إنطلقت امس أعمال مؤتمر وزارء الاقتصاد والمالية بدول الاتحاد الإفريقي ومؤتمر اللجنة الاقتصادية لإفريقيا لوزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة والذي يستمر حتى مساء اليوم الثلاثاء ، بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بالأممالمتحدة، بمشاركة واسعة ضمت غالبية الدول الإفريقية بما فيها السودان الذي يقود وفده وزيرالدولة بالمالية ماريال أوور وعضوية فيصل جمعة عبد الرحمن ومحمد عثمان أحمد ومني ابوحراز الذين يمثلون الجهات المختصة وذات الصلة بالمؤتمر. وذلك في اطار اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين للجنة الاقتصادية لإفريقيا بالأممالمتحدة، والدورة السادسة لمؤتمر وزراء الاقتصاد والمالية الأفارقة في اجتماع هو الرابع بينهما. وبدأت الجلسة الافتتاحية في مركز مؤتمرات الأممالمتحدة بالعاصمة الإثيوبية داخل القاعة الكبرى بحضور رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، الذي خاطب الجلسة الافتتاحية مهنئا المجتمعين على اختيارهم لموضوع دور الدولة في التنمية بإفريقيا مشيرا إلى ضرورة الانتباه إلى تغيير النمط الليبرالي الذي اتبعه الغرب في التنمية بأبعاد الدولة على أساسيات ومرتكزات التنمية إذ فشل هذا النمط في تجسير الفجوة في التنمية داخل المجتمعات الإفريقية داعيا إلى المفاضلة بين أنماط متعددة للتنمية بعيدا عن الأطر الإيدلوجية ومراعاة البيئة الإفريقية في رسم الخطط الخاصة بالتنمية مع مراعاة عدم تدخل الدولة المفرط في السعي إلى الأرباح. وحذر رئيس الوزراء الإثيوبي من تدخل الدولة المفرط سعيا وراء تحقيق الأرباح لأنه لم يؤد إلى التحول الشامل المنشود، داعيا إلى الإلتفات نحو توسيع قاعدة التعليم الأساسي والتدريب المستمر لايجاد الأيدي العاملة الماهرة والمدربة مشيرا إلى أن الدول الساعية للتطور والنمو مهدت الطريق بإرادتها للتحول نحوه بتوفير بيئة جيدة وانتاج سلع قادرة على التنافس مشيدا بالتجربة الاسيوية في التنمية داعيا لدراستها لأنها جاءت بتنمية عادلة. وخاطب جلسة المؤتمر الافتتاحية جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي أشاد بالمؤتمر الذي تم العمل من اجله وتأسيسه بطلب ورغبة صادقتين من الرؤساء الأفارقة في مدينة سرت الليبية عام 2005م منتقدا غياب عدد من وزراء المالية الأفارقة من المشاركة في عدد من من هذه المؤتمرات موجها لهم بسرعة الالتحاق بمن سبقوهم وطالب بأن يكون لهم ممثلون مثلهم مثل وزراء البيئة والصحة والمياه خاصة وأن القارة الإفريقية تشهد معدل نمو عال بلغ (4.7 %) ةأنها وجهة محببة للمستثمرين لكنه قال إن التواصل بين أقطار القارة لم يتجاوز الثلاثين بالمائة نسبة لضعف البنى التحتية. وكشف جان بينغ عن جانب من مباحثاته في القاهرة التي عاد منها فجر أمس وارتباطها بقضية البنى التحتية إذ بحث مع الرسميين المصريين إنشاء الطريق القاري الرابط بين الأسكندرية في شمال مصر وكيب تاون في جنوب إفريقيا، مشيرا إلى الإتفاق الذي تم بين السودان ومصر لإكمال الطريق الرباط بينهما وقال إن ذلك إن تم ستكلل كل الجهود من أجل وضع بنيات اساسية التنمية في القارة... لكنه حذر في ذات الوقت من مخاطر تواجه التنمية داعيا للعمل على القضاء عليها وأهم تلك المخاطر إنعدام الآمن الناتج عن الحروبات