في الجولة الثانية من بطولة أمم افريقيا (شان) بالسودان 2011 وضمن مباريات مجموعة الخرطوم حقق السودان فوزاً غالياً على يوغندا بهدف مدثر الطيب (كاريكا) في شوط اللعب الأول رافعا رصيده ل(6) نقاط وهدفين نظيفين متأهلا بهما للدور ثمن النهائي (دور الثمانية) بصرف النظر عن اللقاء الأخير أمام الأشقاء الخضر جاءت المباراة في مستواها الفني العام قوية ممتعة ومثيرة من الطرفين حيث لعب السودان أفضل بكثير من مباراة الغابون وتميز بأسلوب اللعب الجماعي والاستحواذ على الكرة بصورة أفضل من المباراة السابقة وترابطت خطوطه أكثر مما كان وسكب اللاعبون العرق بغزارة أمام ند شرس يتميز باللياقة البدنية (الفطرية) العالية والتفاهم والانسجام وأظهر بريقه تماماً. تبادل السودان ويوغندا الهجمات حيث سدد كاريكا وبكري المدينة وهيثم في المرمى اليوغندي ولكنها ضاعت بيقظة دفاع يوغندا خاصة قلب الدفاع المتأخر وظهيري الجنب وحارس المرمى حمزة كما سدد لاعبو يوغندا على مرمى بهاء الدين الذي واصل التألق في إفساد هجمات المنافس ولعب بمسؤولية وجدية وتخلّص من كثير من عيوبه السابقة (برافو بهاء) ولعب عدد كبير من لاعبي السودان بمستوى مغاير من لقاءالغابون وفاجأوا الجميع بأداء رائع خاصة بهاء وسفاري وسيف مساوي ومصعب عمر وأمامهم خط الوسط بأكمله هيثم مصطفى الذي أمسك بعصا المايسترو وعزف أحلى الأنغام ومرر الكثير من الكرات المقشرة للمهاجمين (مدثر كاريكا ومهند الذي أهدر أغلى فرصة في المباراة عندما وجد نفسه منفرداً تماماً بحارس المرمى اليوغندي بدلاً من ارسال الكرة لحظة خروجه فضل المراوغة لتضيع الفرصة بدخول قلب الدفاع في الوقت المناسب وتشتيت الكرة. لم تكن لياقة لاعبي السودان هابطة إنما لياقة لاعبي يوغندا الفطرية هي التي صعبت المهمة وهناك فارق كبير بين اللياقة الفطرية واللياقة المكتسبة من المران. هدف المباراة الذي أحرزه كاريكا جاء من لعبة ذكية وخادعة للدفاع اليوغندي وحارس المرمى عندما سدد كاريكا بعقل قبل رد الفعل والاستجابة لدفاع وحارس مرمى يوغندا حمزة مستعملاً عقله قبل قدمه ورأسه ولعب السودان بعدة تشكيلات ما بين التنظيمين الفنيين (4/4/2) ومشتقات عدة وكان التنفيذ جيداً طيلة الشوطين مبروك للسودان وهاردلك يوغندا التي ودعت البطولة رغم قوة منتخبها. { لاعبو السودان بعيون فنية اليوم من خلال هذا التحليل الفني لمباراة السودان ويوغندا نستعرض معكم تقييماً سريعاً لتشكيلة السودان: حراسة المرمى: بهاء الدين محمد عبد الله واصل التألق وأجاد قفل الزوايا مع حضور ذهني عال وفدائية ورجولة متناهية. { خط الدفاع: طرفي الملعب يمين وشمال قلق/مصعب/خليفة قام مصعب بدوره الهجومي والدفاعي على أكمل وجه ولو وجد المساندة من لاعبي خط الوسط لقدم أفضل مما قدمه -خليفة لعب في حدود إمكانياته ولديه أفضل من ذلك ويحتاج للتركيز مع الروح القتالية العالية- بدر الدين الدود (قلق) نفسياً ربما يفضل هو اللعب في وسط الملعب وجهوده مقدرة- في قلب الدفاع سفاري ومساوي أفضل قلبي دفاع في السودان في الوقت الراهن لعبا بوعي وعقل وتركيز- سفاري استعاد توازنه بينما يعتبر سيف مساوي من وجهة نظري نجم الموسم الكروي في السودان لثباته وفدائيته وروحه العالية في كل المباريات التي لعبها مع المنتخب وناديه خاصة في المباريات الدولية { خط الوسط: عمر بخيت وعلاء الدين يوسف والشغيل وهيثم مصطفى وبشة ومهند الثلاثة الأوائل يلعبون بنزعة دفاعية أكثر من النزعة الهجومية وعليهما باكتساب الثقة بالتقدم للأمام للمشاركة في الهجوم حيث لديهم القدرة على التسجيل بالرأس والتسديد من خارج المنطقة- أما هيثم مصطفى فهو قيثارة الكرة السودانية وفنانها الملهم والعقل المدبر وتمريراته الذهبية وتحركاته أهم سماته ولو اكتسب اللياقة العالية لعاد أكثر فعالية وايجابية وبشة ومهند يشتركان في مزايا كثيرة ويمكن لهما تقديم أكثر من ذلك لو رغبا في ذلك. {خط الهجوم: مدثر كاريكا هو هداف السودان القادم والذي يجيد خطف الأهداف وهو شبيه بالهدافين الكبار في الكرة السودانية على قاقارين/علي سعيد/ الباقر عبد الرازق/السر عبد الرحمن/ماجد عثمان/ أبواسكندر/جولط أما بكري عبد القادر فمجهوداته في التحرك الأمامي والسرعة عالية ولكن يحتاج للثقة في التسديد على المرمى وأن يتعاون أكثر مع زملائه وله مستقبل طيّب { الجهاز الفني الوطني: أما الجهاز الفني الوطني المكون من محمد عبد الله مازدا المدير الفني والمساعدين اسماعيل عطا المنان ومبروك سليمان ومدرب اللياقة د. عوض يس ومدرب حراس المرمى ياسر كحيك والخبير هشام السليني فهم يستحقون الدرجة الكاملة عشرة على عشرة في قيادة المباراة. { حراس مرمى مميزين في البطولة النقطة الإيجابية الملفتة للنظر منذ أول وهلة في البطولة في كل المجموعات بالخرطوم - ود مدني وبورتسودان تميز حراس المرمى خاصة في كوت ديفوار والكاميرون والغابون إضافة للسودان ممثلا في حارسه بهاء الدين ونقطة الضعف الواضحة في قلبي الدفاع في معظم المنتخبات إضافة لاهدار الفرص السهلة مثال فرصة مهند الطاهر.