وجه رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي نداء إلى الرئيس المصري حسني مبارك بتجنيب مصر الانفلات، واعتبر انتفاضة يناير الشعبية رافداً قيادياً في حركة التطلع لعهدٍ عربيٍ جديد، لا بد أن تقوم فيه مصر بالدور الرائد الذي يؤهلها له حجمها المعنوي والمادي. وقال المهدي في خطبة الجمعة أمس لمبارك: «منذ يوم الثلاثاء الماضي اندلعت أعمال عنف لا تحمد عقباها، في يدك أنت أن تسترد زمام المبادرة بموقف يلتف حوله الإجماع، يجنب البلاد الانفلات ويفضي إلى موقف مجمع عليه». وأضاف بالقول: «الشكليون ربما قالوا لماذا تتدخل في شأنٍ مصريٍّ داخلي؟ الشأن المصري ليس داخلياً عندما أرى تجاوز الخطوط الحمراء التي تؤذن بتدمير وطنٍ في قلبِ الأمّة. وفي هذا الظرف التاريخي إن سرعة التحرك تصنع سرعة الاستجابة، وتجر مصر الحبيبة من طرف الهاوية، وستكون أنت من مهندسي العهد الجديد». وأشار المهدي إلى أن السودان مر بانتفاضتين تعامل معهما بأسلوبين مختلفين، عند العام 1964م عندما تحرك الشارع مطالباً بالتغيير أقدم الفريق إبراهيم عبود على النزول على رغبة الجماهير، واستحق العفو العام. وفي عام 1985م عندما تحرك الشارع مطالباً بالتغيير أقدمت القوات المسلحة على خلع السيد جعفر نميري واستجابت لمطلب الشعب، بحسب عبارات المهدي الذي قال في ندائه إلى الرئيس المصري: «حركة الشارع المصري ليست بدعاً، فعوامل كثيرة حركت الأشواق الشعبية لعهد عربي جديد معالمه الحرية إزاء السلطة الوطنية، والكرامة إزاء العلاقة الخارجية، وتوفير سبل المعيشة خبزاً واحتواءً للبطالة ونبذاً للفساد». وأضاف: «لم أفوت أية دعوةٍ من الحزب الوطني لمؤتمراته، وفي كل مرةٍ أجتمع ببعض قادته وأنبه إلى الفجوة بين الصورة التي يرسمونها والواقع وضرورة تجسير تلك الفجوة. كنت ولا زلت أقول في كافة الأوساط المصرية والسودانية إن الجفوة التاريخية التي صنعت الفرقة بين مصر والسودان متعلقة بسياساتٍ خاطئة وهي إلى زوال مع تصويب تلك السياسات». ويرى رئيس حزب الأمة القومي أن حضارتنا بل وجودنا كله – والحديث للمهدي - يواجه تأزماً فيه نحن ومصر وغيرنا في خندق واحد ولا مخرج منه إلا بموجب مشروعٍ نهضوي جديد، ملامحه معادلةٌ كسبيةٌ بين التأصيل والتحديث، الحوكمة الراشدة التي تقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، التنمية في معادلة النمو والعدل الاجتماعي، العلاقات الخارجية المؤسسة على الندية بلا تبعيةٍ ولا عداءٍ بالإضافة إلى السلام المؤسس على العدل.