يقطع السيدان جمال الوالي وصلاح إدريس هذه الأيام أنفاسهما في الجري لتسجيل محترفين أجانب من خارج البلاد، يدفع لهما كل نادٍ الملايين الكثيرة التي لو مُنحت لتأهيل لاعبين محليين صغار لضمنا مستقبلاً واعداً لفريقي القمة وللمنتخب الوطني، الغريب أن ذلك يحدث بالرغم من المقالب التي شربها الناديان من شراء لاعبين بأسعار خرافية، ظلا يلازمان دكة الاحتياطي دون أن يتعلم الرؤساء من التجارب، ويكفي أن نشير هنا إلى حالة وارغو الذي دفع له المريخ ما كان بمقدوره أن يأتي بفريق شاب بكامله، ورغم هذا لم يستطع اللاعب طوال تجربته إحراز هدف بخلاف هدفه في الشجرة الخرطوم، كما لم يقدم شيئاً يذكر، الشئ الذي جعله من الملازمين لكنبة الاحتياطي برغم ما دفع له، وكذلك الهلال الذي جلب أجانب كثيرين لم يقدموا شيئاً لينتهي أمرهم إلى الكنبة أيضاً، الشئ الذي يجعلنا نقول.. إن دفع أموال كبيرة جداً لأجانب يحتار الفريق بعد حين في كيفية المخارجة منهم، ظاهرة يجب أن تجد لها أنديتنا المعالجة، فالحضري الذي يجري المريخ وراءه أو النفطي الذي جاء به أعمارهما تشير إلى أن العطاء في مقبل التجارب لن يكون بمثلما كان في السابق، فالأستاذ والمعلم هيثم مصطفى اللاعب الأسطورة نجده بحكم العمر لم يعد قادراً على اللعب شوطين كاملين بنفس واحد، بل صار الكابتن الذي يسلم الشارة في أغلب المباريات لغيره في الشوط الثاني ويغادر الملعب، وبالمثل أسطورة المريخ العجب الذي لم يعد قادراً على مجاراة حركة الملعب بذات رشاقة الماضي، ليصبح الأكثر إصابة في غياب الرشاقة، والأمثلة تطول وتجعلنا نقول أصرفوا النظر عن العواجيز الذين يطلبون أموالاً طائلة أولى بها مدرب بكفاءة عالية ولاعبين شباب محليين، يستطيع المدرب أن يرسم ويضع فيهم بصمات للاعبين يخدمون الأندية والمنتخب الوطني، الذي ظل ينهزم من أول مبارياته إلى آخرها بسبب امتلاء الأندية طوال الموسم بلاعبين أجانب يزاحمونهم في الخانات، فيما المتأمل لتجارب الدول التي فازت أنديتها ببطولات الأندية الأفريقية لا يجدها تضم لاعبين أجانب بالعدد الذي يضمه ناديا الهلال والمريخ، الأمر الذي يجعلنا ندق ناقوس الخطر، وندعو رئيسا الهلال والمريخ لإعادة النظر في الهرولة لشراء الترام.. وكما قال السيد رئيس الجمهورية أن المدارس السنية مهمة جداً للنهوض بالرياضة، نقول إن الأموال التي تذهب للاعبين الأجانب الكثر الذين لا يقدمون شيئاً أولى بها المدارس السنية وأولى بها اللاعبين المحليين، الذين يعيشون حالة الغبن من لاعبين بالمليارات مقابل حفنة مال يمنح لهم ووعود لا يتم الوفاء بها.. وليتنا أيضاً ندفع أموالاً لتأهيل مدربينا المحليين بالخارج تأهيلاً عالياً ورفيعاً... بحكم أن التدريب مهم للمدربين وغيرهم في كل موقع، في ظل حركة تخطيط متطورة في العالم لرفع القدرات وقطعاً أن هؤلاء أهم مستقبلاً من المدربين الأجانب، والدليل حسن شحاتة الذي حقق للفريق المصري كأس أفريقيا عدة مرات، كما نحلم في العام الجديد بأن يكون لأندية القمة مجالس إدارات لا رؤساء فقط، بحسبان أن المجالس الفاعلة هي التي تنهض بالأندية لا أمزجة الأفراد وحدهم.