ظللنا نتابع ما يجري ويحدث في ليبيا الشقيقة منذ أن اندلعت ثورة الشعب (الحقيقية) في شرق البلاد، لتصبح شرارة مقدسة تمتد لتشعل نيران الثورة في بقية أرجاء هذا البلد العظيم منذ السابع عشر من فبراير الجاري. كسر أشقاؤنا الليبيون حواجز الخوف والقهر والصمت، وتجاوزوها إلى طريق الثوار الأبطال.. إلى طريق البطل الليبي العظيم الشهيد عمر المختار، الذي لم يتأخر لحظة في تلبية نداء الوطن. ظللنا في السودان نعاني منذ اعتلاء معمر القذافي سدة الحكم في بلاده عبر انقلاب عسكري في أول سبتمبر من العام 1969م... ظللنا نعاني من أذاه الذي إمتد إلى داخل بلادنا بضرب الإذاعة السودانية، ثم تغذيته لكثير من الحركات المتمردة والمسلحة، ودوره المباشر في (صناعة) الحركة الشعبية لتحرير السودان، ودعمه لقائدها العقيد جون قرنق سعياً وراء ثأراته الشخصية من الرئيس الراحل نميري، وسعياً وراء تحقيق أحلامه المريضة، إلى أن كبرت الدائرة واتسعت وقويت بالمال والعتاد والرجال، حتى تحقق حلم العقيد المريض في تفتيت السودان وتقسيمه الى أكثر من دولة.. وعمل على التأسيس لتمرد جديد في دارفور، غذى حركاته وقدم لها المال والسلاح وسيارات الدفع الرباعي، وأخذ يعيث فساداً جنوب الصحراء، ليمتد أذاه إلى السودان وتشاد وغيرهما من الأقطار الأفريقية، بعد أن وصل أذاه و(طولة لسانه) إلى ملوك وإمراء ورؤساء الدول العربية التي تبنى أمر وحدتها دون تفويض من أحد، إلى أن سقط المشروع الذي لم يتجاوب معه أحد، لأن الذي يقف على رأسه كان مريضاً بداء العظمة، ويعيش أحلام اليقظة في حكم كل العالم. لن يكون أسعد من الشعب الليبي عند سقوط نظام الطاغية إلا الشعب السوداني، الذي عانى ما عانى وتأخر كثيراً بسبب تدخلات العقيد المريض الحالم بائع الشعارات البراقة الزائفة في أسواق الصدق والأمانة. لذلك ندعو اليوم أبناء شعبنا وأئمة المساجد أن يدعو الله في هذا اليوم المبارك من على المنابر في المساجد والطرقات، أن يخلص الله أشقاءنا الليبيين من حكم هذا الباطش الجبار قاتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأن يجد القذافي جزاء من يُقام عليه حد الحرابة. وندعو شعبنا العظيم أن يساند أشقاءه في ليبيا بالخروج إلى الشوارع اليوم بعد صلاة الجمعة، ليؤكدوا لهم وللعالم أجمع أن شعب السودان المؤمن بحق الشعوب في العيش الكريم يقف مع اختيارات الشعب الليبي ورفضه لحكم الطاغية المتجبر، وحتى يعرف العالم أن هذا هو موقف السودانيين الحقيقي وليس ما راج في الفضائيات من أن بعض السودانيين كانوا ضمن كتائب المرتزقة التي أعملت سلاحها ورصاصها في صدور أبناء ليبيا الشقيقة.. دعونا نثبت للعالم أن أولئك المرتزقة الذين يشكلون قوات حركات التمرد لا يمثلون إلا أنفسهم وحركاتهم، ولا يمثلون أبناء دارفور، ولا يمثلون الشعب السوداني الذي سيكون أسعد شعوب الأرض قاطبة بعد شعب ليبيا بعد أن يتهاوى الصنم. اللهم أزله وامنح نصرك لأبناء ليبيا الحرة، وبارك لهم في ثورتهم لأنهم لا يشركون بك أحداً.. اللهم الحق القذافي بمن سبقوه من طغاة الأرض وحكامها الفاسدين، ولا تمكنه من أبناء ليبيا الأطهار الأنقياء. آمين .. .. وجمعة مباركة .