المبدعون بمختلف مجالاتهم هم قادة الشعوب وسفراؤها و تتم معاملتهم بصورة خاصة جداً وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة التي تغنيهم عن السؤال فهذا حقهم على الشعوب بحجم إبداعهم وعطائهم الثر الممتد.. ولكن من يشعر بهم في هذا الوطن الكبير الممتد على طوله وعرضه بآلامهم وأوجاعهم بعد أن غررت بهم الأيام وفتح لهم الإهمال ذراعيه واحتضنهم طويلاً، بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن ونشروا إبداعهم فيه واستفادت منه الأجيال، ولكنهم لا يجدون أدنى مقومات الحياة الكريمة التي تغنيهم عن مغبة السؤال، فهل هناك إذلال من وقوفهم على أبواب الوزراء لتسهيل ضغوط الحياة؟.. أما كان الأجدر للوزراء المعنيين البحث عن المبدعين والوصول إليهم في أماكنهم والوقوف بجانبهم ورفع ضنك المعيشة عليهم؟.. أم هذه أصبحت قاعدة حملت اسم رعاية المبدعين بعد إذلالهم؟.. وإذا كانت كذلك.. حما الله هذا الوطن الملئ بآلام وأوجاع المبدعين.. والمهم في الأمر ألم يتعلموا من السيد رئيس نائب رئيس الجمهورية الشيخ علي عثمان محمد طه راعي المبدعين.. وهذه شهادة حق فليست لي أي صلة به من قريب أو بعيد، ولكن تقربت إليه بعد التصاقي بعدد من المبدعين، واتضح لي جلياً الدور العظيم والمقدر الذي يقوم به تجاههم بزياراته لهم في منازلهم وتخفيف مصاعب الحياة عليهم بعيداً عن أعين الإعلام لإيمانه بدورهم وحقهم على الدولة، فلماذا لا ينعكس هذا الإحساس الكبير بالمسؤولية على بقية الوزارات خاصة المعنية منها، رغم أننا لا نغفل الدور المقدر الذي قام به وزير الثقافة الاتحادية الأستاذ السموأل خلف الله منذ توليه زمام هذه الوزارة ولكنه ليس بالقدر الكافي ولا يسد رمقهم، فنحن نأمل منه تكوين لجان لحصر المبدعين الحقيقيين وتكريمهم بالصورة المثلى التي تليق بهم وإغلاق صندوق دعم ورعاية المبدعين الغائب الحاضر.. فقد سألنا عنه كثيراً ولم نجد له أي أثر سوى «يافطة» معلقة رغم أنه معني بالاهتمام بالمبدعين من مذلة السؤال، ولكن غاب عنهم ولم يقدم الدور المنوط به، وأصبح اسماً شكلياً فقط لا نعلم عنه شيئاً، فكل حجة إدارته أن الدولة لم توفر لهم إمكانيات لإدارته رغم أن عمره وصل إلى ثلاثة عشر عاماً؟ أليس الأجدر يا سعادة نائب الرئيس، وأنت راعي المبدعين، التطرق لأمر هذا الصندوق الذي يئسنا منه وسئمنا من الكتابة عنه وعشمنا أن يُعالج أمره إن لم تكن له ميزانية مخصصة؟ أما إن كان العكس فيجب تشكيل مجلس إدارة جديد له يعرف المبدعين جيداً بعيداً عن أشباههم وهذا هو الحل الأمثل، لأن مجلسه الحالي لم يوفق حتى اليوم في المساهمة بالاهتمام بالمبدعين حقاً.. ولن نكف عن فتح ملف هذا الصندوق وسنواصل فيه كحال المسلسلات المكسيكية حتى تنظر الدولة في أمره وتصل أصوات المبدعين إليهم والتي تقول بحسرة «صندوق الخير لاخير فيه».. وما زال العشم يحدونا وكلنا نأمل أن تجد مناشدتنا من راعي المبدعين الشيخ علي عثمان محمد طه النظر فيها.. وهو قطعاً لا يخيب رجاءنا.