بينما كان راصد «بيت الأسرار» يمني نفسه بنومة عميقة بعد أن أضناه التعب والبحث عن الأخبار الصحافية، قرر الذهاب لمنزله، وخرج من مباني الصحيفة واتجه جنوباً ولم يقطع بعد المبنى الكبير «قيد التشييد»، حتى سمع أصواتاً عالية وضاحكة، فنظر إلى أعلى حيث مصدر الصوت، فوقف ورق سمعه، فنمت إليه تبريكات في مكاتب الصحيفة وسمع أحدهم يقول (الجريدة) نورت يا (أبو عفان).. وسرح بخياله وتذكر أن إدارة الصحيفة كانت لديها ثلاثة خيارات، إلا أنها رجحت في النهاية الرئيس الذي كان قد جلس على كرسي رئيس تحرير إحدى الصحف الإنجليزية . تهديد بالنقل أرخى الراصد أذنيه داخل الهيئة التي امتدت إليها اليد الطويلة قبل أيام ودمجتها مع هيئة أخرى تمت لها بصلة الجوار والرضاعة، داخل المكتب سمع الراصد الذم الذي لا يشبه المدح، فالموظف «الغلبان» يتلقى تهديدات واضحة بنقله من موقعه لآخر، والسبب ما يردده البعض بأنه جهر بالصوت العالي وفي حضور المسؤول الكبير بالأمور التي لا يجب أن تقال في الهواء الطلق أو في الحديقة الأنيقة الصغيرة، الموظف يملك الكثير الذي سيقوله في حالة تم نقله تعسفياً.