طالب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار بنظام حكم راشد يحقق المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، وقال إن الحضارة الغربية مرت بثلاث ثورات سياسية رفعت الوصاية عن الشعوب وحررت إرادتها واقتصادية فجرت طاقات الإنتاج وفكرية حققت حرية البحث العلمي. وقال في خطبة الجمعة أمس بمسجد الهجرة بود نوباوي إن هناك عوامل كثيرة أسست للاستبداد في الشرق العربي الأمر الذي قاد المواطنين لرفض هذا الواقع والتطلع لعهد جديد، وأوضح أن الشارع السياسي في العالم العربي الذي انفجر والذي لم ينفجر يردد الآن شعارات تطالب بالحرية والكرامة والخبز وفرص العمل ونبذ الفساد والتأهيل وتقول إن إسقاط النظام هو السبيل إلى ذلك مبيناً أن القمع شل حركة القوى السياسية والنقابية المنظمة مما أدى لانفجارات قوية قد تطيح بالنظم وطالب القادة بضرورة التجاوب مع الشعارات بين الرؤى الإسلامية والعلمانية والاشتراكية والقومية وشدد على ضرورة إصلاح العلاقات الخارجية لتقوم على المصالح المشتركة بلا عداء ولا تبعية،وقال واعتبر ما يحدث في مصر بأنه حدث تاريخي سيكون له أثر مصيري ووجه نداءً للرئيس المصري محمد حسني مبارك وقال ما يحدث في الشارع المصري ليس بدعة لأن هناك عوامل كثيرة حركت الأشواق الشعبية لعهد جديد معالمه الحرية إزاء السلطة الوطنية والكرامة إزاء العلاقات الخارجية وتوفير المعيشة واحتواء العطالة ونبذ الفساد، وقال إن الجفوة التاريخية بين السودان ومصر مردها للسياسات الخاطئة وهي إلى زوال مع تصويب تلك السياسات، وزاد إن حضارتنا بل وجودنا يواجه تأزماً، وقال نحن ومصر في خندق واحد ولا مخرج إلا بموجب مشروع نهضوي جديد وأبان أن انتفاضة الشارع السياسي التونسي التي انطلقت بصورة عفوية سببها التراكم الذي سبقها وما كان لها أن تجد تجاوباً في كافة البلدان العربية لو لا تشابه الظروف. وطالب مبارك بموقف يلتف حوله الاجماع ويجنب البلاد الانفلات، وقال إن الحديث عن مصر عندما تتجاوز الأحداث الخطوط الحمراء التي تؤذن بتدمير وطن في قلب الأمة ليس شأناً داخلي.