أستاذنا هاشم الجاز. مادفعني للكتابة في هذا الشأن، مقالكم بعنوان: الكورسات الصيفية تعطيل التفكير، في العدد «1664» من صحيفة آخر لحظة، الصادر يوم الأربعاء الموافق 30 مارس 2011م، وتحديداً الفقرة الثالثة الخاصة ببداية الكورسات الصيفية والتي تفسد معاني العطلة الصيفية، وتكرس من عملية الحفظ، والتلقين، «وليس تنمية القدرات، واكتشاف المواهب، ومواكبة المتغيرات العصرية في تنمية روح البحث، والمبادرة، والتطبع، والاستعداد للتعامل مع التقنيات الجديدة التي بات واضحاً أن التلاميذ، وباجتهاداتهم الخاصة يتفوقوا فيها على مناهجهم المدرسية بل وحتى على معلميهم» . نعم أتفق معك بأن هناك ضرورة ملحة، بل عاجلة لمواكبة المتغيرات العصرية، والتي أصبحت متواترة، وسريعة بصورة مذهلة. ومن خلال صحيفتكم أوجه الدعوة إلى وزارة التربية، وكل الجهات ذات الصلة بما فيها الخبراء، والمتخصصين، والباحثين في مؤسسات التعليم العالي لضرورة إعلان حالة الطوارئ القصوى من أجل العمل بهمة ونشاط في تطوير المناهج التعليمية الدراسية بما يتواكب والمتغيرات السريعة التي نعيشها اليوم، وذلك لأن المسألة ببساطة تتعلق بمستقبلنا من خلال التعليم، والتدريب الذي يفرضه العصر، والواقع الذي نعيشة اليوم. ودون ذلك سنظل في تكرار تجربة الحفظ، والتلقين التي أثبتت فشلها الذريع في مواكبة أبسط المتغيرات، وأصبح العديد من «التلاميذ»، وليس «الطلاب» يتفوقون على أساتذتهم في العديد من المعارف، والمهارات، والأمثلة في هذا الصدد لاتحصى ولا تعد؛ ويبنغي الآننسى أن وسائل، ووسائط المعرفة، والتعليم أصبحت عديدة، ومتنوعة، والإستفادة منها بالطريقة الصحيحة تحتاج إلى المنهج، والطريقة الصحيحة، وهذا ما يحتاجه مدرس، أومعلم، أوأستاذ المستقبل، والذي يفتترض أن يكون ملما، ومدركا للمتغيرات السريعة والمذهلة في مجال تخصصه، الأمر الذي يتطلب التطوير، والمواكبة من خلال التدريب العلمي المنهجي المواكب - وليس التدريب بمفهوم موضة، وصرعة التدريب التي نعيشها اليوم- ونذّكر هنا بالدور الذى كانت تقوم به المؤسسات الوطنية التعليمية التدريبية في الماضى مثل بخت الرضا في الدويم، وغيرها من المؤسسات ذات الصلة - وينبغي ألا يفهم من ذلك المثال البكاء على الماضي، وإنما للتذكير فقط ليس إلا - تلك المؤسسات التي أقل مايقال عنها إنها كانت مؤسسات مواكبة في الماضي، على الرغم من أن حالة الوعي، والظروف الإقتصادية التي نعيشها اليوم يفترض أن تسمح لنا بالمواكبة، والتطوير، وعلى ما أعتقد أن ما ينقصنا هو التوظيف المناسب لمقدراتنا، وإمكانياتنا، وهذا مانطمح، ونطمع في تحقيقه عاجلاً أم آجلاً؛ لأن الأمر يتعلق بمستقبلنا، ومستقبل أجيالنا المقبلة التي لها حق علينا شئنا ذلك أم أبينا. ودون شك سوف لن ترحمنا، ولايرحمنا التاريخ؛ ونشير هنا، ونذكر بأننا سبق وأن طالبنا - من خلال تلك الصحيفة، وفي ذات المساحة - بضرورة الإهتمام بالمستقبل، وقضايا المستقل، وذلك من خلال نشر ثقافة الدراسات المستقبلية في كل مؤسسات التعليم الوطنية، تلك الدراسات التي تهتم بمثل هذا النوع من القضايا، والإشكاليات ذات الصلة بالمستقبل، والشأن المستقبلي؛ وفي الختام نكرر الدعوة، ونذكر بأن المساهمة، والمشاركة في مثل هذا الموضوع المستقبلي، والاستراتيجي ينبغي أن تشمل كل الخبراء، والمتخصصين، والمهتمين من أبناء الوطن دون إستثناء، فالضرورة أصبحت عاجلة، و ملحة لمواكبة المتغيرات، والنهوض بالوطن؛ ونسأل الله التوفيق .. د . مالك عبدالله المهدي جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا