مرة أخرى نقول: لسنا نلقي خطبة عصماء.. ولسنا نهدف إلى إفساد بهجة الناس بالأعياد.. ولكننا نجتهد في حدود الممكن والمعقول والمتاح لنا أن نذكركم وأنفسنا بأن ما يحدث من ممارسات ليلة الاحتفال بعيد الاستقلال أو ليلة رأس السنة كما هو متعارف عند كثيرين.. إنما هو ممارسات شيطانية نهى عنها الدين الحنيف ونهت عنها الأعراف والتقاليد السودانية.. وينهى عنها العقل.. وإنه والله لشيء مؤسف أن تقوم البلاد كلها ولا تقعد للاحتفال بعيد المسيح عليه السلام كعادة درج الناس عليها.. عادة لم يقرها دين ولا شرع.. وفي ذات الوقت تمر ذكرى هجرة خير من مشى على الأرض وخاتم الأنبياء والمرسلين وتنوم البلاد.. إن لم تكن كلها فمعظمها.. دون أن يدري كثيرون بالمناسبة العظيمة.. ومؤسف والله أن تعمل معظم أجهزة الإعلام عندنا على الترويج وتذكير الناس بالمناسبة وتتبارى في تقديم السهرات والبرامج. إن ما يحدث في ليلة الاحتفال بما يسمى رأس السنة هو فعل وتدبير من رأس الشيطان.. فلا المسيح عليه السلام ولا المسيحية قالت للناس تراشقوا بالبيض والماء.. أو ارقصوا وغنوا.. أو اختلطوا في الحدائق والميادين العامة.. المسيح براءة مما يحدث.. وما يحدث هو عيد للشيطان بما يفعله الناس وبما يرتكبونه من أذى ومن خطايا.نذكّر الناس وأنفسنا لو كانت الأديان جاعلة للناس من عيد للاحتفال بميلاد نبي لكان هو عيد حبيب الله وصفوة خلقه محمد بن عبد الله ولكانت هجرته الشريفة.. فاتقوا الله واحذروا أولياء الشيطان... ورسالة نوجهها لإخوتنا في الحكومة بأن يجعلوا من العام الهجري تقويماً للبلاد مثل ما تفعل الكثير من الدول الإسلامية.. ورسالة لإخواننا المسيحيين نقول فيها.. احتفلوا كما تحبون ولكن ضعوا تعاليم المسيح عليه السلام نصب أعينكم.. راجعوا أنفسكم وحاسبوها.. أجروا معها حسابات عامة.. بدلاً من المظاهر الأخرى للاحتفالات التي لا تليق بالمسيح إن أيام الله كلها عند الإنسان الحصيف هي عيد. عيد بالاستزادة من العبادات وفعل الخيرات وبكل ما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى من قول أو عمل.. فأجعلوا هذه الأيام عيداً وفق تلك المعايير ولا تجعلوها عيداً للشيطان يسعد فيه ويبتهج بما يشاهده من فسوق في التعري والاختلاط غير الشرعي والغناء والرقص وأذى خلق الله بالبيض والماء والضجيج.. إنها ممارسات شيطانية لا تشبه السودان ولا أهل السودان.. ممارسات وفدت إلينا ضمن ما وفد ويتهدد مجتمعنا وأخلاقنا حتى كاد السودان أن يكون أشبه بالدول الأوروبية.. ألا يكفينا ما إنعدم من قيم فاضلة.. ألا يكفينا ما نشاهد ونسمع.. مؤسف والله مؤسف..