الأستاذ الجليل علي عثمان نائب رئيس الجمهورية لك التحايا والسلام.. نكتب لك ونأمل أن تجتاز كلماتنا هذه حوائط صد وأبواب موصدة، وجدر عازلة، كثيراً جداً ما استشهدت صريعة على شاهق حوائطها، فقد كتبنا لك مرات ومرات، تارة نشكو وتارة نعتب ومرات نشيد.. وأحيانا نهنئ وأحايين كثيرة نعرض وجهات نظرنا في كل أمر يهم الوطن، ولم نحصد غير الصد، بل لم نقبض غير الريح.. عندها تيقنا وتأكدنا أن حرفاً واحداً لم يتسلل ولو خفية اليكم، وصدقني إني وطيلة واحد وعشرين سنة وتزيد، لم أتلقَ دعوة واحدة لحضور أي مؤتمر صحفي أو مفاكرة أو تنوير قام به سيادتكم.. وطبعاً ويقيناً إني لم أحلم يوماً ولا في النوم أن أكون ضمن أي وفد صحفي مرافقاً لكم داخل الحدود أو خارج الحدود، هذا عشم يبدو ضعيفاً أمام عشم ابليس في الجنة.. وهنا دعني أؤكد لسيادتكم مع وافر التقدير أن حديثي هذا ليس دعوة مبطنة أو ضمنية لأي دعوة أو مرافقة أو حتى حضورلقاء صحفي أو تفاكري.. فأنا يا سيادة النائب لا أستجدي بل أني وتالله استحي أن أسأل رب العزة خالق الكون ثم.... طالعت واستمعت الى كلماتك المضيئة وأنت تخاطب الذين شملهم الاختيار للخدمة العامة من أبناء شعبي، أطربتني وأبهجتني وأسعدتني كلماتك وأنت تنصح هؤلاء الشباب أو الموظفين الجدد، أن يتبعوا سياسة الباب المفتوح، والتعامل برفق واحترام مع كل مواطن لا يلم بالقوانين واللوائح، والعمل الميداني، وزيارة الأرياف، وعدم الجلوس في المكاتب، ثم وأنت تحذرهم من أي شكل من أشكال الانحراف، والمحسوبية، أو الفساد أو أي كسب غير مشروع .. هنا نقول لك سيادة النائب إن هذه كلمات وضيئة ونصيحة مخلصة صادقة ونصوحة، هي منهاج نأمل أن يمشي على قدمين بين الناس، وخلال المجتمع، وداخل المكاتب، أو المشافي، أو المدارس، أو المزارع.. وجميل وبهيج أن يشب هؤلاء في ظلال الوظيفة أطهار البدن والأنفس والأرواح، ولكن سيدي أن هذه الكلمات أولى بها الكبار.. والكبار جداً من الذين يعاونونكم في حكم هذه البلاد.. هؤلاء الصغار أو الموظفون الجدد لاحول ولا قوة لهم.. لا ولن يصنعوا قراراً أبداً.. يحتاجون الى عقود وعقود حتى يصنعوا أي قرار.. لذا أتمنى مخلصاً أن تخاطب المسؤولين الكبار جداً بهذه الكلمات، بأننا نرى ونسمع ونعرف ونتأكد ونقسم ونبصم بالعشرة، أن كل كلماتك هذه يفعل عكسها تماماً من هم أجلَّ خطراً وأكثر خطورة وكلٌ في موقعه.. لا نعمم ولكن نقول لك وفي ثقة لايزعزعها ظن، وفي يقين لا يخلخله شك أن بعض معاونيكم وبعض مسؤوليكم، لا يتبعون سياسة الباب المفتوح.. ولا يتعاملون برفق واهتمام مع كل مواطن لا يلم بالقوانين واللوائح، ولا يقومون بالعمل الميداني حتى لا تشوي جلودهم شمس بلادنا المحرقة، لا يزورون الأرياف، بل هناك من هو مكتبه في الأرياف ولكنه لا يستطيع مبارحة أضواء الخرطوم، وترف الخرطوم، ورغد العيش في الخرطوم، ونواصل لنقول أن هناك من فرط جلوسه في المكاتب التي حذرت منها حتى ظننا أنه مسمر عليها أو على الكرسي بصواميل ومسامير فولاذية صلبة، ونأتي الى المهم والذي هو الخطرالذي يتهدد أي نظام، ويهدم أي بنيان، وهو تحذيرك من أشكال الانحراف والمحسوبية والفساد، وأي كسب غير مشروع، وهنا نقول إن ما حذرت منه هؤلاء الشباب يستشري كما الوباء في دهاليز وأركان بعض معاونيكم، وطالع سيدي أي باب من أبواب أسرار المدينة أو تنكر، أو أمشي بين المواطنين، أو أجعل لك عيناً أمينة، تقية، نقية، صادقة، مخلصة... من الأمناء الشرفاء الخلصاء الذين لا يأخذون الناس بالشبهات، ولكنهم حتماً يأتونك بمن هو متلبس بالجرم المشهود.. لك التحايا والتوفيق.