غداً السبت بحول الله وتوفيقه سيشهد إستاد ود مدني حدثاً تاريخياً فريداً من نوعه بعد أربعين عاماً من استضافته لإحدى مجموعات بطولة الأمم الأفريقية في السبعينيات، حيث تنطلق عصر غدٍ فعاليات بطولة الأمم الأفريقية للمحليين مجموعة ود مدني بلقاءين من نار. يجمع أولهما عملاقي القارة السمراء جنوب أفريقيا وغانا أو الأولاد، والنجوم السوداء كما يلقبان، وهو لقاء ساخن لا يحتاج منا بالتأكيد لتقديم أو شرح وتفصيل.. ويكفي أن نقول إنه يحمل في أحشائه كل عوامل الإثارة والمتعة والتشويق، أما اللقاء الثاني مساء فيجمع بين عمالقة زيمبابوي وفرسان النيجر، وهو الآخر لا يخلو من عوامل الإثارة ومتعة الكرة الأفريقية الشبيهة بنكهة الكاكاو والبن. غداً سادتي تستقبل أم المدائن افتتاح مباريات المجموعة بعد أن تعطرت وتجملت واكتحلت وارتدت ثوباً بهياً كعروس يوم زفافها، وحق لأهلها في المزاد وشندي فوق والحلة الجديدة أن يفرحوا، ولمواطنيها في دردق وجزيرة الفيل وحي المكي ومارنجان وحلة حسن أن يسعدوا، ولساكنيها في الدباغة والعشير والقسم الأول وبانت والدرجة أن ينبسطوا، ومن حق أهل الجزيرة عموما ًأن يرتشفوا كؤوس الفرح وهم يعايشون عن قرب أحداث هذه البطولة القارية التي تجري أحداثها في مدينتهم الحبيبة وعلى أرض إستادها الفخيم. - وحين يستمتع الجميع بعبق الكرة الأفريقية، عليهم أن يحمدوا الله كثيراً ويجزلوا الشكر لرجال وقفوا خلف هذه الإنجازات الضخمة التي تمت في إستاد ود مدني فأحالته إلى تحفة زاهية تسر الناظرين، وامتدت لتشمل ملاعب سيد الأتيام والرومان والأفيال. وفي مقدمة أولئك الرجال السيد عثمان الأمين أبوقناية وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة العليا، هذا الرجل الذي قاد سفينة الإنجاز بكفاءة عالية واقتدار وسط بحر متلاطم الأمواج والعوارض والحسد، إلا أنه استطاع بحكمة الربان الماهر الوصول لشواطيء الأمان، والرسو في مرافيء الإبداع.. ساعده على ذلك نائب نشط تحسبه والنجاح توأمين، وهو السيد علي النعيم، بالإضافة لكافة اللجان المساعدة التي عملت ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل لبناء صرح النجاح طوبة.. طوبة.. ومدماك مدماك حتى بلغ البنيان تمامه وتسلمته لجنة اللمسة الأخيرة التي يقودها الإداري المتفرد عبد المنعم عبد العال ورفيق دربه إسماعيل الكاروري وزملاؤهم الكرام.. فلهم جميعاً باقات من التحايا والثناء والتقدير.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. آخر السطور قال السيد عيسى حياتو رئيس الكاف عند زيارته التفقدية لود مدني: أنا جد مندهش لما أراه في هذه المدينة من إبهار، وحقيقة من رأى ليس كمن سمع، فقد سمعت قبل أسبوعين أن مدينة ود مدني غير جاهزة لاستقبال مجموعتها، بينما الذي نشاهده الآن بأعيننا يؤكد عكس ذلك، وأضاف حياتو: هذه أول مرة أزور فيها هذه المدينة المتفردة، ولكنني سمعت عنها عندما كنت طالباً في السبعينيات حينما استضافت بطولة الأمم الأفريقية. خلاص انتهى البيان يا بلاتر الحصاحيصا .. ودهشة حياتو قطعت لسان كل خطيب، فهل لازلت مصراً على نقل مجموعة مدني إلى مروي؟