ü د. عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة الإتحادي قال في حوار صحفي أجرى معه إن الذين يهاجمونه في الصحف هم أصحاب أغراض وأنه يعرف ما وراءهم وهم يعرفون وهكذا ظل المتعافي يتعامل مع الصحافة منذ أن كان والياً على الخرطوم حيث كان يندر أن نطالع حواراً صحفياً معه فالرجل ظل حريصاً على أن يكون بعيداً عن الإعلام والإعلاميين بما يشبه حالة القطيعة وقد عانت الأجهزة الإعلامية التابعة لولايته من إذاعة وتلفزيون في عهده معاناة شديدة بحكم أنه من الذين يرون أن الصرف يجب أن يكون على ما يستحق ومن هنا تدهور تلفزيون ولايته الذي كان ينافس التلفزيون القومي في جماهيرته في الخرطوم وتضاءل دور اذاعته وظل اهتمام المتعافي بالأسفار أكثر من اهتمامه بمشكلات كثيرة في ولايته من بينها الإعلام والثقافة والرياضة وغيرها.. وعندما نقل لوزارة الزراعة في مرحلة مهمة للزراعة وفي وقت برزت فيه مؤشرات الانفصال قلت إن من اخطاء الانقاذ أنها تهتم بالتنقلات دون الاهتمام بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وقد اثبتت الأيام صدق ما قلت فالآن سنبكي على الزراعة التي اهملناها وعلى البترول الذي قدمناه عليها باعتمادنا على موارد ناضبة بدلاً من موارد متجددة.. ولا أحد يمكن أن يقول إن المتعافي استطاع أن ينقذ الزراعة في عهده في ظل انبهاره بالخارج أكثر من انبهاره بقدرات أهل السودان التي لو وجدت من يجلس معها لحدثت الانطلاقة.. فعفواً أخي المتعافي فإن من ينتقدونك لا ينطلقون من غير مصلحة البلاد.. ولو كنت مكانك لما تحدثت عن من ينتقدوني بهذا الشكل ولسارعت بتقديم استقالتي قبل يونيو واخليت خانتي للاعب يعرف كيف يحدث الحراك الزراعي في ملاعب الحقول المختلفة.. افعلها يا سيادة الدكتور فهي العلاج الناجع لوزارة الزراعة التي عندما كتبت عنها قبل مدة جاءني رجل وقور الشكل مهذب العبارات تبدو على وجه الحسرة على ما آل إليه حال الزراعة في عهد المتعافي وبعد أن عرفني بأنه يعمل بإحدى إدارات وزارة الزراعة المهمة أخذ يحدثني عن السياسات المتبعة داخل الوزارة مطالباً بأن نلفت نظر المتعافي إلى أهمية أن يأتي بروشتة جديدة.. روشتة يستصحب فيها جميع أهل الشأن في احترام لكل رأي.. ثم ذهب ورأيت أن أصبر ولا أكتب كل ما أورده لتمضي الأيام وتؤكد أن المتعافي لم يأت بجديد لوزارة الزراعة بل كان مجيئه في توقيته خصماً على الزراعة بدلاً من أن يكون إضافة ولا أدري أيهما يسبق الآخر.. استقالة المتعافي قبل يونيو المرتقب أم اقالته غصباً عن الحكومة التي ستضطر إلى تقديم الزراعة في الأولويات بعد فقدانها لكثير من موارد البترول؟ أنه سؤال بريء جداً. عودة سودانير كثير من القرارات تتم في غمرة حماس الدولة للمسميات فعندما اختارت الدولة الخصخصة لجأت في ظل «الهوجة» نحوها إلى بيع كثير من المؤسسات والدخول في شراكات في أخرى ومن بين ما فقدناه كانت الناقل الوطني سودانير.. فقد بعنا ناقلنا الوطني.. بعناه ليتراجع خطوات بدلاً من أن يتقدم لنجد انفسنا بعد سنوات مضطرين للإعلان عن عودته للحكومة مثله مثل البنك العقاري الذي بيع للقطاع الخاص الأجنبي ليتفاجأ حتى المتعاملين بالتدهور السريع الذي أصاب البنك حيث كان المتعامل بعد الخصخصة يودع ماله الصبح في البنك ويأتي منتصف النهار ليفاجأ بأن البنك ليس فيه رصيد يصرف منه.. ثم ظل البنك يعاني من الخروج من المقاصة حتى وجد البنك المركزي نفسه مضطراً للتدخل وإعادة البنك بنسبة 66% للحكومة لينطلق بعد ذلك بعد أن اضعنا زمناً طويلاً في التجربة. وهم للقذافي!! لا أدري هل هي حالة شاذة حالة القذافي الذي يشاهد حتى المقربين منه ينسلخون عنه ويرى الجماهير تهتف ضده وتحرر المدن من قبضته ولكنه يقول لأجهزة الرعلام التي تشاهد وتعيش الأحداث إن الشعب يحبني وسيموت من أجلي.. إنها حالة غريبة صاحبها يحتج لتخلي الغرب عنه وكأنه لم يفعل شيئاً وكان عمليات القتل التي يقوم بها ليست شيئاً عنده لايمانه بأن من لا يحبه غير جدير بالحياة!! نقد إلى الأبد طالعت الحوار الذي أُجرى مع الأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي الذي يريد أن يبقى على رأس الحزب إلى الأبد بينما يريد مِنْ مَنْ حوله من كيانات أخرى أن تتغير.. يريد أن تتغير الحكومة والمؤسسات إلا هو فالذي قاله في الحوار والذي ظل يكرره ولا جديد للرجل الذي شاخ مع حزبه العجوز ويصر كما قال على أهمية بقاء القيادات القديمة جداً على رئاسة الأحزاب في مواقعها يشكل حالة جنون ايضاً على السلطة داخل الأحزاب التي يريدها قادة أحزابنا أن تكون لهم من المهد إلى اللحد وان كانت ثورات التغيير تقول إن دور الشباب قد جاء ليتنحى الإمام الصادق والدكتور الترابي ومولانا الميرغني والسيد نقد.. نقول قد جاء الدور ليتنحوا جميعاً.. إلى مواقع المرجعيات عند الحاجة لإفساح المجال لقيادات جديدة إلا أن الكنكشة قد تستدعي الشباب إلى ثورات يتم التحريض لها عبر الفيس بوك لغياب الديمقراطية داخل الأحزاب.