تشرفت بحضور اجتماع اللجنة العليا لدورة عزة السودان (15 ) بولاية النيل الابيض .. بهدؤه المعروف وخبرته الطويلة أدار المهندس علي ادم عليان نائب الوالي ووزير التربية والتعليم بالنيل الابيض مداولات الاجتماع والذي انتهي بتشكيل اللجان الفنية المتخصصة لتشرع في تنفيذ الخطة الطموحة التي وضعها الاخوة في منسقية الخدمة الوطنية بالولاية .. واشكر لاخوتي في المنسقية حسن ظنهم وتكليفهم لنا برعاية اللجنة الاعلامية للدورة القادمة ولن ندخر جهدا في تقديم الممكن والمطلوب لهذا الحدث المهم بطول السودان وعرضه .. مما قلته في ذلك الاجتماع ضمن الذين اتيحت لهم فرص الحديث ان دورات عزة السودان جاءت في ظل واقع سياسي وعسكري مشهود ومعروف في سنوات بدايتها .. وليس سرا ان معسكرات الدورة وايامها خرجت المئات من الشهداء والاف الذين رفدوا تيار الحركة الاسلامية الطلابية باصلب عناصرها وأقوي كودارها التنظيمية والخطابية والمبدعة في مجالات ودروب عديدة يضيق المجال عن ذكرها .. ولاهمية مخرجات هذه الدورة للقطاع الطلابي خاصة كان الاهتمام بها والتخطيط لها يتم منذ وقت مبكر وبتنسيق تام وتعاون مفرح بدافع الحرص علي الغايات الكلية لدورات عزة السودان في معسكراتها المنتشرة في كل مدن البلاد وقراها الطيبة .. بمرور السنوات وتتالي الايام لاحظت تراخيا في قبضة التنسيق والتعاون بين جهات عديدة اعطت دورة عزة السودان في نسخها المتتالية كل ماعندها من جهد ووقت وعصارة فكر الامر الذي انتهي بان يكون عبء ترتيب هذه المعسكرات والدورات شانا خاصا بمنسقية الخدمة الوطنية وحدها وهو واقع يفرز ضغطا ذهنيا واداريا هائلا علي الخدمة الوطنية والاجهزة الامنية والعسكرية التي تعمل في التدريب والتامين والاشراف ويضع السلطات السياسية والتنفيذية في عدة ولايات تحت حالة استنفار غير معلنة تحسبا لمايمكن ان يحدث من أو داخل هذه المعسكرات !! طرحت قبل عامين سؤالا للاخوة في المنسقية العامة للخدمة الوطنية ملخصه : ماهي نتيجة التقييم الذي خرجت به ورش العمل ولقاءات حصاد تجربة معسكرات عزة السودان بعد كل هذه السنوات ؟!! .. أقول بالصدق كله : لقد تفاوتت وتباينت الافادات والاجابات .. !! .. وتجدني اليوم اطرح ما اراه .. أطالب بالغاء هذه الدورات والدخول في حالة عصف ذهني عميقة لتطوير التجربة والاستفادة من ايجابياتها !! .. أقول هذا بعد ان فقدت عزة السودان طاقة دفعها الاولي وصارت من بعد (طابورا ) لابد منه .. تصرف فيه الاموال في مدة زمنية ضاغطة تنتهي بنهاية التخريج !! تحية صادقة للاخوة في الخدمة الوطنية بمناسبة العزة الخامسة عشرة والتي آمل أن تكون آخر الدورات في هذه السلسلة التي خبا بريقها ولم تمت الفكرة الصادقة المؤسسة لها !!. نقلت الأخبار انقلاب هايس رأساً على عقب بشارع علي عبد اللطيف، وقال شهود عيان إن السرعة الزائدة تسببت في الحادث.. وفي ظني أن ما يحدث من بعض سائقي «الهايسات» يجعل انقلاب هايس واحدة حتى الآن رقماً قليلاً، فالسرعة الزائدة سادتي أصبحت سمة تميز أصحاب الحافلات على اختلاف أحجامها حتى أصبح هذا الأمر عادياً عند الكثيرين.. وكلما ركبت إحداها أدخل في حالة من الشد العصبي والذهني وأكون في حالة من الترقب وأضحك في نفسي أحياناً وأنا أضغط «برجلي» في الهواء ظناً مني أنني أدوس على فرامل تلك الطائرة على الأسفلت، أنبه صاحب المركبة أحياناً وأحياناً كثيرة استحي لأن السودانيين لا يحبون حديث النساء في المركبات العامة.. واهضم بذلك حقي في التنبية. المهم سادتي يجب أن نضع بعض التساؤلات المهمة عن هذه الظاهرة.. أولها لماذا يسرع صاحب المركبة لدرجة تجعله يفقد السيطرة في أحيان كثيرة على المركبة؟.. هل لأنه يريد أن يصل إلى المحطة الأخيرة بسرعة ليحصل على «فردة» أخرى تجعله يحصد الأموال؟.. أم لأنه يريد أن يصل قبل زملائه ليملأها قبلهم؟.. أم أنه يريد أن يكتشف مهاراته في القيادة؟.. أم أن المسافات أصبحت بعيدة وهو ينهش الطريق حتى يقصر المشوار؟.. وقد لاحظت سادتي أن معظم من يقودون هذه المركبات من الشباب الذين ينتظرهم الكثير في حياتهم، لذا كنت اعتقد أنهم أحرص على الحياة من غيرهم. سادتي في كل مرة عندما أصل للمكان الذي أقصده أحمد الله كثيراً على أنني وصلت بالسلامة.. وادعو للبقية بأن يوصلهم الله بخير وسلامة كما حدث لي.. وفي أحيان كثيرة ينتابني شعور بأن أصرخ وأنادي على شرطي المرور الذي يهديء سائق المركبة السرعة عندما يراه أو ينادي عليه زميله «هوا هوا».. وهو مصطلح متداول بينهم، يعني أن شرطة المرور قريبة منه. وكما قلت أشعر بأني أرغب في مناداة شرطي المرور لأقول له إن هذا السائق يبالغ في السرعة التي يقود بها المركبة.. لكن برضو ارجع وأقول يا هو دا السودان.. المهم سادتي اعتقد أنه من المهم الاهتمام بهذا القطاع لأنهم يحملون البشر بين جنبات المركبة التي يرهقونها بالقيادة بسرعة زائدة، كما أننا لا ننسى التخطي المبالغ فيه والذي يتعمد هؤلاء القيام به وينسون شركاء الطريق.. سادتي أرواح الناس ليست لعبة، فالمركبة التي تقوم بذلك بالطبع لا يتأثر الراكبون عليها فقط، بل يتأذى من هم في الطريق أيضاً، لذا ندعو الجميع للوقوف عند هذه الظاهرة.. ونحن بدورنا نقول لهم: «لا تسرعوا فأطفالكم بانتظاركم».. و«في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».