المتتبع والقارئ للساحة السياسية في السودان هذه الأيام.. يتعجب أيما عجب: عما يقوله ويصرح به (قادة المعارضة) في هذا البلد الشاسع المترامي الأطراف، ففي كل يوم تكون عناوين ومانشيتات الصحف كالآتي: (قائد الحزب الفلاني) ينادي بضرورة (إسقاط النظام)! و(قائد الحزب العلاني) يقول إسقاط النظام أوا السياسة وثالث:(ينادي بذهاب الحكومة وتطبيق الديمقراطية)!! هذه(التصريحات) تجعلك ترفع حاجب الدهشة وتتحير أيما حيرة فيما آلت ووصلت إليه الأوضاع (السياسية) في السودان: من تردٍ وتراجعٍ كبير خاصة من جانب أحزاب المعارضة!! فمن المعروف لكل قاصي وداني.. أن لكل حزب حاكم وحكومة سياسية في أي بلد في العالم سلبياتها وإيجابياتها، ولكن إن عدنا إلى(أحزابنا السياسية) في السودان الآن: نجد أن هذه (الأحزاب لا تنظر إلى إيجابيات الإنقاذ) والتي لا تحصى ولا تعد، بل تنظر إلى سلبياتها البسيطة بعين الساخط الرافض، الذي ينظر بمنظار (العداء السافر) انطلاقاً من مصالحها الذاتية، ومغانمها الشخصية، وأجندتها النفعية.. بدلاً عن المصالح الوطنية والولاء ل(الوطن) وترابه الغالي، الذي أوصانا عليه أجدادنا القدماء.. بضرورة الحفاظ عليه فهو- أي هذا الوطن- أمانة في أعناقنا.. وترابه كنز لنا جميعاً يجب أن لا نضيعه، بل نحافظ عليه.. ونجعل هذا (الوطن) كأحسن ما تكون الأوطان... آمناً ومطمئناً ورمزاً للمحبة والسلام والإخاء والمودة هذه الأحزاب- أي أحزاب المعارضة- التي تدعي (الديمقراطية والحرية) هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية، وكذلك عن الحرية عجب والله.. أن تقول هذه الأحزاب بضرورة تطبيق مبدأ الديمقراطية والحرية!! هذه الأحزاب(الطائفية) تطبق الديكتاتورية في داخل أروقتها الحزبية، وتنادي بالديمقراطية في خارجها!! هل الحزب الذي يتكون من (أسرة واحدة) يمكن أن يكون ديمقراطياً أو ينادي بالحرية والديمقراطية؟!! إننا حقاً في السودان نقر بالتعددية الحزبية والسياسية ونرفض الأحادية الحزبية.. ولكن لا يمكن لأي(حزب) أياً كان هذا الحزب أن يحكم(السودان) بدون أن يكون لديه.. برنامج وطني طموح، أو رؤية سياسية للحكم، أو أطروحات مقنعة، أو أفكار سياسية حقيقية تجعل الشعب ينساق لها ويقتنع بها، الحقيقة أن أحزابنا (السياسية) في السودان قد ضلت الطريق.. ودخلت للسياسة عن طريق باب (الخروج) وعن طريق (النافذة) لا الباب!! وتضحك بل وتكاد تنفجر من الضحك عندما تسمع بأن الحزب (الهلامي) الفلاني والذي لا تتجاوز عضويته الحزبية المائة (عضو) وينادي هذا (الحزب) الذي ليس له وجود على أرض الواقع بسقوط النظام!! بل وينادي الأحزاب (الصغيرة) الأخرى، بأن تتعاون وحتى مع (الشيطان) نفسه إن دعت الضرورة لاسقاط النظام!! عجيب والله!! هذه الأحزاب.. (كأن لها آلة أو ماكينة لصناعة الخوف والقلق وبث الرعب وسط المواطنين) ففي كل يوم نسمع بأن رئيس الحزب (الفلاني) يتوقع: (انهيار السودان قريباً).. وثاني يقول: (بأن الجنوب والشمال سيدخلان في حرب أخرى).. وثالث يقول: (إن مستقبل السودان في ظل الإنقاذ سيكون مظلماً) هذه الترهات وهذا الهراء (non sense) المراد منهما.. إعطاء المواطن انطباعاً عاماً على أن الوضع خطير جداً ومأزوم!!... سادتي.. أن أحزابنا المعارضة لا تريد لنا الاستقرار ولا التقدم بل تريد أن ترى هذا الوطن يحترق.. ولا همَّ لها سوى.. بث الإشاعات ونشر الأكاذيب والكراهية وسط الشعب!! ونظرتها (السياسية) الضيقة لا تتعدى (كرسي الحكم) وباحة القصر!! إذا كانت (المعارضة) تدعي بأن (الإنقاذ) انقلبت على الديمقراطية.. فإننا نتوجه بسؤال يجب على المعارضة أن تجيب عليه وبصراحة ووضوح!! أيهما أفضل الوضع قبل (الإنقاذ) أم بعدها.. وللحقيقة والتاريخ أن (الإنقاذ) حين جاءت إلى سدة الحكم في عام 1989م لم تجد شيئاً في السودان! بل وجدت أمناً متردياً.. اقتصاداً منهاراً وتعليم ضعيفاً.. أما الآن في عهد (الإنقاذ) تجد كل شيء آمن و(الإنقاذ) التي تنسج حولها (المعارضة) الأكاذيب، هي التي أخرجت (البترول)، وشيدت الكباري والسدود، ووفرت (التعليم)، وأقامت الجامعات حتى في الولايات وليس (الخرطوم) فقط، كما يعلمون إن الإنقاذ في (الانتخابات) الماضية فازت بثقة (الشعب) في انتخابات شهد كل العالم على نزاهتها، بما يؤكد مكانها في نفوس المواطنين والشعب، ولكن هذا لا يمنعنا أن نقول: يجب على (الإنقاذ) أن تقف مع المواطن الذي وقف معها.. ويجب أن تلتفت لكل قضاياه وأن تعطي كل ذي حق حقه، نتمنى من الله العزيز الكريم أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وأن يكون هذا (الوطن) وأهله بمنأى عن الحروب والمشاكل بكل أنواعها.. وأن يظل السودان مستقراً وآمناً ومزدهراً.. وأن تظل كل أجزائه لنا (وطن).. وكل أجزائه تنعم بالخير والنعم والعيش الوفير.