الداخلية وأخرى مرتبطة بالمتغيرات المناخية والتقلبات في أسعار المنتجات العالمية وتدور اسعار صرف العملات المحلية مقابل العملات العالمية. وقال بينغ في خطابه أمام المؤتمر إن إختيار عنوان (دور الدولة في التنمية) مظلة لأعمال هذا اللقاء يعني مسؤلية الدولة ودورها في التنمية بالتدخل لصالح المواطن وذلك باتباع السياسات الصارمة التي تحقق ذلك مثلما حادث الأن في إثيوبيا التي حققت أعلى معدل نمو بين ثلاثة عشر دولة تجاوز التسعة في المائة، وتطبيق المواقف الإفريقية حتى يكون للقارة صوت واحد مسموع وهي قارة تساوي عشرة أضعاف أوروبا وعشرة أضعاف الهند مساحة وتذخر بالموارد. وانتقد بينغ مواقف العديد من الدول الإفريقية في تمويل الاتحاد الإفريقي وقال غن خمسة دول فقط هي مصر الجزائر وليبيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا تمول خمسة وسبعين بالمائة من موارد الاتجحاد الإفريقي إلى جانب عدد من الشركاء الخارجيين قائلا بالنص ..( يجب أن نؤمن مواردنا ولن تكون لنا مؤسسة قوية ونحن نضطر لتسول الاشتراكات والتمويل) ودعا وزراء المالية إلى تقديم الدعم المطلوب لتوفير الأنشطة المطلوبة في مجالات تحقيق السلم والآمن والتنمية. كما شارك في أعمال المؤتمر كين كاندودو وزير مالية ملاوي رئيس مكتب المؤتمر المنتهية صلاحيته في بداية الجلسة إضافة إلى كلمة من عبد الله جانيه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا، إضافة إلى السيد شازوكانغ وكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وسكرتير عام مؤتمر ريودي جانيرو لعام 2012م. كما خاطب الجلسة الافتتاحية اشيم شتاينر الأمين التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ورئيس لجنة الأممالمتحدة الرفيعة المستوى المعنية بالبرامج إضافة إلى السيد دونالد كابيروكا رئيس مصرف التنمية الإفريقي. وجرى انتخاب أعضاء المكتب الجدد في الجلسة الثانية وإنعقدت بعد ذلك حلقة نقاش عامة عن التنمية في إفريقيا ترأسها منسق الجلسة كرفالا يانسان وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية غينيا وشارك فيها باف أوبينغ المستشار الرئاسي السابق ورئيس لجنة التخطيط الإنمائي في غانا، ومحمد فتحي إبراهيم رئيس مؤسسة مو إبراهيم، وسفيان أحمد وزير المالية والتنمية الاقتصاد في إثيوبيا، والسيد لازوراس ميشال بيرنار المفوض الأوروبي للاسواق الداخلية والخدمات والسيد سوباتشي بانيتشبكدي الأامين العام لمؤتمر الأممالمتحدة المعني بالتجارة والتنمية. وجرت بعد ذلك ولمدة ساعة جلسة لإحالة أعضاء المؤتمر بمبادرات مجموعة العشرين بشأن التمويل الإبتكاري لتجري بعد ذلك حلقات نقاش موازية في عدد من القاعات حول الاقتصاد الاخضر والاستدامة العالمية واخرى حول تمويل الصحة في إفريقيا، وجلسة عامة مسائية حول الاستفادة من الفرص من أجل تحقيق النمو السريع خصصت للأفاق والسياسات الخاصة بالعقد المقبل. ويختتم المؤتمر أعماله مساء اليوم بصدور التوصيات الرئيسية الصادرة عن اجتماع لجنالخبراء الذي انعقد في الفترة من 23 -27 مارس الجاري وإصدار البيان الوزاري الذي يعقد بعده رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ومعه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للجنة الاقتصادية لإفريقيا مؤتمرا صحفيا عند السابعة مساء.