابد من معالجات طويلة المدى في هذا المجال، مشيرة الى تناول كثير من وسائل الإعلام للجريمة لا يقوم على رؤية وتقديم حلول للحد من الجرائم. وقالت إن الاهتمام العربي والسوداني بالمسلسلات التركية جاء لأنها قدمت نموذجاً للتعامل الأسري الراقي، والحميمية في العلاقات الزوجية، وهو مفقود في هذه المجتمعات وقالت(نحن لم نقدم قدوة في العلاقات الزوجية من الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة