اتصل عليّ السيد نور الدين المازني، مدير إعلام الاتحاد الإفريقي، مساء أمس الأول، بعد أن كنت قد أجريت إتصالاً عليه في رقم هاتفه لم يرد عليه في حينه.. لكنه عاد واتصل مشيراً إلى أنه كان في اجتماع بالقاهرة. إذن المازني غير موجود في أديس أبابا، ومعنى هذا أن هناك أعمالاً إضطرته إلى مغادرة العاصمة الإثيوبية التي تعج بالأحداث والمؤتمرات المرتبطة بالاتحاد الإفريقي، بدءاً من المؤتمر المشترك للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، مع الاتحاد الإفريقي، ثم اجتماعات وزراء المالية والاقتصاد والتنمية الأفارقة التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً، إضافة إلى الاجتماعات الخاصة بالأزمة الليبية. عرفت بعد ذلك أن وفداً من الاتحاد الإفريقي برئاسة السيد جان بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يزور مصر وتنتهي زيارته لها اليوم الإثنين، وأن وفد المفوضية بحث مع وزير الخارجية المصري السيد نبيل العربي تجاوب مصر مع مبادرة الاتحاد الإفريقي لوقف حمامات الدم في الشقيقة ليبيا، وعرض الاتحاد للوساطة بين حكومة العقيد القذافي وبين الثوار الليبيين... وقد قبلت مصر استضافة اجتماع الوساطة مع بحث خارطة طريق إفريقية لحل الأزمة في ليبيا تستند على مقترح الاتحاد الإفريقي المتضمن وقفاً لأطلاق النار، وترتيبات الحكم الانتقالي والاصلاح السياسي في ليبيا. عودة السيد جان بينغ اليوم إلى أديس أبابا وفي معيته وفد الاتحاد الإفريقي قد يحمل أكثر من مفاجأة، أولها قبول القذافي للمبادرة، رغم أن الجميع يعلم أنه هو شخصياً وراء هذه المبادرة، وثاني المفاجآت تبني المجموعة الإفريقية للمبادرة، وهذا يعني محاولة لإجهاض ثورة الشعب الليبي... لكن الاجتماعات ستكون مفتوحة على كل الأحوال مثل الإنقلاب على القذافي من داخل الجيش الليبي، وهو إنقلاب محتمل يحمل فرضية المؤامرة على الثورة، اي أن يكون الإنقلاب مدبراً من قبل القذافي نفسه حتى يجد مخرجاً من الأزمة الحالية، ليعود بعد ذلك لإحكام سيطرته من جديد.. أو ربما كان الإنقلاب المتوقع حقيقياً، وهو في هذه الحالة لن يمنح العقيد فرصة للحياة.. وهناك احتمال ثالث بأن يتم قصف مقر القذافي من قبل قوات التحالف أو الثوار ليلقى مصيره المحتوم، فتصبح المعركة بين جيش من الثوار يتضاعف حجمه كل يوم، وبين شرذمة من الجنود أو فلول جيش كان يناصر العقيد... وهناك احتمال آخر بأن تسقط حصون القذافي فيستولى الثوار على السلطة ويفر العقيد إلى الصحراء ليلقي حتفه على أيدي من كانوا مناصريه. حتى نهاية اليوم لا نعرف ما الذي سوف يحدث، وسوف أظل أنتظر عودة السيد المازني لأعرف منه تفاصيل ما جرى هناك.. في القاهرة حول الأزمة الليبية، واربط بعد ذلك بين زيارة السيد رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف وثمانية من كبار وزرائه إلى السودان أمس، وبين الأزمة الليبية، إذ لا يعقل أن يزور الخرطوم وفد مصري شقيق بهذا المستوى، وتقتصر المباحثات على موضوع المياه فقط دون بحث أمن الإقليم.