الخرطوم مدينة تضج بالحياة والحركة والناس والبحث عن لقمة عيش.. وفي شوارعها وأسواقها يلاحظ هذه الأيام كثرة المتسولين والمتشردين الذين ازدادت أعدادهم بصورة ملفتة في ظاهرة محيرة فوجودهم في الطرقات وعند إشارات المرور أصبح يشكل مظهراً سالباً لمجتمع عرف بالتكافل وعمل الخير «آخر لحظة» وقفت على الظاهرة واستطلعت بعض المواطنين لمعرفة آرائهم: المواطن سيد أحمد صاحب مطعم تحدث عن معاناته من الشحاذين وطريقة دخولهم في المطعم وطلبهم من الزبائن بعض المال مما يشكل إزعاجاً لهم بإلحاحهم وقال ورغم أننا نعطيهم الطعام لكنهم يعودون مرة أخرى لطلب المال في الجامعات أيضا لاحظنا وجود هذه الشريحة وفيها عدد من الأطفال الذين اشتكى منهم الطلبة وخاصة الطالبات لأنهم يمسكون بأيديهم بإلحاح ويطلبون المال. الطالبة سعاد قالت ديل عذبونا نبتعد عنهم يجروا ورانا مع بعض الكلمات حتى تلين قلوبنا مثل ربنا يعرس ليكم ويديكم عربية همر ومن جهته قال أحد العاملين بالكافتيريا نعاني من وجود الشحاذين ونجد صعوبة في التعامل معهم رغم أننا لا نبخل عليهم لكن مظهرهم وإلحاحهم يزعج الزبائن. الملاحظ أن أغلبية الشحاذين من الوافدين الأجانب بالإضافة إلى السودانيين وهذا مؤشر لعدم تنظيم دخول الأجانب من الدول المجاورة وأغلبهم من كبار السن والنساء والأطفال مما يشكل خطراً على المجتمع ومن واجب السلطات إيجاد حل لهؤلاء يقيهم شر الحاجة والعوز بإحداث برامج تستوعبهم ودور تأويهم من شر السؤال. ومن المفارقات أن هناك بعض المتسولين اتخذوا طريقة جديدة وهي الركوب في البصات أو الحافلات ويركب عادي زي البقية ويدفع ثمن المشوار وفي أثناء سير المركبة يقوم بإخراج ورقة مطبقة ويبدأ في لكز الراكب جواره وبدون أن يفتح فمه يناوله الورقة وفيها مناشدة بالمساعدة لكذا وكذا ومن ثم يقوم بإعطائها للركاب ليقرأؤها بالتناوب وبعد أن يحصل على ماتيسر له من مبلغ ينزل في أقرب محطة ويواصل العمل في خطوط أخرى