تعددت تصريحات قيادات حزب المؤتمر الوطني من لدن أمين حسن عمر وحاج ماجد سوار ود. محمد مندور المهدي.. عن الإصلاحات المرتقبة في الحزب والدولة وعلاقة ذلك بما يجري في المنطقة العربية فقط، من ثورات لم تمتد لأفريقيا حتى اليوم، كأن الثورات والانتفاضات صنعت خصيصاً للعرب. أغلب تصريحات المسؤولين في المؤتمر الوطني يصبغها الحياء الشديد والحذر خوفاً من الانزلاق لمهاوٍ قد تفقد هؤلاء أوضاعهم أو مصداقيتهم، بينما قيادة الوطني العليا شجعت الأجهزة الحزبية على التغيير والتبديل، إلا أن الإصلاح الحزبي يمضي بسلحفائية جد بطيئة، فالرئيس البشير أبدى زهداً في الاستمرار بعد انقضاء التفويض الشعبي الذي حصل عليه الصيف الماضي.. والممتد لأربع سنوات قادمات، ولكن بعض قيادات الوطني يترددون في قبول الأمر الواقع.. ويتحدثون بحسابات ولا يملك حتى النجوم الثلاثة أمين وسوار ومندور الجهر علناً بتأييد رغبة الرئيس، دع الحديث عن استعداد نائبه علي عثمان محمد طه لتولي المهمة!! في حديث للرئيس العام الماضي لقطاعات الشباب والطلاب في المؤتمر الوطني، وعد بتجديد الوزارات بعد الانتخابات.. وبحساب دقيق أوفى الرئيس بما وعد، وبين ظهرانينا من الشباب في الوزارة سناء حمد وعبد الواحد يوسف ود. الفاتح علي صديق وأسامة عبد الله ود. فضل عبد الله وعفاف أحمد عبد الرحمن وحاج ماجد سوار وكمال حسن علي، وهؤلاء غالبهم وزراء دولة يعدون أنفسهم لمواقع أرفع في مقبل الأيام.. ولكن المؤتمر الوطني بعد تجربة ما بعد الانقسام الشهير، اختار نظاماً رئاسياً وضع كل السلطات والصلاحيات تحت إبطي رئيس الحزب في المركز والولايات، وأصبحت الأجهزة الحزبية تفوض سلطاتها وصلاحياتها لرؤساء الحزب يعينون من شاءوا ولا يجدون في ذلك حرجاً ولا تملك الأجهزة سلطة رقابية على رؤساء الحزب، فهل تمت دراسة سلبيات وإيجابيات النظام الرئاسي الحالي؟ إذا كانت لائحة الحزب ونظامه الأساسي السابقة.. قد أفضت لانقسام المؤتمر الوطني لوطني وشعبي، وتنازع الأمين العام للحزب، مع رئيس الحزب.. فإن التجربة التي انتهت بالرابع من أبريل من إيجابياتها التي لا تحصى.. رقابة الحزب على الأجهزة التنفيذية.. والسبب الجوهري في النزاع الذي حدث حينذاك شخصية الدكتور حسن الترابي والذي ينظر للجميع كتلاميذ له أو حيران حول التقابة!! إن تعديل النظام الأساسي يمثل خطوة نحو إصلاح حزبي لأكبر الأحزاب السودانية وهو حزب حاكم ومن الصعوبة القبول بالإصلاح إلا إذا كان أولو العزم في التنظيم لا يبالون ولا يتحدث بعضهم بحسابات الربح والخسارة.